اكرام حسن
عندما يُذكر رجل كالعباس ع تتبادر الى الذهن صور البطولة والرجولة والعنفوان , فكلنا يعرف انه كان حاملا لراية الحسين ع وقائد معركتة , ولكن هل فهمنا دوره حق الفهم ولماذا قُتل وهو في دور الدفاع وليس الهجوم ؟... كان دور الحسين ع التضحية من اجل كرامة الانسان وحقه في التعبير عن رأيه واختيار من يصون كرامته ويضمن مستقبل ابناءه ... الحسين ع قسَّم الادوار في كربلاء بينه وبين مَنْ كان معه من الاصحاب واهل البيت وكان دقيقا في اختيار العنصر المناسب للمكان المناسب , وكما نعلم كان دور السيدة زينب ع اعلامي - للحفاظ على النهضة الحسينية من التشويه على يد بني امية بالاضافة الى الحفاظ على الامام السجاد ع والسبايا في المخيمات الحسينية من القتل بعد استشهاد الحسين ع ...واِن كان دور الحسين ع هو حماية حق الانسان البالغ , فان دور ابي الفضل ع - الساعد الايمن للحسين ع - هو حماية حقوق الطفل .نعم , هكذا خطط الحسين لمعركة الكرامة , تخطيطا انسانية مليئا بالقيم والمعاني السامية ابتداءا من حقوق الطفل , وانتهاءا بحقوق الانسان البالغ .ان ابسط حق للطفل هو القدرة على العيش دون عناء , لذلك قدَّم الحسين ع احب الناس اليه واكثرهم شجاعة واقداما ليكون رمزا للدفاع عن الارضية التي يقوم عليها المجتمع الحر السليم , فقدَّم الافضل والاحسن والاكفأ للقيام بهذا الدور -وهو العباس ع - لانه اذا انهارت حقوق هذه الفئة من الناس استُبيح كل شيء وكل حق , وهذا ماحصل فعلا بعد استشهاد العباس ع ...لذلك نسمع مقولة الحسين ع عندما استُشهد اخاه العباس - في معركةٍ من اجل الحصول على ماء يروي به عطش الاطفال - قال الحسين ( الان انكسر ظهري وقلت حيلتي وشمت بي عدوي ) ... فهل كان يقصد انه ضَعف لقلة عدد الانصار والمحاربين ؟؟؟كلا , فقد كان الانصار واهل بيت الحسين قلة من اول يوم نزلوا بكربلاء والحسين يعرف عدد رجاله ويعرف قوتهم وتفانيهم واخلاصهم , فلماذا ينكسر ظهره اذاٍ ؟؟؟ انكسار ظهر الحسين كان تعبيرا عن انكسار القيم الاخلاقية التي يُبنى عليها المجتمع الانساني السليم فاذا حصل تجاوز على حقوق الطفل ( بمنع تزويدهم بالماء ليعيشوا ) فهذا يعني تحول المجتمع الى شريعة غاب بل اسوأ من ذلك , ولن يصبح هناك قيمة او احترام لحقوق الكبار فمن يتجاوز على الصغير الضعيف يتجاوز على كل شيء وكل انسان .انكسار الحسين كان لعلمه انه لم يعد في هؤلاء القوم الذين حاربوه اي ضمير انساني يحترم حقوق الانسان الصغير ناهيك عن الكبير , ولم يعد بمقدوره ان يثنيهم عن مساندة الظالم المستهتر بحقوق البشر فقلَّت حيلة الامام عن ايجاد منفذ لقلوب هؤلاء المتحجرة وعقولهم , وفي هذا شماتة الحاكم الظالم وزيادة في تجبره .العباس قطعت يمينه وشماله فظل صامدا لانه ومع جراحه مازال يملك قوة العزيمة وقوة الرحمة التي تدفعه لنصرة اولئك الاطفال عملا بوصية رسول الرحمة ص - اوصيكم بالضعيفين المراة والطفل - لذلك احتضن قربة الماء لانها بنظره عنوان وصية الرسول ص وكأنه يقول { على العهد يامحمد حتى انقطاع النفس } ... هكذا كان ابو الفضل العباس رمزا فذا لحماية حقوق الانسان الطفل كما كان الحسين رمزا لحقوق الانسان البالغ .كان حق الطفل ياخذ الاولوية في حسابات اهل البيت , فليتنا نعِ ِ هذه الحقيقة ونجعل من ابي الفضل العباس رمزا لمن سعى بجد للدفاع عن حقوق الطفل وضحى من اجل ذلك بكل مايستطيع .ولنجعل من ذكرى ميلاده مناسبة نعتني فيها باطفالنا في البيت والشارع والمدينة , نُدخل السرور على قلوبهم ونخفف من وطئة مايعانون من جراء الاوضاع الغير طبيعية في المنطقة , عسى الله ان يرحمنا بهم ويفرج عن امتنا كل كرب وضيق ... انا ادعوا المهتمين باظهار رسالة اهل البيت ع ان يجعلوا من يوم ميلاد العباس ع يوما للطفل العالمي او على الاقل يوما للطفل العراقي ,تقدم له الهدايا لترسم الابتسامة على وجهه , او لقمة خبز تسد رمقه لايام قادمة , ولنعتبر هذا العمل جزءا من الوفاء للدماء الطاهرة لشهداء كربلاء واولهم ابي الفضل العباس ع ...
https://telegram.me/buratha