حيدر حسين الاسدي
"رمتني بدائها وانسلت" سمعنا كثيراً بهذا المثل ولعل البعض يعرف معناه ولما يضرب وبعضنا يجهل معانية ونقول ان هذا المثل يضرب لمن يحمل على صاحبه ويعيب عليه أمور هي فيه ، فيبدأ بالحديث والتشهير أمام الناس ويُخرج نفسه بصورة الملاك الطاهر البعيد عن القصور والتقصير.تذكرت وأنا أقرأ هذا المثل ما تشنه وبصورة مستمرة أقلام معبئة سياسياً من خطابات ومقالات ولقاءات معدة مسبقاً وبصورة موجهة تخاطب عقول الشعب العراقي بسذاجة الأفكار وبساطة الطرح وبأدوات هزله محاولة إقناعهم بأطروحاتها متناسين ان شعبنا بات أكثر وعياً ومقدرة على المراقب والتحليل لكل الأحداث ، ولن تنطلي عليه الخزعبلات والخرافات التي تسوق من خلال وسائل مكشوفة تريد بها إجبار المواطن على التصديق وإيصال رسالة للمسؤول المخدوع ان الشارع يصدق أطروحاتهم ويسير باتجاه أفكاره .ولعل اخر هذه الخزعبلات ما شنته مواقع تابعة لتيار سياسي كبير في العراق تجاه سياسة المجلس الأعلى وقيادته بأنها خانت وأساءت ووضعت يدها بيد أناس مجرمين غير وطنيين عندما نقضت الاتفاق والعهد بينها وبين دولة القانون وراحت تتحالف مع قوى أخرى لتشكيل مجالس المحافظات المحلية ...لكنهم تناسوا أفعالهم ومعاهداتهم مع القتلة والمجرمين وقرارات الاستثناء لكبار المجرمين وجلسات التنازل مع رجالات البعث من اجل عقد صفقات الحصول على المناصب والمكاسب الضيقة ، واليوم وحين نتفق ونتحالف مع أخوة في الوطن وشركاء في العملية السياسية نصبح خونة ومتخاذلون وبائعون للقضية والوطن. هنا يُطرح سؤال مهم للساسة ممن يدفعون باتجاه تصعيد الأمور وتوتر العلاقات ... أن خمسون يوماً من المفاوضات والتفاهمات كانت كافية لتحديد بوصلة تحالفاتكم واكتشاف من معكم ومن ضدكم ومن يقدم حسن النوايا والمبادرات الناجحة لترطيب الأجواء وفك عقد الإشكالات وإنقاذ البلد من منزلق خطير ومن يريد الشر بالبلد وأهله.وليكن حديثنا أكثر وضوحاً ومصداقية لاننا قدمنا في كلامنا ان الشعب هو اكثر من أي وقت سبق واعي ومراقب ويدرك تفاصيل الأمور ، ان ما أرادته دولة القانون بنقضها الاتفاق وميثاق الشرف هو الظفر بأكثر المحافظات وتولي زمام القيادة فيها ، لكن السحر انقلب على الساحر وتحول حلم الظفر الى كابوس مرعب استيقظت عليه قيادات دولة القانون عندما بدأت المحافظات تنفرط من بين ايديهم وتتجه صوب كتل وطنية مؤمنة بتقديم الخدمة والمصلحة العامة على مصالحها الشخصية واندفاعها نحو اللحمة الوطنية وعدم تعكزها على التكتلات الطائفية .ان من نقض العهود والمواثيق برهن وبالدليل القاطع ان السياسة الفاشلة هي سياسة الغدر والخداع وان من يستند على تسقيط الشركاء للظفر بالمكاسب هو الخاسر الاكبر ولن يجني غير الندم والانكسار ، فيما برهن السيد الحكيم وقادة المجلس الأعلى ورغم كل الانتقادات التي وجهة إليهم أنهم أصحاب مبدأ وحنكة وشرف يحفظون وعودهم ويلتزمون بكلامهم ولا ينقضون ما تعاهدوا عليه لذلك وبتوفيق الله سددوا وحصدوا ما زرعوه من طيب وحسن نوايا ، ويكفيهم فخراً ان ابناء شعبهم فرحون بما حققوه وهذا هو الانجاز الأكبر .دعوتي للحكومات المحلية التي تشكلت ومن هي في طور التشكيل العراق ينتظركم لتحقيق ما وعتموه من برامجكم التي أعلنت وعيون شعبكم ترتقب المنجز لتطمئن قلوبهم بحسن الاختيار فسيروا على بركة الله ولتكون "محافظاتنا أولاً" في كل شيء .وأخر كلماتي أقولها لدولة رئيس الوزراء في ان التعلم في الكبر ليس عيباً ولا خجل فعليكم ان تتعلموا سياسة الوفاء والالتزام وحفظ العهود ، فأنها سياسة الشجعان والمقتدرين على إيجاد فرص النجاح لبلادهم وأحزابها ... شكراً دولة الرئيس فقد أوضحت لمن يبغضنا قبل محبينا إننا باقون على العهد والأوفياء في كل وقت وغيرنا لا يشبهنا في ذلك .
https://telegram.me/buratha