محمد البطاط .
عندما تحصد اعلى الاصوات و تخسر اغلب المقاعد فذلك يعني انك كالتي انقضت غزلها من بعد قوة انكاثا و ليس بالضرورة ان الموازين انقلبت او هي مصابة بخلل ما .
عندما تتسابق لنيل ثقة شعب او جزء منه ,فقام هذا الشعب بواجبه نحوك متصورا انك اهل لتلك الثقة و اذا به يراك في المؤخرة من حيث ظن انه وضعك في المقدمة ,فلا يعني مطلقا ان هذه الجماهير فقدت اتجاه البوصلة بل الاكيد انك لم تحسن قراءة ما تعني هذه الاتجاهات
عندما تاتي بخصومك لتقحمهم معك في ذات الجبهة التي تقاتلهم بها فذلك يعني انك لم تحسن اختيار الحلفاء بل انك اصبحت تفتقر لحنكة القيادة
عندما تأتمنك مئآت الالوف على ارادتها و تنطلق لتلك الصناديق متوهمة انها القت عصاها و استقر بها النوى ورجعت تنتظر منك ان تمسك العصا ذاتها لتقصي بها من ارادت ان تقصيهم فاذا بها تراك تمنح العصا لخصومهم فيسوقونك ومناصريك بعيدا عن ما ارادوا انها الخيانة بعينهابعد كل هذا وذاك و اغرب نتائج انتخابات تجري منذ ان عرف البشر ما تعني عملية الادلاء بالاصوات لاختيار حاكم او حكومة
نعم انها الاغرب حيث من حصل على اغلب الاصوات خسر اغلب المقاعد لا لان نظام (سانت ليغو) هو من فرض هذه النتائج بل لان القائمة التي امتازت بغباء قل نظيره هي الطرف الاغبى و ليس الاقوى من بين كل الاطراف المتصارعة لنيل مكاسب سياسية على ارض الواقع
من بداية التحالف و قبل التصويت كانت علامات الاستفهام تتزاحم على ابواب القانون تنتظر اجوبة لدعوى التحالف هذا؟
ما الذي يجبر جهة سياسية لها شعبيتها الجارفة ان تتحالف مع خصومها في مقابل خصومها ايضا؟
هل لان القانونيين لم يدروا ما يريده ناخبيهم ولا يعرفوا حجمهم مثلا؟
هل هناك ضغوطات عليهم كي يقوموا بتحالف بائس كهذا؟
ما الذي يجبرهم على ان يحشروا انفسهم بزاوية كهذه؟
ما الذي حدا بهم ان يدخلوا معهم (بدر) وهو مجلسي الهوى و النشأة و الوجود والامتداد والجناح العسكري للمجلس الاعلى (سابقا) ؟
ما الذي احوجهم لحزب الفضيلة حتى يدخلوه ضمن تحالفهم و أي صلة (قرابة) بينهم و بين الفضيلة حتى يسعفوه وقت الشدة؟
كل من دخل معهم استفاد و كانوا هم وحدهم الاخسرين اعمالا رغم ظنهم انهم يحسنون صنعاكانوا يعيبون على القائمة العراقية بان لها اكثر من رأس فاذا بهم ينهجون نهجها بل اسوء منه بكثيراذ لم يكونوا بالنتيجة الا الاقلية وصاروا هم الذيل للرؤوس الاخرى !
الاصوات كانت لهم لكن المقاعد لغيرهم الفضيلة و بدر و حزب الدعوة تنظيم العراق هي احزاب منظمة و ابلغت ناخبيها بان يصوتوا لمرشحيها وليس للقائمة حتى يحصلوا على اصوات اكثر من مرشحي حزب الدعوة الذين فاقوا الجميع بالغباء و الغفلة المطلقة ولم ينتبهوا لهذه اللعبة التي هي من العاب الصغار ولا تصلح لمن هم فوق 18 سنة و مع ذلك لم يستطيعوا حلها!
المتتبع للنتائج يرى التالي:
-اغلب الاصوات لدولة القانون اتت للقائمة او لراس القائمة لكنها ذهبت لمن حصل على اكثر الاصوات داخل القائمة وبما ان بدر والفضيلة والباقين هم منظمين كما اسلفنا فقد حصلوا على النصيب الاوفر و الحصة الاكبر من اصوات القائمة
-الاصوات التي حصل عليها مرشحوا الاحزاب الاخرى لو كانوا بغير قائمة القانون لكانت تلك الاصوات لن تمنحهم الا مقعدا واحدا او ربما لم يحصلوا على أي مقعدلكنهم وباصوات القائمة اخذوا نصيب الاسد فيها و على رغم انف المالكي و منتخبيه
-الاحزاب الاخرى و القوائم الاخرى قرات الوضع جيدا فادخلت (اجزاء منها) مع قائمة القانون مستفيدة من شعبيته و غباء قادته و بدت واثقة حتى قبل اجراء الانتخابات انها ستفوز وتشكل الحكومات المحلية و كانت تتكلم بنبرة الواثق من النصر و الغريب ان القانونيين لم ينتبهوا ايضا !
المرجّح ان قادة القانون لا يتمتعون باي حصافة او وعي سياسي او حتى مجرد ادراك و استبعد(شخصيا) ان هناك ضغوطا عليهم بل لا نهم حمقى لا اكثر
ومثال على ذلك انهم وبعد ما افرزته النتائج لاموا طريقة (سانت ليغو) في توزيع المقاعد بينما لم نسمع منهم أي لائمة اثناء اقرار القانون! و السكوت علامة الرضا كما يقال
فلو انهم استشاروا أي موظف في مفوضية الانتخابات لاعطاهم طريقة عمل اكثر نفعا وتاتي بمقاعد اكثر حتى وفق قانون (سانت ليغو) ذاته الا انهم تجاهلوا الكل ولم ينصتوا الا لصوت (هبنّقة) الذي يكمن في ذواتهم و كانت النتيجة انهم ناموا واثقين ولما اصبحوا وجدوا انهم اضحوكة يتندر بها الجميع
لم يستمعوا لاي احد و لم يستشيروا أي احد اغلق جميع النوافذ و اوصدوا كل الابواب بوجه ناصحيهم استعانوا بمستشارين لا يفقهون شيئا, فقط الولائم و العزائم و المعارف هي من اوصلتهم لمنصب(المستشار) فاتهم ان الديمقراطية هي لعبة الجماهير وليس النخب
اعرف كيف تصل الى جمهورك وبذلك ستقوم جماهيرك بايصالك الى سدة الحكم
انظر الى راي الاغلبية واستمع لهم لانهم هم من ينجدوك وقت النجدة
اجعل مستشاريك من هم يعيشون هموم الجماهير و معاناتهم فيبلغونك بما يريدون كل هذه الابواب كانت موصدة و مقفلة و لم نرى منهم غير الاعراض
و كانت النتيجة هذه في الانتخابات المقبلة سيخسر القانونيون اكثر مما خسروا و ذلك لسببين:
- هم انفسهم لم يتعظوا من هذه النتائج و مستشاروهم هم انفسهم لم يتغيروا
- - الثقة لدى جمهورهم بدات بالانحسار الشديد و تقلصت الى حد كبير و خطير و فقدوا اية بارقة امل و سيمنحون اصواتهم لغيرهم الذين استفادوا من بعض ما قام به القانونيون وسيكملوه وتكون المفخرة لهم حسب مفهوم(الاعمال بخواتيمها)
و اخيرا وحتى يبقوا لهم بصيص امل في تجاوز هذه النكسة عليهم بعد ان يستعينوا بمستشارين جدد ,و ان يتجنبوا الدخول في الحكومات المحلية ويتحولوا الى معارضة فاعلة ,وأن يدخلوا الانتخابات البرلمانية المقبلة بمفردهم و يأسسوا ثقافة المعارضة البناءة و يكملوا اعمدة النظام الديمقراطي المبني اساسا على (الحكم و المعارضة) و ليتذكروا جيدا ان الشعب غالبا ما يكون معارضا بطبعه لاي حكومة ,ليس في العراق فقط وانما في اغلب بلدان العالمليغتنموا هذه الورقة بعد ان احرقوا كل اوراقهم بايديهم و منحوا خصومهم اهدافا كثر و بنيران صديقة.
محمد البطاط .
https://telegram.me/buratha