المقالات

هذا ما قدمته لي مساجد الوهابية

994 23:03:00 2013-06-11

 بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الغزو الصدامي على الكويت وانتهاء احداث الانتفاضة الشعبانية في صمت حزين , فتح صدام اللعين صفحة جديدة اسماها الحملة الايمانية بعد ان قتل الالاف المؤلفة فقط لانهم يصلون أو ان لهم لحى ! وكاني به كان يصيغ الف باء للمؤسسة الارهابية التي تحصد ارواح الابرياء في الوقت الحاضر وكجزء من مشروع عالمي دق اوتاده في اكثر من بلد ليرسم لوحة بشعة للاسلام والمسلمين بتوقيع صهيوني وبرواز امريكي .

فتح صدام ابواب المساجد للصلاة !! دورات لحفظ القران صيفا ً وكتاب منهجي قراني في المدارس ! , ولما كنا متعطشين لكل ما يدل على وجود دين سجلت في تلك الدورات , فلقد كانت اسرنا صامتة بالكاد تُعلمنا الصلاة وتطلب منا ان لا نخبر احداً لا عن صلاة ولا عن زيارة للنجف او كربلاء !! ففم الطفل هو منهل البعثي النجس للمعلومات .

دخلنا الى المسجد ولم نعرف معنى للوهابية قبل ذلك بدأنا نحفظ القران وكنت في غاية السعادة,كنت اقضي صباح اليوم بالحفظ واختم عصره بتسميع الحفظ , لم نكن قد نهلنا شيئاً من المعلومات عن تشيعنا فأسرتي كانت في غاية الحذر تنتظر ان نكبر لتوضح فمن غير الممكن ان تأتمنك وانت طفل على رقابها ! , فكنت اعتبر التشيع ارثاً لابد من التحقيق فيه فهناك نهاية الجنة والنار بعد حساب أسأل فيه عن معتقداتي وديني ومن غير المعقول ان اجيب بأن ديني ارث اجدادي وابائي وقد عاب القران ذلك على الكفار وبشكل صريح , فكانت فرصة التعرف على الضفة الثانية وما تحتويه امراً مثيرا .

تخلل الحفظ شروحاً للايات وتعريفا ً للدين وهنا بدأت انتبه الى الحزن الذي ملئني لا عن فهم عميق بل كان مجرد احساس يحيط بي لقد قدم لي هؤلاء ربا ً شديد العقاب اعبده فقط كي اتجنب ناره , ذلك الرب يتحين بنا الفرص ليسلخ اجسادنا لارتكابنا الذنوب ويحاسبنا على دين كُتب في كتاب القاه لنبي اختاره سرعان ما سلمه الينا ورحل فهو واسطة في هذا فقط !! ومخطأ من تعلق به فهذا شرك كبير !! ليس لك ان تحب احدا ً ولا حتى الله اعبده واخشى ناره هكذا فقط .

كنت ابحث عن نكهة لصلاتي ولا اعرف ما ابحث عنه , هذه الحركات والترتيلات التي اخذتها عن اهلي شعرت ان بها نقصا ً وجاء هؤلاء ليزيدوا الامر تعقيداً فصارت صلاتي تبحر في عقاب الله بل ان افكاري تكاد ان تتهمه جل وعلى بالظلم لنا والعياذ بالله وجاءت ايات الحفظ الاخيرة والتي قدمت لي رسولا ( عبس وتولى ) وعندها احسست ان هذا الرسول لايستحق ان يُتبع وان مصدر للشك والريبة .

انهيت الحفظ سريعا ً وتركت الدورة خاصة بعد ان كشفوا عن حقدهم بطلبهم منا بأن لا نأكل اكلا سمي بأسم الحسين عليه السلام وان لا نخبر اهلنا بالامر فهو سر بيننا وبينهم !! لقد كانت ابراج الوهابية تبني اسسهها في مساجد السنة وليتذكر اهل السنة بأنهم هم من وفروا لهم تلك الارضية سواء بجهل او بعلم .

مخلص مطالبهم تجريدك من اي انتماء بحجة ان ولائك ان يكون لله فقط بعد ان يسقطوا في نظرك حتى رسول الله وبطريقة حرفية لا تـُشعرك بذلك فتجد نفسك في ساحة الله مرتبكا ً خائفا ً من عقابه ولانه جل وعلى خلق روحك تواقة للرأفة والرحمة التي يسلبوها من الله جل شانه فيقدمونها لك فقط في احضانهم ويكونون في نظرك منقذين فتكون مسحورا ً وتابعا ً ذليلا ً واكثر ضحايا هذا الامر هو من لم يتلقى حبا ً من اهله او ممن يحيطونه فيطلب ذلك الحب ويُقدم له كمنصب فسرعان ما يرتقي المنابر وينتقل من حال الى حال .

عرفت ان تلك الضفة انما فُصلت من اصل وان من شطرها ملعون في الدنيا والاخرة , عشت حزنا عميقا ً وانا لا اجد منهلا ً ارتوي منه من ظمأ اسئلتي البريئة , فجاء الانقاذ في كتب تضعها لي جارتي وتخاطر بجلبها الى منزلي في قدور على انها طبخة من جار الى جاره وكان اولها كتاب السقيفة وبعض كتيبات عن اهل البيت عليهم السلام وكتاب عصر الظهور وكل كتاب فرصتي فيه ساعات فالخوف كل الخوف من وجود كتاب ديني في منزلكرغم انها لا تذكر صدام في شيء !! , كنت اكتب بعض جمله واظل اتأمل فيها لايام , تلك الكتب كانت اكبر من ان استوعبها ولكني احسست بالامان والان بعد نضوج عرفت ان من طمأنني هو الحب ذلك الشعور الذي يرتقي بك الى عنان السماء نبي تحبه واهل بيت تذوب فيهم لانهم معصمون عن الخطأ الذي يمكن ان يبعدك عن سائر البشر ومن ثم تنتقل الى ساحة الله الرحمن الرحيم الرؤوف العادل الجبار المنتقم والشديد العقاب فقط للمعاندين والذين يضيعيون فرص كثيرة يوفرها لهم كي لا يخسروا رحمته , تلك الرحمة وذلك الحب الذي يمثل نكهة الصلاة التي بحثت عنها ولذلك الدين الرائع "وهل الدين الا الحب " هذا اول درس في مدرسة اهل البيت عليهم السلام .

واليوم ونحن نعيش في كم من المتناقضات وكلها تحوم في سماء الدين والمعتقد اجدنا كالرواسي من الصعب ان نتحرك من مكاننا فمعتقدنا بأل محمد وما حصلناه ونحصل عليه من طمأنينية في جوارهم كافية بأن لا نلجأ الى غيرهم او نشك للحظة بمعتقد عاش محاصرا ً ورغم ذلك وصل الى قلوبنا قبل عقولنا ونبكي طوعا ً لساعات لشهيد ال محمد فيستحيل ان يكون هذا الامر خالي من تسديد الهي ورحمة يرجوها لعباده , ولكني خشيتي على هذا الجبل من التفتت فلقد ادركوا هذا الامر فنزعوا عنهم فكرة تحريك الجبل ولكنهم سيعرضوه لتجوية وتعرية فتفتيت يتبعه نقل الى حيث اللاعودة .وكيف ذلك ؟

بالخطوط ذات الرداء الديني المخيفة والغريبة في عرضها هواها دنيوي بحت وغضبها يلقي بك الى بعيد من غير رحمة ولا شفقة رغم انها تدعي انها منتجبة لرب رحيم , زوبعة تخلط الاوراق فتوزع الولاءات وتكيل التهم وتشير بمكر وتقلب الطاولات وتعيش وحدها من غير ان يكون لها رأي في الاخرين فهم لا يرون الا انفسهم .

لا تخشى اخي المؤمن واختي المؤمنة من كل هذا فلنا قلوب تدرك وتطمئن فما علينا الا جعلها تنصت لهم لتميز الخبيث من الطيب فوالله حتى للحن الكلام اثر في النفوس فهذا السيد حسن نصر الله ايده الله وسدده ما تكلم يوما ً الا احسست بأني اكتسب طاقة ايجابية فهو يستنهض روحي ويضمد جراحي ويأملني خيرا ً وحقيقة نستغرب من لا يشعر بذلك بل ويعتبره خائنا ! , وهذا السيد الصافي هدير كلامه يريح القلب يعاتب روحك بتأدب ويذكرك بنعم الله وهذا الشيخ الصغير يكاد يبكي حالك وهو يستعرض جروح البلاد والعباد وكثيرة كثيرة هي الامثلة .

لا استصعب التمييز فأن من لا يطلب منك اجرا ً هو الحق والذي يطمئن قلبك لكلامه هو الحق أما الذي يستأجرك لنصرته أو ينتهي كلامه وانت تنفجر غضبا وحقداَ على الناس فذلك من لا يستحق النصرة , ان تنصروا الله ينصركم ونصر الله بنصر اولياءه وقد اشرت سابقا ً الى ضرورة انتخاب معتمد للمعلومة وطوق نجاة امام امواج الفتن وان تحدد الخيارات فلا جدوى الان من الاستمرار في الاطلاع فكل شيء قد اتضح وبان وانكشف وليس لنا الا انتظار الفرج الاخير بنحو من الاتحاد المتشابه وليس الاتحاد لاجل الاتحاد وظيفتنا كما يراها فهمي الفقير ان نبحث عن من يشابهنا في الرؤيا وان نكون دوائر متحدة المركز حول مرجعيتنا عسى الله ان نحفظ ما تبقى حتى يظهر صاحب الامر بالخير كله واسال الله قرب ذلك اليوم.

واخيرا ً لا تبخلوا علينا بالتواصل فهو اصل استمرارنا فما يختلج قلوبكم هو ينبوعنا في الكتابة .

اختكم

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2013-06-12
كما عودتنا الاخت مقالات و كلمات اكثر من رائعه بارك الله فيك
حيدر ناصر
2013-06-12
كتابتك رائعه الا ان المحزن في الموضوع انه دار و(يدور)في مجتمعنا العراقي المتمسمك(المفروض) بولاءه الى سادة الخلق. انا اعتبر موضوعك ياسيدتي بمثابة رساله الى عوائلنا لاعادة النظر في متابعة ابنائهم . وفقك الله
العم سلام
2013-06-12
وكالتنا الحبيبه تحية لآبنتي او اختى الصغرى المهندسه الرائعه التي اتابع كتاباتها فأجد فيها روعة الانسانه المؤمنه التي حرصت على دينها لآنه خيردين. مررنا بمواقف تكاد تكون مطابقه لتلك التي مرت بها ابنتنا العزيزه لقد عشنا اناسا عراقيون متحابين في الله لافرق بيننا الا بالتقوى نتحابب ونتعايش ونتجانس ونتمازح في كل شيئ ونقبل من ابناء وطننا اي شيئ الا المس بمعتقداتنا لكن دون حقد او غل نترك من اساء الى فطرته لعل الله ينجيه في القادم من ايامه . كنت اسكن في منطقة الغزاليه وكانت قبل ادخا دين بن تيميه اليها من قبل نظام صدام الكافر خليط من مختلف ابناء الطيف العراقي الرائع اناس من مختلف القوميات والاديان والمذاهب واغلبهم من موظفي الدوله منهم من يوالي النظام ومنهم من يعادي النظام بصمت وبحكمه وعقلانيه. نويت ان أصلي في واحد من جوامع اخوتي في الوطن وهو( جامع ) المهيمن وطرحت الفكره على احد الجيران فتعجب من قوالي ذلك وقال االم تعلم من هو امام ذلك الجامع وماهي توجهاته والقائمين عليه واكمل لقد راودتني الفكره ذاتها قبل مدة فدخلت في وقت الصلاة الى الجامع على اساس فهمي القاصر للحديث الشريف عن النبي ص واله( لاصلاة لجار المسجد الا في المسجد) وحال اقامة الصلاة وجدت نفسي محاظا بأثنين من ضخام الجثه طويلي القائمه يلبسون الجلابيه الاماراتيه وكنت بينهم ضئيل الجسم قياسا لتلك الاجسام الضخمه التي لم نرى مثلها في مناطقنا الشعبيه ، وبدأو سلسلة المضايقات من الاحتاك الى الدفع الى الخلف بأستخدام تلك(العكوس) الضخمه واستمر الحال حتى انتهاء الصلاة عندها فهمت الرساله جيدا ان لااعود للصلاة في جامعنا مادمت من غير اتباع دين ابن تيميه الاموي . ومن المفارقات ان احد الحضور كان قد ارسل ولده اليافع الى احد الجوامع لدورة القران الكريم ومن غرائب مارواه ان معلم الدوره يتحدث عن كل الخلفاء الا امير المؤمنين على بن ابي طالب وعندما سأله الطالب (الم يكن عليا ع خليفة لرسول الله ص واله ) فرد الشيخ على مضض وبصعوبه نعم لكنه ...؟؟؟. لكن الشاب اليافع ترك الدوره بعد ان قال المعلم الامام( ان التراب الذي تحت اقدام بن عبدالوهاب يشرفني ويشرف ...؟؟؟). لقد رزقنا الله دينا سمحا يسيرا وحبب الينا الايمان بالله الواحد الاحد وتعلمنا ان ديننا متين (هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق) والله ربنا غفور رحيم لاتدركه الابصار وهو يدركها لاكدين ابن تيميه( لعنه الله في الدنيا والاخره )الذي يصف الباري جل وعلا كشاب امرد . ونبينا نبي الرحمه هو نبينا وأمامنا حيا وميتا وهووال بيته يسمعون ويرون( يسمعون كلامي ويردون سلامي وانك (اي الله) حجبت عني سلامهم وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم ). نحن نتقرب بالنبي واله الى الله ونستشفع بهم اليه ونحن نوالي اولياء الله نعادي اعدائهم مستبصرين بشأن محمد واله نعلم ضلالة من خالفهم وبالعمى الذي هم عليه وندعو الله سبحانه ان يغفر ذنوبنا ويعفو عن جرمنا ويتجاوز عن سيئاتنا ويمحو عنا خطيئاتنا ويدخلنا الجنه بفضله ومنه وجوده انه رؤوف رحيم .
محمد الأعرجي
2013-06-12
انا ارسلناك رحمة للعالمين .. كلمات كشعاع الشمس واقوى لا تمنعها كل الحجب وجدران النفاق . ما يشعرنا بالبهجة والسرور هو تلك الهجمة الشرسة المسعورة تجاه مذهب اهل البيت واتباعه فهي دليل دامغ على صواب منهجنا وسلامة عقولنا ونعمة رب العالمين على ما وفقنا اليه . انظروا لدعاتهم على المنابر فقد وصلوا لحد السب واللعن لنا والطعن في اولياء اهل البيت وبالنبي وكدنا نقترب من مرحلة سب الامام علي فالتاريخ يعيد نفسه فهؤلاء من اولائك .. وأكثرهم للحق كارهون والحق مع علي بأعتراف المنصفين .
علي حيدر
2013-06-12
ونبكي طوعا ً لساعات لشهيد ال محمد ابا عبد الله الحسين مقاله رائعه وأرجوا منك يا أختي الفاضله الإستمرار في الكتابة٠
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك