الدكتور خالد اليعقوبي
لم تكن التفجيرات الدموية التي شهدها العراق الاسبوع الماضي حدثا اعتياديا في حياة المواطنين العراقيين، بل كانت تفجيرات كارثية ذهب ضحيتها العديد من المواطنين الذين تنازلوا عبر ممثليهم في البرلمان عن حقوقهم في الصحة والتعليم والاتصال والخدمات الاساسية لصالح الامن والدفاع من أجل تحقيق امنهم عبر ميزانية الامن والدفاع التي تعادل ميزانية هذه الوزارات الخدمية مجتمعة.ليس من الصعوبة ان نستنتج ،من خلال قراءة بسيطة لما ماجرى من احداث ارهابية،ان الاستقرار الامني في العراق يبقى لحد الان مشكلة وتحتاج لمناقشة مستفيضة من قبل الباحثين والمختصين في الشأن الامني والسياسي في العراق،فالاجهزة الامنية غير قادرة على ضبط الامن، وهي حقيقة لايجب ان تؤثر على حقائق اخرى كبيرة تتعلق بانجازات هذه الاجهزة ونجاحاتها في ميادين كثيرة او التضحيات التي قدّمتها وهي تنازل وتقف بوجه قوى الظلام والارهاب.عدم قدرة الاجهزة على حفظ الامن يتأتى من الضبابية التي تعيشها الحالة السياسية في العراق التي تؤثر حتما على المشهد الامني بشكل كبير جدا ، فمن يقف وراء هذه الخروقات الامنية التي يدفع الشعب العراقي ثمنها غاليا هو العشوائية وغياب الرؤيا الاستراتيجة للمعالجة الامنية الشاملة بجوانبها المختلفة الاجتماعية والاخلاقية والتعليمية والثقافية والسلوكية والتي تعد احد العناصر المهمة في المعالجات الامنية.ارى انه آن الاوان لكي تتبنى الدولة استراتيجية احتضان قوة وطنية تمسك الامن مناطقيا وان تكون الدولة هي الحاضنة الاساسية لهذه القوة. واحتضان الدولة لهذه القوة يقوم على اساس منطقي ويقوم على قاعدة شرعية قانونية ، فوظيفة هذه القوة تتمثل في الدفاع عن حياة ابناء شعبنا واسناد قواتنا الامنية التي تعاني الان من نقص واضح في التخطيط الاستراتيجي ولم تصل بعد الى مرحلة الاعداد النموذجي بسبب مشكلات عدة تكاد تكون معروفة للقاصي والداني.كما لابد من تحقيق شرط اساسي لوجود هذه القوة وهو التفات الشعب حولها وتفاعله معها وازالة الحواجز النفسية بينها وبين الشعب، فلم تعد هذه القوى مصدر رعب وخوف للمواطن كما كانت سابقا، وانما مصدر لاحلال الامن ونشر الاستقرار واحلال السلم الاهلي. تبني الدول سلوكياتها على اساس القانون وتحيط هذه السلوكيات بقوة مسلحة نظامية وشعبية في الحالات التي يسمح بها القانون وبذلك تستطيع ان تتصدى لقوى الارهاب والظلام التي تحاول اعادة عقارب الساعة الى الوراء واعادة بعث امجادة قديمة زائفة.
https://telegram.me/buratha