هادي ندا المالكي
بعد الاجتماع الرمزي الذي عقد برعاية زعيم المجلس الأعلى السيد عمار الحكيم وبعد زيارة السيد المالكي الى اقليم كردستان وعقد اجتماع مجلس الوزراء في اربيل عاصمة الإقليم ومن ثم لقاء السيد مسعود بارزاني تبين اهمية هذه اللقاءات في تهدئة الساحة السياسية والأمنية وتبين أيضا أهمية اللقاءات في تحقيق التقارب وحل المشاكل من خلال الجلوس الى طاولة الحوار والتفاهمات لأنه ثبت علميا وواقعيا ان في هذه الطاولة توجد عناصر الاستقرار والامن والازدهار.وتختلف أهمية اللقاءات ودرجة تأثيرها بأهمية العلاقة والدور الذي يضطلع به القادة السياسيين وأصحاب الشأن في الملف العراقي والعربي والإقليمي والدولي وهذا التأثير والأهمية لا يمكن تعميمها على الجميع لاختلاف طبيعة العلاقة والتأثير فلقاء السيد المالكي بالسيد مسعود بارزاني يختلف بدرجة كبيرة عن لقاء السيد المالكي بالسيد أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي الا ان اللقاء إجمالا مع هؤلاء يمثل بديهية طبيعية وضرورة قصوى باعتبار انهم جزء من منظومة حكومية وسياسية اما الخلاف والقطيعة فهي الحالة الشاذة والاستثنائية في مثل هكذا علاقة وللأسف ان ما يحدث اليوم بين هؤلاء القادة من قطيعة وخلاف وتبادل للاتهامات والاستقواء بالاخر تمثل اخر محطات الاستخفاف وعدم الشعور بالمسؤولية. والمفارقة المحزنة والعجيبة ان هؤلاء الساسة يقضون الأشهر والسنوات في توجيه التهم والتسقيط وخلق الاستقطاب الذي يؤدي في كثير من الأوقات الى جر الشارع الى مستنقع الموت والدمار واشراكة في الصراعات الحزبية والشخصية وسحقه بالمفخخات والعبوات الناسفة واللاصقة والأسلحة الكاتمة والسيطرات الوهمية،بينما لا يخصصون ساعات وأيام من وقتهم للقاء والاجتماع والتباحث والتحاور والذي اثبتت التجارب ان هذه اللقاءات والحوارات مفتاح النجاح والاستقرار والتعايش السلمي.وكما اشرنا من ان اللقاءات بين القادة السياسيين تختلف أهميتها من مسؤول الى اخر تبعا لطبيعة واهمية وظروف هذا اللقاء فلقاء المالكي بالسيد مسعود يتعلق بمواضيع اقتصادية ومالية وعهود ومواثيق وتقرير مصير اما لقاء السيد المالكي بالنجيفي فان له تماس مباشر بتفاصيل الحياة اليومية وبالتشريع وباقرار القوانين وبحالة الانهيار الامني الذي يخلف يوميا عشرات القتلى ومئات الجرحى ويرتبط ارتباط مباشر بمستقبل العراق وتاريخه ووحدته.وواضح ان أهمية اللقاء وأولوياته يفترض ان تكون مع النجيفي لا مع السيد بارزاني وان كان اللقاء معه مهم ومفصلي الا ان اللقاء بالنجيفي من شانه ان يهدا الشارع العراقي ومن شانه ان يحقن الدماء ومن شانه ان يوقف هذا الجنون العربي والإقليمي الزاحف بشكل تدخل علني في شؤون العراق الداخلية،بل ان حفظ قطرة واحدة من دماء ابناء الشعب العراقي اهم من كل الأولويات الاخرى التي ترتكز عليها اسس الدولة ومتبنياتها لانه لا اسس ولا ركائز لاي دولة اذا لم تحترم دماء ابنائها.ان الواجب الاخلاقي والشرعي يحتم على النجيفي والمالكي التواصل والتحاور والدخول في مباحثات مباشرة وغير مباشرة والتخلي عن الغرور والتعالي من اجل حل المشاكل العالقة والمساهمة بتحقيق الامن والاستقرار خاصة بعد ان تبين ان اكثر ما يهدد العراق هو الخلاف السياسي لارتباطه المباشر بالارهاب الدموي.نقطة..اذا كانت كرامة السيد المالكي والسيد النجيفي اهم من ارواح الشعب العراقي وتمنعهم من ان يلتقوا لحل المشاكل فعليهم ان يعودوا الى اوضاعهم الطبيعية قبل ان يصلوا الى ما هم عليه الان ..لان من اوصلهم الى هذه المناصب هو الشعب العراقي ومن يوصله الشعب العراقي فلا كرامة له فوق كرامة وعزة ودماء العراقيين.
https://telegram.me/buratha