المقالات

ألم نحذركم من دولة القانون !!

557 09:20:00 2013-06-11

محمد حسن الساعدي .

ترددت كثيراً وآنا اكتب مقالاً فيه الآلام والحزن على بلد وشعب حملته الآلام ولم يحملها من شدة الآلم ، بل ان الالم صَغُر امام تحمله وصبره .

كان الشعب العراقي رهين وحبيس سجان واحد ، وكان هناك السجان كاسر الشعب العراقي ، ومحطم كبريائه وكرامته ، وكان الجميع في خطر من هذا السجان ،والجميع في دائرة الاتهام بتهمة (حزب الدعوة العميل ) ، وكانت الناس لاتعرف شيئاً ، وهم يسيرون وهم اموات لايعرفون ماهي النهاية ومتى ؟

الشعب العراقي كان ينظر الى الخارج على أنه المنقذ ، وفعلاً كنا ننظر الى ان خلاصنا بجهاد المجاهدين ، ودماء الشهداء ، وكنا نعتقد أنهم ملائكة تسير على الارض ، ودعني اخُرج شهيد المحراب من هذه المعادلة لانه هو الآخر كان في محنة صعبة مرتين ، مرة من عدوه وعدو الشعب العراقي ( البعث الكافر ) ومرة من اخوانه ، والذين لايألون جهداً في وضع العراقيل في عجلة مسيرته وجهاده ، والحوادث كثيرة في هذا المنظور . بالرغم من الخلاف لايفسد للود قصية ، ويعتبر شيء صحي ان الاخوة يتنافسوا في جهادهم وصبرهم ، وهذا الشيء يفرح ولا يحزن .

بعد سقوط الصنم ، ارتفعت الاصوات والأهازيج ، وهي مستبشرة بهلاك طاغية العصر وقارونه ، وتنفس الشعب العراقي الصعداء ، وفعلاً أخذ الناس يبارك الواحد للآخر بهذه المناسبة ، وقلنا الحمد لله ، سيكون العراق حراً وشعبه .

ورأينا رجالات العراق ، وكنا ننظر لهم بعين التقدير والحب والاحترام ، لكل ما قدموه لبلدهم من تضحيات وغربة ، والتي كانت ثمناً لحريتهم وحرية شعبهم ووطنهم ليعودوا وهم محمّلين بالأمل لغد واعد بعراق جديد ديمقراطي قائم على احترام الانسان ، وضمان حقوقه المشروعه .

وسرنا معهم نحو كتابة الدستور وتشكيل مجلس الحكم ، وتشكيل الحكومات المتعاقبة ، وبدأنا ننظر الى الاهداف والغايات تختلف عما كانوا ينشدونه ويرفعون الشعارات له ، وتفاجئنا بالشعار الكبير ( بعد ما ننطيها ) وكنا نعتقد انه صاحب الشعار ربما كان هدفه ان الشعب العراقي هو من يحكم وليس الديكتاتوريه والحكم الاستبدادي ، ولكن وإذا بها تنكشف الغايات في الانتخابات البرلمانية السابقة ، لتبرز لنا ظاهرة جديدة بعد 2003 هي ديكتاتورية صغيرة بحجم صاحبها ، وبدأت الاهداف تظهر ، واذا ننظر الى الخارطة ( التحالف الوطني ) الجميع مهمش ولا دور له في طريقة ادارة الدولة ، وما هو إلا غطاء يُرجع له متى ما شاء ومتى ما رغب .

انتخابات مجلس المحافظات نيسان 2013 كشفت شيئاً جديداً يم يكن الشعب المسكين يتصوره ، هي عدم المصداقية بين جميع الاطراف ، وخصوصاً عندما نقف على (ميثاق الشرف ) بين حزب الدعوة والمجلس الاعلى ، لنتأمله نجده ان ميثاقاً كبّل المجلس الاعلى أكثر ما الزم الدعوة ، لان المجلس بطبيعته الايدلوجيه وقربه من مرجعية دينية ، يحمل بعض المبادئ والقيم والعلمائية والتي لايمكنه الانسلاخ منها ، ولان الارث حاضراً لديه في الكثير من ثقافاته ، وعندما نقرأ خطابات السيد الحكيم نجد انه ثابت الخطى في طرح رؤيته المتسقة مع هذا النهج التاريخي كونه قد عبر عن تاريخ ديني وعقائدي ، كان يوماً من الايام هو الزعيم الاوحد للطائفة ، ورفع راية التحرر من العبودية والأفكار المنحرفة .

كل هذه جعلتنا مطمئنين وواثقين الخطى في ان السيد الحكيم يسير في الطريق الصحيح ، المحبون والأنصار سجلوا عتبهم كثيراً على تحالفه مع دولة القانون ، وهناك من استنكر في المحافظات ، وهناك من امتنع حتى من التصويت لان هناك ربما يكون تحالفاً بينهما ، وفعلاً فرح المحبون بعدم التحالف ، وهذا ليس تفرقة او تشتتاً ،بل هو في النظام الديمقراطي ، حالة جيدة وصحية في تنوع المناهج والأفكار .

الخطوة التي قام بها رفيق الدرب ، في فك العقد او عدم الالتزام بالميثاق ، هي حالة ليست مستغربة في ضوء التجارب السابقة ، ولكن مع هذه الظاهرة الغريبة في طريقة التعاطي بعدم المصداقية مع الاخرين ، تجعلنا نقف حائرين من هذه المواقف ، وكلنا نتساءل ، هل هذه المواقف تتسق مع تاريخ حزب الدعوة الجهادي ؟!!

اليوم دولة القانون نقضت عهدها مرة ثانيه ، وضربت ميثاق الشرف عرض الحائط ، وهذه رسالة واضحة للجميع انهم سائرون بفكر تهميشي لايقف عند حد ، او لديه اي خطوط حمراء يقف عندها .في الختام نبقى نطرح التساؤل والنابع من المصلحة العليا للوطن والمواطن والحفاظ على مصالح شعباً انهكته الحروب والإرهاب على حد سواء ، نطرح تساؤلنا ... هل يكفي تحالفاً مع دولة القانون ؟!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين شاهين
2013-06-11
ان المتتبع لخطوات دولة القانون يرها انها تكثر من وضع الركام عليها ولم يبقى الا وقت قصير وسيتلاشى وجودها وليعلم دولة الرئيس عندما فض الاتفاق الاخير مع الحكيم مافض الا سند له يجنبه الوقوف خلف القضبان لمحاكمته من قبل الشيعة اولا بزعامة الصدريين ويليهم السنه وبعدهم الاكراد فلنبارك له هذا المصير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك