حسين الركابي
لابد لنا من معرفة او التعرف على أهم مرتكزات الشعوب والجماعات والأحزاب وحتى الإفراد، حيث تركزت على عدة ركائز مهمة واهمها ان تكون العهود والمواثيق التي تبرم فيما بينهم، وتعد تلك العهود والمواثيق من أهم الأمور للتعايش السلمي بين الجماعات حتى تضمن حقوق كل فرد من إفراد الجماعة، وهذه المرتكزات ليست وليدة الديمقراطية ألحديثه، وإنما سائرة في جميع المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية ومعمول بها حتى قبل الدعوة الإسلامية. وقد كان هناك رجل قبل الدعوة الإسلامية (حدث شجار بينه وبين زوجته مما اضطره إلى سحب السهم ووضعه بكبد القوس، ورمى زوجته فاستقر السهم في فخذها فاستنجدت بعشيرتها وقالت واه عشيرتا، فرد الزوج عليها خوفن من عشيرتها قال لها اسكتي ولكي مئة ناقة، فردت عليه احضر قرطاس وقلم واكتب ذلك، وبعد ان تم كتابتها ووفاء لها بما قال، إمرت ان يوسموا المائة ناقة (أي يشقون إذن الناقة حتى تعرف بين المجموع). إما في بداية الدعوه الإسلامية تركزت على تلك الركائز المهمة والسائدة في المجتمعات آنذاك لإلزامهم بما يعتقدون به فاعتمد الرسول الكريم (صل الله عليه واله) هذه المرتكزات المهمة والمحترمة بين القبائل، حيث أرسل قدراً كبيرا من الرسائل وخاصة تلك الأحداث التي صاحبت الدعوة إلى الدخول في الإسلام، واقتضي تبليغ الدعوة ونشرها من الرسول (صل الله عليه واله ) مكاتبة القبائل، والملوك العرب والأعاجم، وعقد العهود والمواثيق مع عدد كبير منهم، حيث كتب (من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى، أما بعد فإني أدعوك بدعوة الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين) وهكذا بعدها عدة معاهدات مع المشركين سوا كان من حول المدينة او في مكة نفسها، وهذا مما يوضح فكر وأسلوب التعايش السلمي في بداية إنشاء الدعوة الإسلامية، وكذلك معاهدة معاوية للإمام الحسن (عليه السلام) حينما عاهد الحسن ابن علي (عليه السلام) وبعدها نقض العهد المبرم فيما بينهم، وحينما حس بعض أصحاب معاوية بنقض العهد انسحب الكثير منهم، لان هذا الأمر يخالف العقل والمنطق وأسلوب غير أخلاقي، ومن ينقض العهود والمواثيق لا يأتمن بأي شي. إما ما نريد توضيحه في هذا الصدد، وبعد كل هذه الشواهد من قبل الدعوة الإسلامية الى يومنا هذا، هو يجب الالتزام بالعهود والمواثيق بين القارات، والشعوب، والجماعات، والطوائف، والأحزاب، وما نلاحظه اليوم بين الكثير من الأحزاب السياسية العراقية نقض للعهود والمواثيق بين ليله وضحها، عندما نقضت العهد دولة القانون، المبرم بينها وبين ابراهيم الجعفري رئيس حزب الدعوة لسنين طويلة، وبعدها نقضت العهد والمواثيق مع التيار الصدري عندما أبرمته في طهران، وبعدها نقضت العهد مع الكرد التي سميت بطاولة اربيل ألمستطيله، وايضأ نقضت العهد والمواثيق التي تعهدت بها دولة القانون بأخذ القصاص من المجرمين والصدامين، وبعد التربع على العرش أرجعت البعث الى دفة الحكم، وأخيرا وليس أخرا نقضت العهد المبرم مع كتلة المواطن منذ شهور. هل تفوق من سباتها ذلك الجماعات المنضوية تحت من نقض كل هذا العهود والمواثيق؟ وتسجل موقف كما سجل بعض أصحاب معاوية موقف حينما تجاوز الحدود الأخلاقية والأساليب المعمول بها بين القبائل والجماعات...
https://telegram.me/buratha