المقالات

متى يسمعون (اللاءات) الحكيمة ؟ /

509 15:31:00 2013-06-11

حافظ آل بشارة

موجة جديدة من عمليات القتل العشوائي تخيم على بغداد وديالى وكركوك والموصل والرمادي تمر كأنها اخبار عادية ، كأخبار مباريات كرة القدم او اخبار المهرجانات الغنائية ، اغلب وسائل الاعلام تتحدث عن مواضيع أخرى ، مجالس المحافظات الجديدة ، الانتخابات المقبلة ، زيارة الحكومة الى اربيل ، اكاذيب وزارة الكهرباء ، الزراعة الصيفية ، الامتحانات الوزارية ، تفشي مرض القولون ، زيت الخروع لاطالة الشعر ، طبخة السمك بعصير الليمون ، هذا نبض الحياة اليومي في بلد بلا دولة ، حياة عزلاء في قفص الارهاب المدجج بالموت ، تطور القتل العشوائي من المفخخات والعبوات الى صولات عسكرية على نقاط السيطرة في وضح النهار ، سيطرات وهمية تذبح المسافرين في الطرقات ، اصبح هدف المفخخات كميا ، اي قتل اكبر عدد ممكن من الناس دون النظر الى المستهدف من هو وما هي جريمته ولماذا يقتل ؟ تعب المستنكرون الرسميون فسكتوا ، هذا الكابوس له معنى واحد هو اننا بلد بلا دولة ولا سلطة ولا سيادة ولا حياة ، بلد احتلته العصابات الارهابية ، كان بعض العقلاء يحذرون من الوصول الى هذا المنحدر الأمني المرعب ، وهم اشبه ما يكونون بواعظ من الابرار يلقي خطابا في حرمة الخمر على قوم سكارى يرقصون بجنون على ايقاع طبل لا يهدأ ، اؤلئك العقلاء قالوا (لاءاتهم) المعروفة وكرروها حتى حفظها الاطفال ، قالوا (لاءاتهم) الناهية الشهيرة : - لا تتركوا مواقع الوزراء الأمنيين شاغرة وتجعلوها بالوكالة ، فهذه دماء بشر ومستقبل أمة ، - لا تهملوا الاستخبارات العسكرية والأمنية التي هدفها منع الجريمة قبل وقوعها ، - لا تسلموا العسكر السابقين مواقع امنية مهمة فهم ان لم يكونوا اقل اخلاصا فهم اقل حماسا ، - لا تهمشوا ، لا تظلموا ، لا تستبعدوا اخوانكم المجاهدين من ابطال المقاومة القدامى بل سلموهم الملف الأمني في البلد وثقوا باخلاصهم وكفاءتهم ، - لا تتهاونوا في الفساد القائم في القوات المسلحة وعالجوا ظاهرة انقطاع المنتسب مقابل نصف راتبه يعطيه لآمريه ، - لا تتهاونوا في متابعة الآمرين والمراتب وابعثوا رقيبا ليرى كيف يخرج بعض صغار ضباطكم فجرا مع صوت الآذان من الملاهي البغدادية سكارى يترنحون وكل منهم يتكئ على كتف مومس ، اين مروءة العسكر ؟ - لا تتركوا جهدكم الأمني مبعثرا بلا استراتيجية متكاملة تشترك فيها اعتبارات العسكر والسياسة والاقتصاد والتكنلوجيا وادارة الموارد البشرية ، - لا تتركوا القوات المسلحة بلا اعداد عقيدي ووطني ومهني ونفسي متواصل ، - لا تتركوا الشبكات الارهابية تخترق وحداتكم في الفوج واللواء والفرقة ومقرات القيادة والكليات العسكرية ودوائر الاركان ... حفنة (لاءات) لاتجد من يصغي لها ، السمع والبصر مؤجل الى اشعار آخر ، لذلك يظل شلال الدم متفقدا الى اشعار آخر . قال الشاعر : (وأمرتهم أمري بمنعرج اللوى / فلم يستبينوا الأمر الا ضحى الغد) .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك