علي محسن الجواري إعلامي وناشط مدني
يقال : ان كل لبيب بالاشارة يفهم ، ويعتمد الفهم هنا على وضوح الرسالة من قبل المرسل ليتسنى للمتلقي فهمها ، وقديما ً كان العرب كغيرهم من الاقوام يستخدمون فنون اللغة وادابها لايصال ما يريدونه عن طريق الشعر الذي هو ديوانهم واشتهروا به ، فكانت الاشارات او الومضات او ما يعرف عند اهلنا الان بالحسجة وكان على العاقل واللبيب والفطن ان يفهم من خلال العنوان دون الخوض في التفاصيل والوقوف عندها.ومع شديد الاسف ان فشل البعض في القيام بواجباته المناطة به تجعله يتخبط هنا وهناك فيشتري شماعة صناعة صينية او يكلف اصحاب المهن لصناعة الشماعة ، ويكون حجمها طبعاً حجم اخطائه وتجاربه الفاشلة ، الانسان معرض للخطأ وهذا ديدنه وقيل : الاعتراف بالخطأ فضيلة ، ويرد عن اهل العلم ان من كثر كلامه كثرت اخطائه ، والالتفاف على الخطأ ومحاولة تبريره امر آخر ولا بأس أن حاول احدنا ان يصحح الخطأ قبل ظهوره على أن هذا الاخفاء يعد مثلبة وليس منقبة ، فيما يستحي بعضنا من أخطائه والحياء بحد ذاته من صفات الكرام ، أما ان يخطيء الانسان لمرات ومرات ويكرر نفس الخطأ فهذا لعمري منتهى الغباء وبُعد عن الحلم اذ قيل: لا يلدغ الحليم من جحر مرتين ، واقد اسرفت في استخدام اقوال وامثال وحكم مأثورة في تراثنا اذ تخطى ما قراته وسمعته من البعض والذين يكتبون كيفما شاء ومع الاسف فقد صنفوا انفسهم حسب رغبتهم فهذا كاتب وهذا محلل سياسي وهذا اعلامي والفضائيات كثيرة ولله الحمد والمواقع الالكترونية أكثر ماشاء الله والانترنيت في متناول الجميع .ولكن ان تتحول الحالة الحضارية ونعمة الاتصال اليسير الى منابر للسب والشتم والتعرض للاخرين وان يتحول من يصف نفسه ويسمها بسمة السياسي والمثقف الى سكير لعبت الخمرة بعقله فما عاد يميز الشجرة من الانسان ويرميه حظه (المصخم) للنيل من هذا وذاك دون وجه حق ودون دليل فيجب ان يقف عند حده ويلتزم جانب الصمت بل ايجب ان يقف كل واع ومثقف ومخلص لوطنه ولقضيته بوجهه ليقول له : (عيب استحي)ومع الاسف يقف وراء هؤلاء البعض سياسيون يوصفون بالكبار ان الالتفاف على الخطأ ومحاولة الصاقه بالاخرين قمة الجبن ، يحضرني هنا حوادث تاريخية حدثت في امتنا وقضية امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام معروفة مع معاوية بن ابي سفيان ، ففي كل كلام علي عليه السلام لا تجد سبا ً اوشتما ً بل تجد النقد المبني على اسس صحيحة وفضح لامر معاوية في عدم تطبيقه للاسلام الحنيف على مستوى شخصي وعلى مستوى عام ، وتجد ان معاوية يسب ويشتم وينال (وخسأ ان ينال) من ابا الحسن عليه السلام بكلام لا صحة له ولا دليل عليه بل هي ترهات السفهاء واقوال الجبناء ، واذا جاز لنا ان نجعل هذين الاسلوبين نهجين في النقد ، ففي أي خانة نضع من يتطاول بكلام انشائي لا صحة له ولا دليل عليه على رموز دينية ووطنية كان لها اسهامها بل ولها الباع الاطول والفضل الاكمل بعد فضل الله تعالى في اخماد الكثير من الفتن وجمع الفرقاء وجلوس المتناحرين وتحمل اعباء اقناع هذا وذاك والجلوس مع زيد وعمر لاجل ان يلتقوا لا لمصلحة شخصية بل لاجل مصلحة الامة ، ولاجل راحة الشعب الذي انهكه الارهابيون من جهة قتلاً و تفجيرا ، وانهكته سياسة الحكومة الرعناء ذلا ً وتمزيقا ، وما زال يئن من جراحه ويعاني من قلة خدمات و (شكبان) من المشاكل شهداء وايتام وارمل ومعوقون ومشردون فيما شبع اهل الضحايا ذلا ًوهوانا ًوهم يحاولون الحصول على جزء يسير من حقوقهم في دوائر دولة القانون .وعذراً يا دولة القانون رئيسا ً ونوابا ً وسياسين وكتابا ً وكتلة سياسية ، لن نسمح لكم ولا لغيركم أن يمسوا رموزنا وقادتنا ، وبدل ان توجهوا اقلامكم وكلامكم لابن المرجعية والشعب ، ابحثوا عن اخطائكم ولا اعتقد انكم ستتعبون في البحث عنها فهي واضحة وجلية ، صححوها وعالجوا المشاكل وستجدونا خير عون لكم ، فمنهجنا يعتمد على مشروع خططنا له ويشارك في بنائه كل العراقيين ، لان بناء العراق هدفنا ..سلامي
https://telegram.me/buratha