زيد الحلو
من الصعب على الانسان حينما يجد اقرب الناس وبكل ما قدمت وتقدم له من عون وجهد واحيانا بعض التنازلات وهو بكل وقاحة يقابلك بكل لؤم وقد يطعنك بخنجر الجحود وانكار الجميل . وثمة مؤشر على وقائع الاحداث التي نعيشها اليوم داخل المشهد السياسي العراقي والذي تحوطه في بعض الاحيان الكثير من الضبابية وعدم الوضوح في الرؤى , ومن هذه المؤشرات سؤال يثير نفسه بنفسه وتشكل الاجابة الحقيقية والواضحة على متن هذا السؤال حجر الاساس والركن الذي تدفن عنده الحقائق ولكن لماذا نعاني بشكل جدي من أزمت وضوح وصراحة في تعاملنا ولماذا الاصرار على عدم الافصاح بالحقائق وبيان كل ما يجول من افكار في صومعة العقل البشري لدى بعض من قادتنا . وعند مراجعة بسيطة وقراءة موضوعية صادقة وبأنصاف من كان اكثر كرما مع الحكومة في الكثير من المواقف والازمات والتي غالبا ما كانت راعية لها لمصالحها الشخصية ولنأتي من اول تشكيل الحكومة وما رافقتها من اقصاء لاقرب حلفائه وهو اول رد للجميل وبعد ذلك انهالت الازمات كرشق المطر واخذت الكتل السياسية على عاتقها سحب الثقة من هكذا حكومة في فترة كانت المنطقة تعيش حالة من الهيجان وبدء الشعور لدى المكون السني ان في العراق صار مستهدفا من قبل الحكومة الشيعية هنا كانت ابرز المواقف السخية التي قدمها السيد عمار الحكيم لدولة رئيس الوزراء المتمثلة بالسيد المالكي في عدم السماح بسحب الثقة لرؤيته العميقة لما ينتج عن ذلك من تدهور للوضع السياسي العراقي وخطاباته ومساعيه السياسية لتهدئة الاوضاع وحث الحكومة على الاستجابة لمطالب المشروعة للمواطن وكالعادة قوبل هذا الاحسان بالاساءة والمحاربة اكثر لهذا التيار وقائده السيد الحكيم لشعوره بانه اصبح منافسا شعبيا له في الشارع العراقي بعد ما كان الوحيد ومقصدا للكثير من القادة السياسين ومن جميع الطوائف العراقية والخارجية ( العين ما تحب الارجح منها ) , ومع كل ذلك لم يتوانى السيد الحكيم في مساعيه الخيرة والتي من شأنها تهدف الى بناء البلد وخدمة شعبه وما شهدناه مؤخرا من الدور البارز له في ايقاف نزف الدم العراقي وتخليص البلد من حرب طائفية كادت تعصف به لولا مبادرته في الاجتماع او اللقاء الرمزي للسلطتين التنفيذية والتشريعية في البلد في مكتبه الخاص واذابة الجليد بينهما ومصالحتهما والتي أشيد بها من المخالف والموالف وهذا ما لمسناه بعد ذلك من التهدئة وايقاف حملة التصريحات والحرب الاعلامية فالشجرة المثمرة كلما رميتها بحجر قابلتك بالثمر . وبعد الانتهاء من العرس الانتخابي ومرحلة المصادقة ورغم الفوز الذي حققته كتلة المواطن في اغلب المحافظات وبحكم ما يتمتع به الحكيم من مقبولية لدى اكثر الكتل الفائزة وكان بمقدوره تشكيل الحكومات المحلية في الكثير من المحافظات لكن رؤيته الواضحة في التأسيس لبناء مجالس محلية قوية وقادرة على النهوض بالواقع الخدمي لها هي من خلال مشاركة اغلب الكتل القوية الفائزة وتشكيل تحالفا مركزيا يكون منطلقا لتحالفات اخرى مع الكتل الاخرى فما كان منه الا ان يبادر لعقد اتلاف رصين مع دولة القانون والكتل المنضوية معه وسعيا منه الى اعادة بناء البيت الشيعي من جديد , ولكن وبعد صبر طويل ما كان من رئيس الوزراء الا ان يقوم بحل العقد المركزي المبرم بدعوى انه غير قادر مسيطر على نوابه وحلفاءه في المحافظات ولنذهب بطريق كل محافظة وحسب التحالفات تشكل مجلسها ظنا منه بان كتلة المواطن سوف لن تتمكن وبهذه السرعة ان تقلب المعادلة في اكثر المحافظات وان تكون الاساس في تاسيس حكوماتها المحلية . ومثلما كان يتوقع الحكيم بعد كل نوايا حسنة يقدمها سوف تقابل بالسيئة فقام بعض محافظي دولة رئيس الوزراء بالتصريح اعلاميا ومن الاقلام المأجورة التي اشترت رضى المخلوق بسخط الخالق بان تقوم بالاساءة والتطاول على شخص السيد عمار وتتهمه بانه بسبب مطامعه في بعض المحافظات هي التي ادت الى انفراط عقد التحالف المركزي بينهما , لكن ما ظهر من حقيقة التحالفات الرصينة التي ذهبت لها كتلة المواطن وذات نوعية تمثل الطيف العراقي وهو ما طمئن المواطن بوجود الامل في اعادة اللحمة العراقية بعدما مزقتها سياسة الحكومة الطائفية والتهميش والاقصاء والغاء الاخر والذي ادى الى عدم التوازن في المناصب الحكومية . واختم قولي ان العزاء الوحيد لحكومتنا الموقرة هو ان ليس ياستطاعتك الحفاظ دوما على الصورة البراقة التي رسمتها لنفسها فترة طويلة فسرعان ما تتضح امام الجميع بأنها منعزلة في قواقع عقدها , وكما هو معلوم ان حبل الكذب قصير ولايدوم طويلا فليس من الصعب ان تكذب ولكن ليس من السهل ان تبقي الاخرين يصدقون كذبتك وان من حولك سينفضون عنك عاجلا ام اجلا . والله الموفق
https://telegram.me/buratha