المقالات

يجرّمون السيد نصر الله وحزبه.. ماذا يريدون؟

1158 16:58:00 2013-06-12

 

حملة شعواء تُشن على حزب الله وأمينه العام سماحة السيد حسن نصر الله، أطلق عليه شيخ علماء المسلمين ‘الطاغية الاكبر’ وعلى حزبه ‘حزب الشياطين’ ...

حملة شعواء تُشن على حزب الله وأمينه العام سماحة السيد حسن نصر الله، أطلق عليه شيخ علماء المسلمين ‘الطاغية الاكبر’ وعلى حزبه ‘حزب الشياطين’، كل ذلك بسبب مواقف الحزب وزعيمه من الصراع في سورية. نصر الله لم يمارس ديماغوجية أو تدخلا في سورية، من تحت الطاولة، أعلن هذا بكل الصراحة والوضوح المعروفين عنه.

السؤال الأبرز الذي يتبادر إلى الذهن عند سماع هذه الاتهامات… لماذا مسموح للمسلحين من كل بقاع العالم، العربي، الأفغاني، الأوزبيكي، الآسيوي، الأفريقي، الأوروبي، وغيرها القتال ضد النظام في سورية، وممنوع على حزب الله مساندة حليفه الاستراتيجي؟ هذا السؤال يقود إلى أسئلة أخرى: هل السلفيون وجبهة النصرة وأعوانهما هم الحل، وهم المتوجب تسليمهم الحكم؟ ألم ير العالم حقد ذلك المرتزق الذي استخرج قلب وكبد جندي سوري قتيل وبدأ في لوكهما؟ أهذا ما يريدونه؟ هل ما يجري في سورية كله حرص على الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ هل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل وغيرها من الدول الغربية وأعوانهم في الدول العربية حريصون على حقوق الإنسان العربي وديمقراطيته؟ ..

لقد رأينا من قبل الحرص الأمريكي- الغربي – الصهيوني على الديمقراطية وحقوق الإنسان في العراق، بعد الغزو الأمريكي لأراضيه؟ رأينا مسلكية الجنود الأمريكيين (المتحضرين) تجاه العراقيين في سجن أبو غريب، وفي صورة يدعس فيها جندي أمريكي ببسطاره على رقبة عراقي مبطوح على الأرض، أهذا ما يراد لسورية أن تكون مثل العراق؟ الذي أصبح مرتعاً في معظم أنحائه ومركزاً للموساد الإسرائيلي والأجهزة الاستخبارية الغربية؟ العراق بكل بعده وعمقه الاستراتيجي العربي أرادوا مصادرة دوره في الصراع العربي- الصهيوني. العراق بالمعنى الفعلي، أصبح مقسماً إلى دويلات طائفية متحاربة، هذا ما يريدونه فعلاً لسورية، لإخراجها من مثلث المقاومة المؤلف من حزب الله وسورية وإيران ؟!..

نعم حزب الله أحرز أول انتصارين فعلييْن على العدو الصهيوني في عامي 2000 و2006 وأعطى وما يزال الأمل لكل أبناء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج بإمكانية تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وحوّل هذه الإمكانية من صورتها النظرية إلى الأخرى الواقعية. سورية تتعرض لمؤامرة واسعة الأطراف هدفها إسقاط الضلع الأول من مثلث المقاومة، ليسهل اصطياد الضلعين الآخرين.

انتصار حزب الله في جنوب لبنان العام 2000لا يعني ذلك أننا ضد المطالب الشعبية السورية: بالإصلاح والديمقراطية والخلاص إلى غير رجعة من مجموعة من بعض الأمراض السياسية والاجتماعية في سورية. من جهة اعترف النظام بمجموعة كبيرة من الأخطاء، وقام بتغييرها دستورياً، ومن جهة ثانية هو مع الانتخابات الحرّة والنزيهة. وافق على الجلوس مع كل قوى وألوان المعارضة في المؤتمر الدولي (جنيف 2)، لكن المعارضة ترفض الحضور، المعارضة الداخلية في سورية طرحَت مطالب وحاورت النظام ووصلت معه إلى مفاهيم مشتركة. هي ترفض التدخل الخارجي بكافة أشكاله، وهي ضد عسكرة الحراكات الشعبية السلمية، لماذا لا تحذو المعارضة الخارجية حذوها، أم أن الدول المؤمنة باستمرار الصراع في سورية لا تقبل ذلك؟..

إن إسرائيل التي قامت باعتداءات متكررة على أهداف سورية، تهدد جدياً بقصف صواريخ إس 300 الروسية الحديثة، وقد اعترف الرئيس الأسد في مقابلته مع فضائية المنار باستلام سورية للدفعة الأولى منها. المطلوب من سورية الرد في حالة عدوان إسرائيلي على أهداف فيها، وأن تتجاوز جملة ‘سنرد في الزمان والمكان المناسبين’، والرئيس الأسد في مقابلته المعنية كان صريحاً وواضحاً في هذا الأمر، من دون أي لبس. إسرائيل تهدد لبنان وتقوم بمناورات عسكرية كثيرة ومتطورة على حدوده، ووعد أحد القادة العسكريين الاسرائيليين بإرجاع أوضاعه 50 عاماً إلى الوراء. الذي يمنع العدوان الإسرائيلي على لبنان هو تهديدات السيد حسن نصرالله بقصف البنية التحتية الإسرائيلية في كل المواقع اذا ما قامت اسرائيل بالاعتداء على لبنان. الخطر الإيراني والموضوع النووي هو الأولوية الأولى على جدول أعمال الحكومة الحالية الإسرائيلية المتطرفة (والفقيه الاسلامي يتهم ايران بالتحالف مع الصهيونية العالمية!) .هذا ما أعلنه نتنياهو، أبعد ذلك يوجد من يشك بأن مؤامرة كبيرة تستهدف سورية؟..

فلسطينو سوريا تهجروا من مخيّماتهم نود توجيه أسئلة للمسلحين من جبهة النصرة والسلفيين وكل المعنيين الآخرين، إذا كان هدفكم مثلما تقولون، اسقاط النظام السوري، فلماذا تقومون بطرد العزّل من الفلسطينيين من كل المخيمات الفلسطينيية على الأرض السورية، وعن بكرة أبيهم، وتمنعونهم من العودة؟ ولماذا تستبيحون المخيمات وتعتقلون وتقتلون وتختطفون الفلسطينيين الذين كان رأيهم وما يزالون، النأي بأنفسهم عمّا يجري في سورية؟ لقد طالبوا ويطالبون بعدم الزج بهم في إطار الصراع الدائر في سورية. لقد قتلتم المئات من الفلسطينيين في المخيمات، وجرحتم الآلاف، واحتللتم وما تزالون مكاتب التنظيمات الفلسطينيية في المخيمات، ورفضتم وترفضون إخلاءها، ما الذي تريدونه؟ المعارضة السورية استضافت وفودا صحافية إسرائيلية لتغطي ما يجري على الأرض السورية! نحن لا نتهم، ولكن هؤلاء عادوا وكتبوا عن زياراتهم ، بالتالي لخدمة من يجري طرد الفلسطينيين من مخيماتهم؟..

إن ننسى فلن ننسى تلك الفتاوى في عام 2006، التي أيّدت العدوان الصهيوني على لبنان وعلى حزب الله بتبرير، لكسر شوكة الشيعة، وكسر الخطر الإيراني. أوصل الحقد بهؤلاء إلى هذا الحد؟ أن يساند إسرائيل ضد أخيه العربي المسلم؟ فعلا إنه زمن عربي رديء. تكررت نفس الفتاوى مؤخراً عندما قامت إسرائيل بقصف منشآت عسكرية سورية مؤخراً، فقد أباحت الفتاوى الابتهاج وذلك من أجل التخلص من نظام بشار الأسد، غريب والله هذا المنطق.

وبالعودة إلى تجريم حزب الله وأمينه العام بسبب الموقف من سورية، الأخيرة تشكّل للحزب القناة التي يجري مدّه بالسلاح من خلالها، ولولا أسلحة حزب الله لاستباحت إسرائيل لبنان ولقامت بتفكيك حزب الله واعتقال قادته وأعضائه، هذا أولاً. ثانياً: إن وحدة وجهات النظر السياسية تتحقق بين الأطراف الثلاثة، إيران، حزب الله وسورية، سواء بالنسبة لضرورة مجابهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية وعموم الغربية بالنسبة لما يُحاك لتسوية القضية الفلسطينية وفقاً للحل الإسرائيلي، أو بالنسبة لمشروع الشرق الأوسط الجديد، والمقولة الجديدة ‘السلام الاقتصادي’، لتسييد إسرائيل من خلال هـــذه المشاريع.

الجولان المحتل .. قريبا إلى الحرية ثالثاً: إن حزب الله وسورية يدافعان عن أراض تحتلها إسرائيل، مزارع شبعا في لبنان، وهضبة الجولان العربية السورية، إن السيد حسن نصر الله كان واضحاً في إرسال قوات من الحزب لحراسة الأماكن الشيعية في سورية، وبالفعل فإن المارد الطائفي بانتظار الشرارة لانطلاقته، ليهدد وحدة العديد من الأقطار العربية وتفتيتها إلى دويلات طائفية متنازعة ومتحاربة، وجنوب السودان والعراق هما خير مثالٍ على ذلك. لكل هذه الأسباب يقوم حزب الله بمساندة حليفته، سورية.

يبقى القول، إن انزياح الصراع عن جوهره المفترض وهو الصراع العربي-الصهيوني، وتحوله إلى صراعات جانبية مفترض أنها ثانونية وغير رئيسية، يؤدي بالحتم إلى اختلاط أركان الصورة، وهذا بدوره يؤدي إلى ضبابية في الرؤية، حيث تصعب رؤية التناقضات على حقيقتها، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى مجانبة الصواب تجاه العديد من القضايا.

 

15/5/13612/ تح: علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابوا حيدر
2013-06-13
السلام عليكم :منذ أن اغتصب الكيان الصهيوني فلسطين وأعلنت الغدة السرطانية المشئومة (اسرائيل ) والعرب من أسوأ حال الى أسؤ وخسروا كل حروبهم مع الصهانية بسبب الخيانة والعمالة للأنظمة الرجعية والأعراب المنافقون ؟الى أن ظهر حزب الله وكانت أولى بركاته دحر الصهاينة وعملائهم في جنوب لبنان وتحريره حزب الله الصوام القوام الذي يتكفل الأيتام والأرامل وقائده الفذ السيد حسن الذي رفع رآية العرب والمسلمين عاليتا خفاقة أفضل أم خائن الحرمين أو المخرف العميل القرضاويأفضل(مالكم كيف تحكمون)الله أعلم بالمهتدين يا بكم؟
كلمة
2013-06-12
لابد ان يجرمونه بل يحاولوا ان ينسفونه لانه جعلهم اضحوكة وفجر فقاعة كبيرة اسمها هيمنة لا نستطيع مواجهتها بأيمان السيد وحنكته والابطال الذين معه انتصر رغم قلة العدد مقابل الهيمنة التي تحسب نفسها غولا نسأل الله ان يحفظ السيد البطل ورجاله
العراق
2013-06-12
السلام عليكم أرى الباطل بعينه عندما يتهمون من يقف ضد الصهيونية ويتهمونه بشتى النعوت وهذا دليل على عمالة وسفالة هؤلاء كلهم يركعون للصهاينة إلا حزب الله ومناصريه إلا السيد حسن نصر الله ومناصريه كلما انتصر حزب الله تقوم القيامة عليه من أعلام فاسد حقير ماذا فعلتم يا حكام ويا مدعي الإسلام إلى بلدان كم والى دينكم سوى تريدون ذل المسلمين وهيهات من الذلة قالها سيد الشهداء عليه السلام فلم يذل ولن يذل أولياء الله وتابعي النبي محمد وأهل بيته الأطهار يتكلمون كاسيادهم معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك