المقالات

أحـــــلام ميتـة

547 11:37:00 2013-06-18

المهندس علي العبودي

الإمبراطوريات التي حكمت العالم طولا" وعرضا" , لا تحدها الحدود الدينية والقومية والمذهبية.. في بسط نفوذها الفكري والاستبدادي , وبأنوف مرغله بالرمال للبلدان المستسلمة , ولمرور عقود من الزمن لانفصال واستقلال الدول المختزلة لهذه الإمبراطوريات , أو المتحررة بشموخها , الا ان الأدوار مازالت قائمة بين الجلاد والضحية , والسيد والعبد , والمنتج والمستهلك , فالشيطان لا يراوح في مكانة بل يتغير مع مرور الزمن , فالصراع من اجل البقاء لم يقتصر على الحيوانات المفترسة فحسب , لتعلو كفتة للحيوان الناطق( الانسان ) , كالصراع بين الاحزاب , والصراع بين الكيان الغاصب والاحرار في العالم , والصراع الاشد .. هو ذلك المكنون داخل النفس البشرية .

ان المرتكــــز الذهنـــي لثقافـــــة التسلط والهيمنــــة العثمانيـــــة.. يراد له ان يولـــد من جديد على يد السيد رجب طيب اردوغان , بالتناغم مع اللقيطة العربية القطرية .. ذوات الصبغة الإخوانية , للتآمر على بعض دول المنطقة الإقليمية .. التي لا تعرف لغة الركوع , والخضوع , والخنوع لمحور الشر وأذنابه المنتشرة هنا وهناك .. لتمرير المشروع الصهيوني في المنطقة الإقليمية , فالمنهج المرسوم لقيادة المنطقة الى المجهول .. هو برنامج خطط له في أورقة الغرف المظلمة في البيت الأبيض , ليمضي عبَر الدمى الكارتونية المتسلطة على رقاب الشعوب ..التي لا تغادرها ثقافة (المفعول بها) باستسلامها المطبق , لضمان سلامة الكيان الغاصب .. هذا السرطان الذي غرس في جسد الامة العربية , فتركيا اليوم تقدم الدعم المخابراتي واللوجستي في سوريا ,

 اما امدادات السلاح فهي صهيونية المنشأ , قطرية الفتوى , والا ماذا يفسر غض الطرف التركي والغربي والعربي !! للممارسات الهوجاء.. للقاعدة في العراق ولجبهة النصرة الإرهابية في سوريا التي تتبنى .. القتل والتهجير والتفخيخ والتمثيل بالأجساد المغدور بها .. فحفر القبر للصحابي الجليل حجر بن عدي , والهجوم المسلح على ضريح العقيلة زينب عليها السلام , والسيدة رقية , وتهديم مقام نبي الله ابراهيم علية السلام الذي عوقب لا لسنيته أو لشيعتيه بل لقوله حنيفا" مسلما" , فغليان المشاعر الطائفية وأيقاظ الليوث النائمة (برغبتها) , وهو الهدف المشؤوم لقوى الاستكبار العالمي الذي .. يدعم وبقوة الأنظمة العلمانية , الا ان هذا الدعم توقف من علمانية الاسد .. وبالتالي تتأمر على اسقاطه , كونه الداعم لخط المقاومة التي تواجه الاستكبار العالمي المتمثلة بحزب الله الذي بذكره نطأطأ الرؤوس , فالتباكي على مصالح الشعوب و دعم المتظاهرين ..هي شعارات لا أساس لها .. لتكشف عورتها الأحداث الجارية في تركيا , فالاحتجاجات العفوية التي اندلعت في ميدان تقسيم وسط اسطنبول .. لرفضهم قلع الأشجار وبناء مَعلم تجاري بدلا" عنها , ليتطور الأمر بسرعة الضوء .. لينادي بأسقاط النظام الحاكم وسقوط مئات الجرحى نتيجة للاستخدام القوة المفرطة لقمع المتظاهرين .

أن التآمر على الاسلام بأسم الاسلام , ورفع المصاحف على الرماح , ليس ابتكارا" تكنلوجيا" يشار الية بالبنان للجارة المسلمة .. التي تربطنا بها علاقات تجارية متميزة , لهذا الإحسان .. يدفع الثمن لمطلقي النعرات الطائفية للأصوات الشاذة في العراق وإيواء كبار الطائفيين , والتعاقد مع الشركات الصهيونية لإقامة السدود للمياه الواصلة الى دجلة والفرات , فالولوج بالنهج التركي الطائفي له عواقب وخيمة على العراق ولبنان وسوريا , فما لم تتوحد الرؤى والكلمة للقادة السياسيين في البلدان المستهدفة.. فالعثمنة ستكشر عن أنيابها من جديد , مما نأسف له هو التفكير في استثمار الأحداث الجارية في تركيا للضغط على الحزب الحاكم اقتصاديا" وسياسيا" لتحجيم أطماعه التوسعية , فمصائب قوم عند قوم فوائد كما يقال , ولهذه الأحلام الميتة نقول .. ان عقارب الساعة لم ولن تعود للوراء ..للإمبراطورية العثمانية التي اصبحت على الرفوف المتربة .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك