بدأت حملة ناشطة تتصاعد شيئا فشيئا على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي مطالبة بإلغاء تقاعد البرلمانيين، ومثلها مثل بقية الإحتجاجات اتوقع لها أن تتسع وتكبر، وعندما تكبر سيكون لها نتائج ربما أبعد من موضوعها الذي بدأته، ليس بسبب أن موضوعها غير منطقي، ولكن لأن المعنيين به سوف يقاومونه بشدة، مما سيجر على مواقف ومواقف مضادة. وبعدها الله الساتر..!
وبالحقيقة لم نسمع أو نقرأ على مر العصور أن أجيرا حدد أجره وفقا لأرادته، بل أن هناك عوامل تتحكم بمقدار هذا الأجر، منها طبيعة عمله ومقدار الجهد والقيمة الناتجة عن العمل، كما تتحكم فيه عوامل العرض والطلب وندرة المهارة المتوفرة لدى الأجير، كما تتدخل عوامل أخرى منها المستوى العام للمعيشة، إذن تعالوا نسقط هذه العوامل على رواتب وأجور المسؤولين وكبار موظفي الدولة وأعضاء مجالس النواب والمحافظات، فهم في العموم يعملون بلا جهد عضلي، بل إن لمعظمهم (كروشا) نمت مؤخرا نتيجة الكسل وقلة الحركة، أما القيمة الحقيقية لعملهم فهي سلبية النتائج في معظم الأحوال، فعلى أيديهم وليس على أيدي غيرهم نمت طحالب الفساد المالي والأداري بمتواليات هندسية ـ المتوالية الهندسية هي 2:4:16:256 ...الخ..، والمتوالية العددية 2:4:6:8..الخ...وإذا كانت قلة العرض لبضاعة ما تؤدي إلى أرتفاع ثمنها، فان المعروض من السياسيين يشهد فائضا كبيرا، بدليل التزاحم الكبير على المناصب، كما أن أغلبهم ليس من الندرة والكفاءة بمكان، فعدد كبير منهم قد زوّر شهادته الدراسية وعدد آخر (مطفي) وعدد ثالث (إن حضر لا يعد وإن غاب لا يفتقد)، ورابع ديناصورات سياسية تجر الكلام جرا، وخامس ينظر الى فم رئيس كتلته السياسية، فيردد ما يقول كالببغاء، وسادس أحكم أغلاق فمه، فقد غنم ما غنم ولا نفع لفتح الفم، وسابع غارق في احضان مومس في عمان، وثامن أغلق جهاز هاتفه الى الأبد ففيه ووجع الرأس..غير أن الجميع أتفقوا على نهبنا، فسنوا لأنفسهم قوانين عجائبية يتقاضون بموجبها رواتب ومخصصات ومنافع أجتماعية هي الأعلى في العالم قاطبة، فراتب أي منهم أعلى من راتب الرئيس بوش الأب وبوش الأبن وأبي سمرة أوباما مثلا!، ولم يكتفوا بتلك الرواتب، بل تحوطوا لعوادي الزمن وغوائل الأيام فسنوا لأنفسهم قانون تقاعد هو الأغرب في العالم أيضا، فعن (خدمة) لا تتجاوز أربع سنوات، يتقاضون تقاعدا ممتازا هو ثمانون بالمئة مع المخصصات، بل منحوا أنفسهم قطع أراض سكنية في أجمل مناطق بغداد أستثناءا من شرط مسقط الرأس، وليذهب الفقراء والمعوزون وسكان مدينة الصدر والشعلة وحي طارق وسبع قصور وسبع البور وحي التنك والخرائب والمعسكرات المهجورة، والمهجرون الذين هدم أو أحرق الأرهابيون مساكنهم ..... الى الجحيم، وليذهب المهندسون والأطباء والصيادلة والشرطة والجيش والصحفيين الى جهنم وبئس المصير، ما دام السيد العضو في المجلس (اي مجلس) قد حسم الأمر لنفسه وضمن مستقبله لما تبقى من عمره المديد...
كلام قبل السلام: هذه بطون جاعت ثم شبعت، ولن تشبع، رباه متى يشبعون؟!!
سلام..
https://telegram.me/buratha