المقالات

نموذج من مراجع الشيعة ... والتعامل مع النفايات !!

775 20:52:00 2013-06-10

ابو هاني الشمري

العالم الجليل والفقيه المجتهد الشيخ احمد بن فهد الحلي قدس سره (756 هـ - 841 هـ)لم اعرفه ولم اقرأ عن سيرته سابقا ولم اتشرف بزيارة مرقده الشريف إلاّ قبل ثلاثة اشهر مضت حينما جئت الى العراق عبر مطار النجف وكانت معي امانة لأحد الشيوخ جلبتها معي في سفرتي تلك. رغم زيارتي السريعة لمرقده والتشرف بها فقد انتابني الفضول في معرفة صاحب هذا المرقد الشريف الذي يقع في شارع القبلة بمدينة كربلاء قريبا من مرقد سيد الشهداء عليه السلام. فذهبت ابحث عن سيرته. توقفت طويلاً حينما قرأت عنه هذه العبارة التي تشرح نموذج الخلق العالي والادب الجم الذي يتحلى به هذا العالم الجليل. تقول العبارة (وكان من شدة تأدبه ورعايته لحرمة كربلاء المقدسة أنه كان يجمع فضولاته في كيس ويأخذ بها خارج مدينة كربلاء بمسافة طويلة حفاظاً على طهارةِ تربةٍ دُفِنَ فيها الإمام الحسين عليه السلام)وأنا اقارن ما يفعله اتباع اهل البيت من الشيعة حينما يذهبون لزيارة العتبات المقدسة ليتركوا خلفهم تلالاً من النفايات بل ان بعضهم يرمي ما يحمله من مخلفات في الطريق مباشرة غير آبه لأدبٍ ولا دينٍ يتدينُ به. فقبل عدة ايام جرت مراسم زيارة الامام موسى الكاظم عليه السلام في بغداد وترك الزوار ورائهم عشرات الاطنان من النفايات التي تملأ الشوارع والساحات والحدائق والازقة ... وتاركين ورائهم تساؤلاً كبيرا عن نوع المحبة التي يحملونها لأئمتهم. فهل محبتكم لامام معصوم وتشرفكم بهِ ان يكون شفيعاً لكم يوم القيامة هي ان تتركوا مدينته ومكان مرقده الشريف بهذا الشكل المخجل الذي لا ينبع عن ادب ولا محبة.العالم الجليل (الشيخ احمد الحلي) اوقف بستانه وارضه وحتى القبر الذي فيه مرقده هذا اليوم من اجل زوار الحسين عليه السلام ... ويذكر المؤرخون أن بستانه وبيته كان مأوىً للزائرين:يقول محمد حرز الدين في كتابه مراقد المعارف (وفي سنة 1329 هـ دخلنا مرقده لقراءة الفاتحة ـ كما هي عادتنا في كل عام نأتي لزيارة الحسين عليه السلام في النصف من شعبان ـ فوجدناه على سعته مكتضاً بالزائرين حتى في بستانه الوقف الذي كانت الزوار تقيم فيه أيام الصيف ، والمعروف والمشهور انه رحمه الله تعالى وقف داره التي فيها جدثه (قبره) على أنْ تكون قبراً ومزاراً له ، ومأوى للزائرين الضيوف ، وكذا البستان المحيطة بداره وقبره ، المعروفة ببستان ابن فهد الحلي هي وقف عليه).هذا واحد من كبار علماء الشيعة ومراجعها درس على يده العشرات من العلماء الذين صار بعضهم مراجع كبار وله العشرات من المؤلفات وله العديد من الكرامات وله العديد من المناظرات الجليلة مع اصحاب المذاهب الاخرى حتى تشيع على يده أمير العراق آنذاك (سبان بن قرا يوسف) بعد سقوط الدولة الجلائرية.يروي احد المؤمنين انه رأى العلامة المجلسي قدس سره وبجانبه جميع علماء الشيعة ولكنه لم يرَ الشيخ احمد الحلي معهم فسأل عنه فقالوا انه ليس في زمرة العلماء فقد حشر في زمرة الانبياء عليهم السلام.عالم جليل كالشيخ احمد الحلي وهو يتعامل مع النفايات والمخلفات بالطريقة التي ذُكِرَت آنفاً (يأخذها بعيداً عن مدينة كربلاء ليدفنها في الصحراء احتراماً لمرقد الامام (ع))أليس حري بنا أن نتعلم من خلقهُ قليلا لنعكسه على واقعنا المتردي وخصوصا في الزيارات لكي لا نرمي المخلفات اينما نشاء ... على الاقل نضعها في اماكنها المخصصة لها لنسهل على العمال امر جمعها وهي جزء من اماطة الاذى عن الطريق ... أليس هو أمر سهل التنفيذ ايها المؤمنون المحبون, فلماذا لا نطبقه؟!!!.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Samar
2013-07-04
جميل جدا ياريت لو الكل يقتدي به
كلمة
2013-06-10
نشكركم على هذا التعريف والالتفاتة ونسأل الله ان نًحسن التأدب في كل انواعه في حضرتهم عليهم السلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك