المقالات

لماذا يشعل المالكي الحرائق ..ولماذا يقوم هو بإطفائها

541 17:00:00 2013-06-11

هادي ندا المالكي

حفلت فترة رئاسة السيد نوري المالكي لمجلس الوزراء الثانية بجملة من التناقضات والأخطاء الكبيرة والتي كادت ان تعصف بالبلاد وتصله الى حالات الانكسار والتقسيم والحرب الطائفية والتي تمثلت بجملة من القرارات والإجراءات في تعامله مع حلفاءه وشركاءه سواء ممن معه في التحالف الوطني او من هم خارج التحالف الوطني مثل التحالف الكردستاني والقائمة العراقية.ومعلوم ان تشكيل الحكومة برئاسة السيد المالكي في فترته الثانية قد بدأت بازمة القائمة الفائزة الأولى حتى مع ما ادعته المحكمة الاتحادية من ان القائمة الأولى هي من تتشكل بعد إعلان النتائج وهذه الأزمة انسحبت على اجواء الحكومة وتشكيلها وما أنتجته على مدار السنوات الثلاث الماضية لتكون كل فترة هذه الحكومة ازمة بعد ازمة بل ان التوصيف الأفضل لحكومة المالكي الثانية هي حكومة ازمة.وتسلسل ازمات حكومة المالكي يبدا مع بواكير تشكيلها الذي تاخر عشرة اشهر واستمر حتى يومنا هذا لان نصاب الحكومة لم يكتمل وهي حالة نادرة وفريدة ولا توجد حكومة في العالم تبقى ناقصة حتى فترة انتهائها واسوء ما في هذا النقص هو غياب اهم وزيرين من التشكيلة الحكومية وهما وزير الدفاع والداخلية والاسوء من عدم وجود الوزيرين هو حالة الاستهانة بالدم العراقي وعدم الالتفات الى حالة التردي الامني ومصرع العشرا بل المئات يوميا.وما ان انتهى تشكيل الحكومة الانفجاري حتى بدا صراع الإرادات بين العراقية والمالكي من جهة لعدم تنفيذ المالكي لوعوده التي قطعها في اقرار مجلس السياسات الاستراتيجي وبين بارزاني تحديدا الذي وجد ان المالكي يتلاعب بخصومه وانه لم ينفذ ما تم الاتفاق مع القائمة العراقية وهذا يمثل استهانة ببارزاني والضحك عليه،ليس هذا فقط بل ان الخلاف اتسع مع الكرد لانهم اكتشفوا ان المالكي لم يخدع العراقية فقط بل خدعهم ايضا عندما تنصل عن تنفيذ عدد من البنود السرية التي تم التوقيع عليها مع صفقة رئاسة الحكومة ومن اهمها ميزانية الاقليم ورواتب البشمركة وحق التنقيب وبيع النفط وتوزيع المناصب.لم تتوقف صناعات الأزمات عند هذا الحد بالنسبة للسيد المالكي بعد ان وجدها الافضل في تقريبه من الشارع الشيعي الذي لا زال يقدس الرموز ويركع امام العنتريات مقابل تراجع كبير في مستوى الخدمات والامن والرفاه الاجتماعي والبنى التحتية والجوانب الصحية والماء والكهرباء فاندفع السيد المالكي كثيرا مع العراقية باعتبار انهم بعثية وملجا للقاعدة والقتلة والمجرمين ،طبعا ليس كل العرب السنة بل من يقف بالضد منه اما المطلك ومشعان الجبوري واللويزي والكربولي وقادة الفرق العسكرية ومسؤولي عدد من المفاصل الرئيسية فهؤلاء ملائكة وغير مشمولين باجراءات الاجتثاث والقضايا القانونية بقرينة تبرأت مشعان الجبوري بطريقة طيارية وعلى الطريقة الشابندرية،اما الكرد فعادت رواتب البيشمركة والتنقيب عن النفط والشركات الاجنبية وميزانية الاقليم والتوازن الوظيفي وتصريحات الشهرستاني والسنيد والعسكري الى الواجهة مع اضافة مشكلة تشكيل قيادة قوات دجلة المثيرة للجدل لتشعل البلاد وتسحقه رحى الازمات والاختلافات.كل هذه الازمات تم اشعالها رغبة من السيد المالكي وحسب التوقيتات المناسبة من اجل الهاء الناس عن التراجع الكبير في مستوى الخدمات المقدمة ومن اجل تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية الا ان هذه الازمات كشفت خطا نظرية المالكي وائتلافه الذي سجل تراجعا كبيرا مثلً صدمة له ولحلفاءه .الشيء الاكثر الما في فلسفة المالكي هو انه يشعل الحرائق لحشد الشارع ثم يعود لاطفائه بتنازلات اكثر مما يقدمه لو انه عالج القضايا منذ البداية والاسوء من كل امر سيء هو ان الشارع الذي يتفاعل مع المالكي في خلقه للازمات لا يدافع عن حقوقه ولا ينتفض على المالكي الذي عاد وقدم من التنازلات الكبيرة الى الاطراف التي افتعل الازمة معها.انتهت المشكلة المفتعلة مع الكرد منذ ثلاث سنوات بقبلتين وساعتين من اللقاء وباكثر ما يطلبون وليس مستبعد ان تنتهي الازمة مع العرب السنة باربع الى ست قبلات وبساعتين من الحديث والكذب والنفاق.سؤال لماذا يفتعل المالكي الازمات ويحلها بعد فوات الاوان ..ثم انه اذا كان قادرا على حلها فلماذا هذا التاخير اما كان الاجدر ان تحل المشاكل قبل ان تستفحل وقبل ان تاخذ ارواح مئات الالاف من الابرياء ..واين هؤلاء الذين يصفقون للازمات ولا ينتقمون من الغدر والخيانة والتمسك بكرسي السلطة على حساب دمائهم وارواحهم مستقبل ابنائهم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك