الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي
عشائر الدليم الأصيلة ذات الامتداد العربي التي تعايشت مع جميع أبناء العشائر الأخرى في العراق ، فأبناء الدليم يتصلون بنفس المنبع العربي المتأتي من العدنانيين والقحطانيين ، ولا فضل لأحد على احد إلا بالتقوى .. فلا أفضلية لعشائر الدليم على الفرات الأوسط وجنوب العراق وشماله ، وبالمقابل لا فضل لأبناء الجنوب على الوسط والمحافظات الغربية ، ولكن يبقى التفاضل بمقدار التقوى والخوف من الله ...وقد طالعنا تاريخ العرق القديم والحديث حيث كتبه جهابذة المؤرخين العراقيين وغيرهم ،انه يتألف من إمارات انتشرت في العراق ، سواء التي كانت قبل الإسلام ولحد الدولة العثمانية التي استفرغت موجبات قيام الإمارة حيث حلت دولة تأمر وتنهي على أبناء العشائر ، بدليل التجنيد الإجباري وتأسيس الجيش وقياداته ، ووجود حكام وشرطة ودوائر حكومية وبنوك ، فلم يبقى بذلك أهمية لوجود أمير في ظل دولة تحكم البلاد ذلك الوقت سوى التشبث بالاسم ، إذا اعتبرنا مواقفهم استحقت كلمة أمراء ، كانوا أمراء قبل الاحتلال العثماني والبريطاني بمواقفهم وإتباع الناس لهم في مناطق شاسعة لعلها اكبر من مساحة المحافظات هذا اليوم .وهناك تسميات لأمراء هي مناصب تشريفية مثل أمير الشعراء ، أو مير بحر الذي يأخذ جباية عشر المحمول على السفن المارة في المنطقة الخاضعة له ... وقد راجعت مصادر اللغة العربية وقواميسها فوجدت إن كلمة أمير تعني : من يتولى الإمارة ، أو ولد في بيت الإمارة ، وأطلق هذا اللقب على خلفاء المسلمين المؤمنين " أمير المؤمنين" { المعجم الوسيط} ولعل أول إمارة هي إمارة بني شيبان بعد الإسلام .... سبقتها إمارة طي كانت عاصمتهم المناذرة قبل الإسلام ثم الإمارة الشيبانية مؤسسها ذرية المثنى بن حارثة الشيباني , فطي كان لها إمارة الكوفة وكذلك المناذرة ثم بنو شيبان، وبعد إن جاء الإسلام انتشرت في الربوع العراقية , فبرزت الإمارة المزيادية في الحلة ثم برزت الإمارة العقيلية في الموصل ثم الحمدانية في الموصل ثم برزت الإمارة العبادية من عقيل والإمارة الخفاجية...وهذه الإمارات ساهمت في التقدم الحضاري في العراق الخير وداعمة لوحدته ومن الإمارات التي اشتهرت إمارة الخزاعل، وإمارة السعدون، وإمارة ربيعة، وإمارة زبيد، وحين افلت أمارة طي جاءت أمارة شمر اللي قادها الجربة، هذه الإمارات انتشرت من جنوب العراق ووسطه وإمارة المشعشعين في المحمرة جنوب البصرة ... يقول مقدم برنامج الناجح الحاج الشيخ خليل الدليمي مقدم برنامج عشائري في حلقة بثت يوم 22/1/2010 من قناة بغداد ، النص التالي : " والإمارات كثيرة كثرها الله سبحانه وتعالى، ولا صحة لمن يذكر بعض الإمارات التي لا أصل لها ولا وجود لها كانت من مواصفات الإمارة حتى تكون إمارة أنها تجمع الكثير من العشائر والقبائل منها عدنانية ومنها قحطانية كما فعل آل سعدون وكما فعلت إمارة الربيعة وكما فعلت إمارة زبيد وغيرها جمعت الكثير من العشائر معها" ووضح الاخ الشيخ الدليمي { الإمارة تختص بأنها لابد أن يكون لها مجموعة عسكرية للدفاع عنها وكذلك تقيم الحدود، أي أنها لها شرطة وتقيم الحدود ولها رئاستها وجبايتها للأموال، هذه الإمارات لا تكون إمارة من الإمارات إلا إذا كان لها جيش وكانت لها شرطة وكانت لها رئاسة معروفة محددة} انتهى.. .في هذه الأيام تروج الفضائيات لعدد كبير من الأمراء لمحافظة الانبار بعنوان " أمير عشائر الدليم" وهذه العشائر لا تعد الأكثر عددا قياسا بمحافظات العراق من الناحية السكانية .. وقد وصل عدد أمراء الدليم إلى تسعة أمراء المعلن عنهم والعدد مرشح للزيادة ، هم علي حاتم سليمان ووسام الحردان واحمد أبو ريشة وماجد علي السليمان وحميد الشوكة وحميد الهايس وزيدان خلف العواد وماجد عبد الرزاق العلي ومظهر عبد الكريم ذياب الخربيط ... فهل يعقل أن يكون هذا العدد من الأمراء لمدينة يقل عدد سكانها عن مدينة الصدر مرتين ..؟ أو إنها موجة جديدة ستدخل إلى عالم سباقات المشايخ في مرحلة تطور من المشيخة إلى الإمارة ...
https://telegram.me/buratha