بقلم :حسنين الفتلاوي
بعد قمة الحكيم وانجازها الكبير الهادف إلى لم الشمل العراقي ، كانت تلك الخطوة الأولى نحو إعادة مكانة المالكي التي فقدها بين جمهور الكتل السياسية وساهمت في بناء جسور الثقة من جديد ، إذ كان المالكي هو المستفيد الأول و الفضل الأكبر يعود للحكيم ، ففي هذا الوقت عقدت الائتلافات تحت شعار (نأتلف من أجل مصلحة المواطن) ،ونبتعد عن المحسوبية بأختيارنا الأصلح ، وكان رأس مال ذلك (كلمة شرف) فعلى هذا الأساس رسمت خارطة الائتلاف بين دولة القانون والمواطن ....ولكن!!سرعان ما (عادت حليمة لعادتها القديمة)،حلمة هي زوجة حاتم الطائي الذي أشتهر بالكرم وهي على عكسه اشتهرت بالبخل ، كانت حليمة كلما أرادت أن تضع سمنا في الطبخ وأخذت الملعقة ترتجف في يدها فأراد حاتم أن يعلمها الكرم فقال لها:ًأن الأقدمين كانوا يقولون بأن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في قدر الطبخ زاد الله بعمرها يوما ،فقامت حليمة تزيد ملاعق السمن في الطبخ حتى صار طعاما طيبا وتعودت يدها على السخاء ،وشاء الله تعالى أن يفجعها بولدها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها ،فجزعت حتى تمنت الموت ورجعت تقلل من وضع السمن في الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت . هكذا كانت حليمة وكذلك هو المالكي ، إذ تكررت أعراض مرض الدكتاتورية مرة أخرى فما لبث أن يترك رئيس الوزراء عادته حتى يعود أليها من جديد ، فمشروع حبه للسلطة لم يفارق مخيلته ،ونقض الوعود مازالت من شيمه ، وكأني أراه قد سيق سوقا إلى طاولة الحوار ولم يكن أمامه خيارا غيره ، فمسألة ظهوره أمام الشعب في الأعلام مبتسم ويتصافح ملبيا لدعوة الصلح كان مجرد كذبة . لقد دفع رئيس الوزراء ثمن عنجهيته هذه بفقدان جميع القوى المتحالفة معه وكان أهم هذه الكتل ائتلاف المواطن ، فأتضحت نوايا المالكي في سعيه للتفرد بمجالس المحافظات حينما جاهدت دولة القانون بتحالفها مع القوى الصغيرة بغية حصولها على الأغلبية في كافة المحافظات وسيادته عليها ، مما دفع كتلة المواطن إلى تلقين المالكي درسا لم ينساه أبدا، إذ شكل ائتلاف المواطن تحالفا مع كلتلة الأحرار ومتحدون ليعتبر هذا تأكيد حقيقي لمبدأ الشراكة والمشاركة الوطنية وتحقيق أغلبية استحوذت بجدارة على معظم المقاعد ،وان هذا التحالف ضربة دستورية مشروعة تقسم ظهر الدكتاتورية دون عودة .لم يقف المالكي أمام كل هذا مكتوف الأيدي فبادر بالذهاب إلى اربيل من أجل طرح الأغراءات لتأييده ،وهاهو اليوم يصرح بتوجهه نحو الأنبار ، أن هذا التحرك يظعنا أمام سؤال محير ، فما هي حجم التنازلات التي سيقدمها المالكي في زياراته الأخيرة من أجل بقائه ؟؟
https://telegram.me/buratha