بقلم ... محمد أبو النواعير ..
إذا أردنا أن نعرّف الحكم أو السياسه أو السلطه بمعناها الإصطلاحي الجماهيري الدارج فهي تعني تمكن فئة من الناس من مقاليد الحكم وتمكنهم من مصادر ثروة أرض معينة تقطنها مجموعة من البشر , ويكون العقد المفضي إلى شرعية حكم هؤلاء الساسه هو مقدار حسن أدائهم في إدارة مفاصل هذه الدولة بما يمكنهم من تحقيق الرفاه والخير والسعادة لأبناء المجتمع .. إذا فالإعتبار الأول والأخير لمفهوم السياسي الناجح وبحسب العقليه البشريه الجمعيه : هو الشخص الذي يتمكن من تحقيق وعوده في خدمة الناس والحفاظ على حياتهم وأموالهم وممتلكاتهم , والذي ينجح في تحقيق وعوده التي يقطعها امام جمهوره وشعبه الذي تعاقد معه على التفويض الشرعي للحكم . .العراق كبلد خرج من تجربة إستبدادية دكتاتوريه دمويه مريره , إلى رحاب وفضاءات التعدديه والحريات السياسيه , مر بمراحل مخاضات عسيره كادت أن تودي بما تحقق من منجز .. وكان تسنم الحكم فيه من قبل شخصيات منتخبه من قبل الشعب هو السمه البارزه للعهد السياسي العراقي الجديد .. وهو أمر ممدوح وجيد .. ولكن المشكله العويصه التي مر بها الجسد السياسي الحديث في هذا البلد هي مشكلة كثرة وعود بعض السياسيين المتسنمين لمقاليد السلطه .. وبالمقابل خذلانهم لشعبهم وجمهور ناخبيهم بعدم تحقيق ماتوعدوا بتحقيقه .. وهذا الأمر قاد الى خراب البلد من حيث العمران الحضري , وخراب البلد من حيث فقدان المواطن لثقته بالعمليه السياسيه , بل وجمعه لكل السياسيين المصلح منهم والمفسد في سلة إنتقاد واحده ..ولنأخذ نموذجا على ما نقول , ولنجعل من هذا النموذج وجها لمقارنة عاديه , السيد المالكي , وما يملكه من إمكانيات سلطويه وماديه فهو رأس الهرم في البلد , وهو بات يمثل بسبب إستبداده وتوحُدَهُ في السلطه , المقرر الأول والأخير لمصير هذا البلد , وبسبب تفرده في الإستحواذ على أدوات السلطه التنفيذيه والسيطره على مفاصلها , كان , وبحسب القاعده أعلاه مضطرا بحكم طبيعة منصبه أن يحقق للمواطن وللوطن الكثير الكثير , فنجده وعد ووعد ووعد , وعد بأن كهربائنا سوف تكون عالميه , وأننا سوف نصدرها في العام الفلاني الى الوجود , بل حتى أنه وعد رب العزه بأن النجوم إذا خفت نورها وقلت طاقتها فلنا من الإمكانيه أن نزود نجوم الرب بالطاقه الكهربائيه لتبقى وهاجة في سماء الرب ... ومع ذلك لم يفي ,, وعدنا بالأمن والأمان ,, وعدنا بأن دمائنا وأموالنا مصانه ,, وهذه التفجيرات التي أصبحت لحن معزوفة عراقيه حزينه يرددها الطفل الصغير والشيخ الكبير , وأصبحت الأشلاء المقطعه والدماء المهدوره كل يوم في شوارع بلدنا أمرنا مألوفا , بل وأصبحت تراجيديا عراقيه شبيه بتراجيديا مأساة كربلاء , حتى بتنا لانميز أيهما أشد وقعا على النفوس . ومع ذلك لم يفي بوعده ,, وعدنا بالإزدهار الإقتصادي والرفاه المجتمعي , ولم يتحقق من وعده بالرفاه إلا لفئة السراق والحراميه الذين لم يشاركهم السرقه ولكنه شاركهم إثم السرقه , وعدنا بأنا سوف نكون أحرارا في بلادنا , وهذه كواتم الصوت تحصد منا من أخرج لسانه لهجا بأحرف حق .. ولم يفي بوعده .. وعدنا بأن مجرمي الشعب من أزلام النظام وأذنابه وزعرانه سوف يصلون سقر , لاتبقي ولا تذر .. وإذا به يخلف وعده وينقض عهده , بل وصمم على أن يعيش البعثيين بحبوحبة من العيش , مع إرجاع ما سلب منهم غدرا بالقوة .. . وغيرها وغيرها الكثير , حتى بات هذا الرجل ونقضه للعهود أمران متلازمان لفظيا وظرفيا وزمانيا ومكانيا وعقليا ونقليا وشعبيا وجماهيريا .. وهنا أريد أن أسألكم بالله العلي العظيم ... كان هناك ميثاق شرف , وعهد تعاهد عليه السيد المالكي مع السيد عمار الحكيم قبل الإنتخابات , أن يكون أحدهما صنوا للآخر ,ووعد نوري عمارا بأن يكون له أخ في الدين والوطن والمذهب , وأن يكونوا معا يدين إثنتين من أجل بناء هذا البلد , وإنفرط عقد هذا الإتفاق , فسؤالي لكم أيها الأحبه العقلاء الأذكياء , من تسبب بفرط عقد هذا الإتفاق ولم يفي بوعوده . ومن إنقلب على عقبيه في هذا الأمر؟؟!!.. أترك الجواب لعقولكم النيره , وضمائركم الحيه ...رسالتي إليك أيها المدعو : أحمد العباسي .. وأقولها لك متحديا : ردها علي إن إستطعت ..
محمد أبو النواعير - ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر - باحث مهتم بالآديولوجيات السياسيه المعاصره - العراق - النجف الأشرف ..
https://telegram.me/buratha