بقلم : اسعد عبدالله عبدعلي
لم تكن امريكا في بدايات القرن الماضي كقوة يمكن الاهتمام بها , حيث كانت بريطانيا وفرنسا تتقاسم السيطرة على العالم خصوصا المنطقة العربية ,وظهور هاتين القوتين ارتابط بنهج ونظام علماني ,لكن كان للتبشير الديني دور حيوي في التمهيد لغزو البلدان الاسيوية والافريقية . مع انهما بلدان شيدت على اساس فصل الدين عن السياسة , لكن كان للتبشير الديني دور حيوي في بلدان تدعي ان نظامها علمانية ! وهنا نصل نقطة الغرابة . وبعد الحرب العالمية الثانية برزت امريكا كقوة عسكرية خصوصا بعد استخدامها للقنبلة الذرية ضد اليابان , وسبق بروزها العسكري دور تبشيري ساهم نسبة كبيرة في اسقاط الخلافة العثمانية المتخلفة . وهنا نركز الضوء على نقطة هامة وهي قضية التناقض الظاهر , فامريكا دولة علمانية واالدول الاستعمارية هي دول علمانية تاسست على اساس فصل الدين عن السياسة وحتى دساتيرها تعلن انها علمانية لكن تصرفات قادتها ومراكز بحوثها ودراساتها كلها تدلل على انها دول تقيم للدين وزنا وتعطيه اهمية كبرى .فلو نعود لشعارات بوش الابن قبل غزوه العراق وتصريحه بعودة الحرب الصليبية وانه جاء للعراق لتعجيل ظهور المسيح المخلص , فاي علمانية يدعون والدين هو المحرك لهم في غزو البلدان . وحتى بيل كلينتون والذي ينتمي لحزب ديمقراطي شعاره الفصل التام بين السياسة والدين عندما قام الفلسطينين بعملية ضد الاسرائيليين في عام 1995 فقال في خطابه بالتهديد بشن حرب صليبية ضد الفلسطينيين .فالصورة الظاهرة من امريكا تدلل على اهمية الدين , بل الدين هو من يسير النظام الحاكم في البلدان العلمانية. فهي دول تقودها اطروحات دينية , فاحدى دوافع غزو العراق هي دوافع دينية حيث ينتمي اغلب القادة الامريكيون لمنظمات سرية دينية!واليوم ونحن نتابع تصرف هؤلاء القادة الامريكيون نشاهد انهم يتصرفون على اساس انهم خلفاء الله في الارض ! او انهم اتباع نبوات وحركاتهم انما هي بمباركة السماء , وان لاعمالهم الدموية هدف نبيل وسامي تباركه السماء !فالعالم الغربي يعيش وهم التفرد والقوة والسيطرة . وهذا الوهم الذي تعيشه الانظمة الاستكبارية صنعته المنظمات الصهيونية كي تقود العالم الغربي وتجعل منه ثور هائج ,والصهيونية احد اهم اهدافها هو السعي للقضاء على الاسلام والمسلمين ! فدفعت بالثور الهائج ( الدول الغربية الكبرى ) نحو محاربة الدول الاسلامية . فكان منها مسرحية احداث سبتمبر 2011 والتي فتحت اراضي الاخرين امام قوى الاستكبار العلمي فكان غزو افغانستان والعراق ومحاصرة ايران ثم بزوغ ما يسموه بالربيع العربي في تونس ومصر وليبيا ! لذلك فالثور لا يعلم ان هناك من يمكر به , والناس لا تعلم ان للثور صاحب , مما جعلنا نغفل عن العدو الحقيقي للامة ,والبعض ممن يحسبون على المسلمين جعل من العدو صديق مقرب ! والصهاينة يبشرون لدولة تمتد من النيل الى الفرات , والثور الهائج يسعى عن غير ادارك لتحقيق حلم بني صهيون وهو يحسب نفسه يحارب لاجل ذاته ! لذا هم يسعون لجعل العالم حسب الصورة التي يريدوها . فدين الدول العلمانية هو اليوم المؤثر بالحياة وعلى كل المجالات السياسية , والاقتصادية , والاجتماعية . فليعلم المسلمون اننا بزمن صراع الاديان , والاخر لازال يفكر بعقلية اهل خيبر ولم ينسى للمسلمين ما فعلوا قبل ثلاثة عشر قرنا .
https://telegram.me/buratha