المقالات

لحومنا مازالت في أفواههم..!

526 14:37:00 2013-06-17

صادق العباسي

لا يمكن ان نتوقع من مفهوم المصالحة الوطنية, الذي صدع الساسة العراقيين رؤسنا به, ان يؤتي ثماره ويكون نافعا, دون ان يرافقه ايمان بمفهوم العدالة الانتقالية. حيث ان ثقافة طي صفحات الماضي بكل الآمه وآثامه, والتي يروجون لها هي التي تحكم تفكيرهم, الامر الذي يعمق الجراحات بدلا من ان يعالجها, لكي نمضي قدما لبناء مستقبلنا .إذ أن هذا المسار من التفكير, ونعني به ان يأمن المجرم من العقاب ولو بحده الأدنى, سيعمق من مشاعر الخيبة والمظلومية وفقدان العدالة لدى قطاعات واسعة من الشعب, وسيعتري تلك القطاعات شعور مؤلم بأنه مادام المجرمين في مأمن من العقوبة, فأن بينها وبين الانصاف مسافة بعيدة جدا...هذا الشعور لا يمكن الحد منه, الا بتطبيق ثقافة المساءلة, وفي حال شيوع هذه الثقافة, سيتحقق الاحساس بالأمن والأمان, لدى الغالبية من مكونات المجتمع , مع الاخذ بعين الاعتبار اننا لانزال في طور تشكيل ملامح الدولة الجديدة.أن تطبيق المساءلة الحقيقية على الذين أجرموا بحق الشعب وعلى المفسدين, سيوجه تحذيرا لكل من تسول له نفسه ارتكاب الممارسات الاجرامية المرفوضة شعبيا في المستقبل, وهذا من شأنه أن يضع الممسكين بزمام الحكم، امام مسؤولية كبيرة حول اتخاذ قرارات مهمة, تحقق العدالة وتطمأن الشعب.ان المسؤولية الوطنية والأخلاقية ، بل والشرعية أيضا، تحتم على القوى التي ساهمت في عملية نقل العراق من الديكتاتورية الى الديمقراطية, ان تسلك طريق الحوار والتشاور لتجاوز اثار المحن والالام, التي خلفتها جرائم النظام السابق وما تلاه, من فترات عنف واضطراب سياسي, على ان يجري الحوار في اطار ايمان عميق بضرورة المسائلة لتحقيق العدالة, وان لا يجري هذا الحوار وفقا لعقلية الغالب والمغلوب، بل وفقا لعقلية الانصاف المشترك.ان شريحة واسعة من ابناء العراق في وسطه وجنوبه، من الذين لحقهم حيف كبير جراء ممارسة نظام القهر الصدامي، من قمع مباشر عليهم وعلى بيئتهم ومدنهم وابنائهم، وما لحقهم من دمار واسع، مازالوا يشعرون بالمرارة والغصة، على الرغم من مرور عشر سنوات على زوال النظام الي قهرهم وظلمهم، ويتعمق هذا الشعور وهم يرون ان القوى السياسية التي تصدت لقيادة البلد بعد زوال نظام صدام لم تولي قضيتهم الاهتمام المستحق بل يرون ان ظالميهم وقتلتهم الذين ما زات اسنانهم تقطر من دمائهم، يخرجون لهم السنتهم من افواههم، يتلمظون بها تلك الدماء، ويطلوا عليهم ببوجهم الكالحة الكريهة ، في مفارقة فجة تؤكد ان مفهوم العدالة قد تم تعليقه على شماعة الانتظار.ثمة امل.. سيما بعد النتائج المهمة لانتخابات مجالس المحافظات، والتي اعادت تيار شهيد المحراب الى واجهة التأثير، المظلومين يأملون انهم سينصفون, وفي هذا السياق؛ تأتي دعوة إنشاء مؤسسة تعنى بشؤون المحرومين والمجاهدين والتي اطلقها مؤخرا عمار الحكيم..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك