خضير العواد
عندما نعرف حقائق الأمور عندها يمكن لنا وضع الأشياء في مواضعها أي عندما نعرف الحق سوف نعرف أهله والباطل كذلك وكليهما يمكن تشخيصهما من خلال أعمالهم وأفعالهم، فالذي يدور في سوريا من مجازر وإجرام على الهوية وبطرق بشعة لا يمكن للإنسان العاقل أن يتصورها أو حتى يتخيلها وما بالك بالإنسان المسلم الذي يقرأ في كل يوم ثلاثين مرة على الأقل الرحمان الرحيم ، فأي رحمة التي تقطع فيها الرؤوس أو يمزق الصدر لإخراج القلب ثم أكله لا لشيء فقط لأنه يخالفه بالرأي أو العقيدة ، فأي رحمة التي أرسل فيها رسول الله (ص) للعالمين عندما يتم قتل الأطفال والنساء تحت هتافات الله أكبر وهو الذي كان يوصي صلى الله عليه وآله وسلم بعدم قتل الفار من المشركين أو جريحهم والأعتناء بشيوخهم ونساءهم وأطفالهم ولم يترك حتى الأشجار فقد أوصى بها وأكد على عدم قطعها ، إذا كان رسول الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم كان يوصي بهذه الرحمة والمعاملة الحسنة مع عبدة الأصنام والكفار ، فمن أين أتت الأعمال الوحشية التي يقوم بها خوارج هذه الأمة من وهابية ووعاظ السلاطين ، إذا لم يكن عندها مصدر شرعي يأمر بهكذا جرائم لا في الكتاب أو السنة النبوية الشريفة ، ولكنها تتطاق مع أعمال الشياطين الذين يريدون أن تنتشر الفاحشة بكل أنواعها في الذين أمنوا أذ يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم( يا أيها الذين أمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر...) ، وهل يوجد فاحشة في هذا الكون أشد من الذي يجري في سوريا عندما يفتخر أحد قادة الخوارج بأنهم ذبحوا أحد أحفاد رسول الله (ص) بالسكين مع أولاده وزوجته فأي فاحشة أقبح من ذلك ويطلب أن يبقوا له عشرة من الموالين لأهل البيت عليهم السلام لكي يذبحهم بيده ، فهل هذا عمل الرحمن الرحيم بل هو عمل الشيطان الرجيم الذي يأمر بفعل المنكرات ونشر القبائح والموبقات ويعمل ليل نهار على تمزيق كلمة الأمة ووحدتها ، لهذا أمر جنوده من قادة خوارج الأمة كألعريفي والقرضاوي والعرعور بأصدار فتوى جهادهم ضد الموالين لأهل البيت عليهم السلام ومقاتلتهم بكل الطرق والأدوات والوسائل ، فهل يعمل الشيطان أكثر مما يعمل هؤلاء الذين جندهم خونة الأمة من أمراء ورؤساء فأصبحوا أُمعات للغرب ولسان اليهود ويد الأمريكان في المنطقة ، الذين توغلوا في تمزيق وحدة الأمة والتعدي على جميع مقدساتها تحت عنوان إقامت شرع الله ونصرت المظلومين ، فهل يقام شرع الله بتمزيق كلمة الأمة وتكفير المسلمين الذين يقولون ربنا الله ونشر القتل والجرائم فيها وشرعنة الزنا والموبقات تحت عناوين ما أنزل الله بها من سلطان وهل نصرت المظلوم تُطلَب بقتل الأبرياء وتدمير البلاد والعباد ، فإذا كان قادة الخوارج هؤلاء يدّعون بنصرة المظلوم فلماذا لم ينصروا الشعب الفلسطيني قط بل لم يذكر لهم موقف أو كلمة من مجازر الكيان الصهيوني والحصار القاسي الذي تفرضه الحكومات العربية ضد الشعب الفلسطيني ، ولماذا لم ينصروا الشعب البحريني المظلوم الذي يقدم الضحايا تلو الضحايا منذ عامين وهم يخرجون بمظاهراتهم السلمية العظيمة التي أذهلت كل طالب للحقيقة ، أين كان هؤلاء الوعاظ وهم يشاهدون الشعوب الإسلامية تأن من ظلم الحكومات الجائرة في أغلب البلدان الإسلامية وهم الذين يسيطرون على منابر مساجدها وجوامعها، أين كان هؤلاء الخوارج من التحديات التي تعصف بالأمة الإسلامية وهل أصدروا فتوى أو بيان بتوحيد الكلمة ورص الصفوف أمام العدوالمشترك ؟؟؟؟، بل جميعهم عبيد للحكومات الجائرة العميلة ولم يخرجوا في يوم من الأيام عن طاعتها وأوامرها وهي التي باعت للغرب وإسرائيل كل شيء ولم تبقي مقدس لهذه الأمة إلا وطرحته تحت أقدام الغرب ، لهذا أصبح أعدا أعداء هؤلاء الخوارج حزب الله الذي أرجع كرامة الأمة وعزها وشرفها الذي باعه خونة الأمة ، و بفضل هذا الحزب ومواقفه الوطنية الشريفة تكوّن مجموعة من الشباب الواعي في الأمة الإسلامية الذي يقول للحكومات الخائنة الذليلة لا نحن نرفض خنوعكم وتذللكم للصهاينة والغرب ، لهذا جمّع الشيطان كل جنوده من قادة الفرقة والتكفير لكي يصدروا فتواهم بتمزيق الأمة ونشر القتل والفساد فيها وتغير العدو من الصهاينة ومغتصبي الحقوق العربية والإسلامية الى الأحرار الذين يريدون إرجاعها والدفاع عنها ، فهل يعمل الشيطان أكثر مما عمله القرضاوي والعريفي والعرعور ومن يسير في طريقهم الشيطاني المعبد بالطائفية والبغض والعداء في تمزيق هذه الأمة وإضعافها.
https://telegram.me/buratha