المقالات

الحكومة أصلها معارضة

382 13:18:00 2013-06-13

الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي

شكرا للحكومة لأنها تسمح لي ان أكتب ولكن وفق شرط أنها لاتقرأ ما أكتب ، بمعنى أكتب ماتريد ياقاسم أنت وامثالك (مادام) وجود شرط (نحن لانقرأ) ، على العموم هذا ليس موضوعنا ، لأن موضوع المقال هو الحكومة والمعارضة وحقيقة الأمر أن الحكومة في أصلها معارضة ، والمعارضة في طريقها لتكون حكومة ، او تقترب كثيرا من ان تكون حكومة ، ويبقى الحال هكذا معارضة ترتقي سلم الحكم ، وظهور معارضة جديدة ، والعبرة ليس في معارضة او حكومة ، انما العبرة كيف تحقق المعارضة اهدافها عند تسلمها زمام الامور ، لكن الذي يحصل ان المعارضة التي تشكل الحكومة تنشغل بأمور كثيرة تبعدها وتنسيها اهدافها التي كانت تنشدها ايام المعارضة ،ومن الامور التي تشغلها على سبيل المثال كيفية خلق الازمات حتى تنشغل جميع الاوساط عن مراقبة ورصد عملها ، وبالتالي البقاء أطول فترة في الحكم.وليس هذا فحسب بل ان المعارضة عندما تتسلم مقاليد الحكم وتصبح هي الحكومة فأنها تتحول ايضا الى معارضة ولكن معارضة أوسع بمعنى تتحول من معارضة داخل البلد الى معارضة لعدد من حكومات دول الجواراو غير الجوار ، وبالتالي فانها تسعى لتحقيق اهداف تراها هي انها اهداف استراتيجية وكبرى ، بينما يراها المواطن المسكين اهداف غير مهمة وصغيرة جدا،والمتضرر دائما وابدا من كل هذه الامور هو المواطن المسكين ، الذي يتحمل كل المصائب ( رغم انفه) وهذا المواطن المسكين متحير ، وهو في حقيقة الامر جل الذي يريده مصدر رزق شريف يوفر لقمة عيش كريمة له ولعائلته ، والحكومة تعمل جاهدة على توفير هذه اللقمة ، ولكن وفق شروط ، والشروط هي كثيرة وعديدة ويصعب تحقيقها ومن هذه الشروط على سبيل المثال لا الحصر عدم توفر درجات وظيفية حاليا ،وعدم تخصيص راتب للارامل والمطلقات ، وعدم صرف مبالغ للايتام وكثيرة هي الشروط ، كذلك ان الحكومة تدرك جيدا ان المواطن المسكين عندما يحصل على لقمة عيش كريمة ، فأنه لن يتوقف عند هذا الحد ، بل يبدأ في المطالبة بسكن افضل وكذلك المطالبة بواسطة نقل حديثة ،ويبدأ المواطن التفكير في كيفية العيش بترف وكثيرة هي الامور التي يفكر فيها والتي من شأنها ان تقفز به وتوصله الى ( القمر) ، لذلك الحكومة لا تريد للمواطن ان يقفز ويصل القمر، وذلك لاسباب عديدة منها ان الهواء معدوم على سطح القمر وبالتالي ان المواطن سوف يختنق ويموت ، لذلك تعمل الحكومة جاهدة ان يبقى المواطن في مكانه ينظر الى القمر ويتمنى الوصول اليه ، لكن تحقيق الهدف والوصول الى القمر لم ولن يتحقق ابدا ، بسبب ان الحكومة تملك ( قلب والدة) والام لا تسمح ابدا ان يختنق ولدها فلذة كبدها ، لذلك يبقى الوصول الى القمر خط احمر على المواطن المسكين.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك