هادي ندا المالكي
موجة جديدة من التفجيرات الإرهابية ضربت بغداد وعددا من المحافظات الوسطى والجنوبية الأحد وخلفت ورائها العشرات من القتلى والمئات من الجرحى لتكون اخر ما يتعرض له الشعب العراقي المسكين من موجة حصاد دون ان يتجرا القائد العام للقوات المسلحة السيد المالكي ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي والوكيل الأقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي وقادة الفرق وقادة الشرطة في المحافظات المنكوبة إدانة الإرهاب او التهديد بالقضاء عليه ولا حتى مواساة اهالي الضحايا والشد على جراح الراقدين في مستشفيات بغداد والمحافظات والتي لا ترقى إلى مصحات القرون الوسطى.والإدانة بحد ذاتها لا تعني شيئا أمام قطرة واحدة تراق ظلما وعدوانا من اي مواطن عراقي كيف والحال بعشرات الشهداء بل يتعدى الأمر يوميا الى مئات الشهداء وأكثر منهم جرحى... هنا تتوقف الإدانة ولا بد من إعلان النكبة والكارثة ولا بد من أحداث انقلاب كامل على كل القوانين والإجراءات الوضعية القاصرة ولا بد من إقالة ومحاكمة كل القادة الأمنيين اما بتهمة التسبب بإزهاق أرواح العراقيين او بسبب سوء الأداء وضعف الجوانب الرقابية والاستخبارية لان أرواح العراقيين ودمائهم اكبر واطهر وأقدس من كل المناصب والمسميات.ويبدوا ان القادة الأمنيين أدمنوا شم رائحة الدم العراقي الزاكي وماتت فيهم نخوة العرب وشرف الرجولة وغيرة العراقي لذا فان قتل العشرات يوميا امر طبيعي ولا يستحق كل هذا العويل والصراخ والخيبة فالحياة والموت هبة رب العالمين والإرهاب عامل دولي عابر للحدود ليس لدى الحكومة العراقية والأجهزة الأمنية القدرة على إيقافه والتصدي له لذا فان كل الحوادث اليومية هي نتاج طبيعي للعوامل الخارجية وليس للحكومة من تقصير واضح او متعمد في هذا الأمر عليه فان من يقتل او يجرح يتحمل مسؤولية قدره وفضل من الحكومة معالجته او تحمل نفقات دفنه اما الشجب والاستنكار فالعراقيين لا يستحقونها لان الحكومة والقادة الأمنيين اكبر من ان يهانوا او يذلوا او تنكس رؤوسهم العفنة.قد يكون الشعب العراقي سببا مباشرا في ابتذاله واسترخاص دمه بما يجود به من قوافل شهداء وجرحى يوميا دون ان يطالب باحترام دمه والتوقف عن هتك حرمته من خلال مطالبته بتغيير القادة الأمنيين بما فيهم القائد العام للقوات المسلحة والوكيل الأقدم لوزارة الداخلية باعتبارهم راس السلطة ومثل هذه المطالبات تمت وتحققت في أسوء الدول وبأقل الخسائر بل ان حكومات تسقط وتتلاشى بسبب حادث دموي واحد ولا اعلم متى تقال او تستقيل الحكومة العراقية وقد أدمنوا لعبة التفجيرات اليومية.لا اعلم كيف ينظر القائد العام للقوات المسلحة والقادة الأمنيين إلى أرواح ودماء الشعب العراقي وان كنت اعتقد انها لا تعادل عندهم اي شيء بدليل استمرار مسلسل القتل اليومي وبدليل عدم تفعيل الجوانب الاستخبارية او تغيير الخطط الأمنية او محاكمة القادة الأمنيين المقصرين وبدليل بيع المناصب الأمنية العليا بمئات الآلاف من الدولارات وبدليل إعادة البعثيين وإقصاء المجاهدين وبدليل عدم تشريع القوانين والحقوق الخاصة بضحايا العمليات الإرهابية.توالت التنديدات الخارجية وصمتت حكومتنا صمت اهل القبور اتعلمون لماذا لان الاطراف الخارجية تنظر الى العراقيين من عيون نظرتها الى شعوبها اما حكومتنا فتنظر الينا وكاننا حشرات او موجودات جاءت من العدم وتتمنى لو تتخلص منهم باي طريقة واي ثمن.
https://telegram.me/buratha