كريم سعيد
ما يجري في تركيا من تظاهرات واعتصامات كبيرة ومواجهة هذه التظاهرات بالقوة المفرطة من قبل القوات الحكومية انما تؤشر مدى المأزق والحرج الذي وقعت في حكومة أردوغان ، حيث كان الرجل بالأمس القريب يدافع عن حق الشعوب في الحرية والديمقراطية وحرية الرأي ، واذا به اليوم يستعمل كل قواه العسكرية والبوليسية بمواجهة المعتصمين المسالمين العزل من السلاح .لقد أوقعت السياسات المراهقة لاردوغان تركيا في ورطة وحيرة كبيرة ، ما دعا الرجل يسكت عن المطالبة بحقوق الشعب السوري او العراقي او غيرها من الشعوب وأصبح لا يعرف كيف يتصرف تجاه انتفاضة شعبه ، وما يفعله هذه الايام سوى التصدي والقمع لهذه الانتفاضة الشعبية ،كما ان اردوغان يبدو هذه الايام ساكت عن التدخل في شؤون البلدان المجاورة ، وهذا أمر طبيعي لكل أولئك الطغاة الذين يحرضون الناس على التحرك بمواجهة حكامهم واذا بهم يرون شعوبهم تنتفض ضدهم فيصابون بالذعر والهزيمة النكراء ويلعنون اليوم الذي حرضوا الناس على المطالبة بحقوقهم .ان الربيع التركي آت لا محالة وسوف تشهد جميع المدن التركية احتجاجات واعتصامات تدين السياسة الاردوغانية تجاه دول الجوار ، هذه السياسة التي سوف لم ولن تجني تركيا منها سوى الويلات والدمار " يوم يعض الظالم على يديه " .لقد كانت الشعوب العربية تتمنى ان تربطها بتركيا علاقات طيبة ووثيقة خصوصا مع وجود المشتركات الكثيرة بين هذه الشعوب والشعب التركي ومنها الدين والتاريخ المشترك والجوار وغيرها ، ونقول هنا وبكل ثقة سوف ياتي اليوم الذي تعود فيه العلاقات بين الجانبين الى سابق عهدها من القوة والعمق ولكن بعد ان يرحل اردوغان وغول وغيرهم عن التحكم بمقدرات الجارة العزيزة تركيا " وأن غدا لناظره قريب" .
https://telegram.me/buratha