المقالات

مسمار في نعش المحاصصة.!!

677 14:55:00 2013-06-16

صادق العباسي

منذ ولادة الدولة العراقية الحديثة في مطلع عام 1920 تُركت ترسبات ومشكلات على جسدها, اخذت تنحو بها نحو بودقة التأزيم, الذي اطلق عليه اسم ( التوافق) وهذا التوافق الذي كان بطبيعته الواقعية, يمثل وجه من اوجه الاختلاف ما بين التنوع السياسي والفكري والعقائدي في العراق, وكانت كل محطة سلطوية تحكم العراق, تنجب بطبيعة الحال عملية سياسية "مريضة".حتى جاء زمن النظام البعثي المقبور, الذي كان يمثل الوجه الاكثر دموية في قمع الاختلافات السياسية والعقائدية والفكرية, والتنوع المذهبي في هذا البلد, لتستمر هذه الحركة حتى نهاية عام 2003, الذي كان عاما مفصليا بالنسبة لساسة وشعب العراق, ليعلن وقتها عن رحيم التعسفية والدكتاتورية, التي حكمت العراق على مدى ثلاثة عقود, على امل بزوغ شمس الامل التي انتظرها العراقيون لزمن طويل, وهكذا إذا أعلن عرابو العملية السياسية الحديثة عن بدء حركة التقويم السياسي الجديد, او ما بات يعرف بزمن ما بعد عام (2003), لينتجوا لنا عملية سياسية عرجاء, وليعود شعار "التوافق" من جديد ولكن هذه المرة كان بعبارات منمقة وشعرات جذابة كـ"الشراكة" و"المشاركة" وغيرها, وبواقع الحال ان كل هذه العبارات هي اسم لشيء قبيح اسمه (المحاصصة).ولكن الشعب العراقي ادرك مكامن ضعف هذه العملية السياسية المشلولة, وقال كلمة الفصل في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة.وعلى الرغم من ان النظام الانتخابي الذي اجريت به الانتخابات, كان نظام سيء.! يشبه نظام (عروة ابن الورد) امير الصعاليك في العصور الاسلامية القديمة الذي كان يقطع الصحراء ليسرق ما تحمله قوافل الاطعمة والاموال ويوزعها على الفقراء, معتقدا بأنه يحقق العدالة, ولكنه في الواقع كان سارقا.! وهذا ما ينطبق طبق الاصل على نظامنا الانتخابي الحالي الـــ(السانت ليكو), الذي يسرق الاصوات ويوزعها على القوائم الصغيرة معتقدا بأنه يحقق العدالة.!.وعلى الرغم من هذا فأن الناخب العراقي قد عاقب القوى السياسية الحاكمة, وانتخب القوى التي يتوسم بها تقديم الخدمة, ووجه ضربة "مدمرة" لقوى السلطة هذه الضربة التي ربما لا تستفيق منها الى بعد دورتين انتخابيتين او ربما لا تستفيق نهائيا.ان تشكيل حكوميتي البصرة وبغداد المحليتين التي هزم فيها ائتلاف دولة القانون هزيمة نكراء خير مثال على ذلك, وحكومة بغداد بالذات تعطي مؤشرا على ملامح ما سيكون عليه المستقبل, إذ أن تولي ائتلاف متحدون رئاسة المجلس ربما يسقط المشاريع الطائفية ويطفئ النار التي كان الطائفيون ينفخون في كيرها, ويكرس واقع سياسيا جديدا يقوم على مبدا الشراكة الحقيقية التي طالما بح صوت عمار الحكيم من اجلها..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك