المقالات

الديانة التركية..!

544 22:39:00 2013-06-18

خلال عام واحد يمتد من أواخر عام 1916 الى أواخر عام  1917 أعاد الغرب الأستعماري رسم خارطة المنطقة العربية الى شكل، "بقاياه " هي التي نحن في صورتها الآن..

في عام 1916 كانت سايكس بيكو المعاهدة الأستعمارية الشهيرة بين القوى الغربية التي تقاسمت المنطقة بينها..وفي عام 1917 كان "وعد بلفور" الذي منح الغرب به أرضا لا يملكها، لليهودي روتشيلد معتبرا أنها  أرض بلا شعب..! الكبار بعمري كانوا يخرجون في شهر تشرين الثاني من كل عام محتجين على وعد بلفور..آخر مرة خرجنا فيها للأحتجاج كانت ربما في العام 1968، وبعدما جاء الحكم البعثي للعراق لم نعد بحاجة للأحتجاج، فقد بدأنا مرحلة الأحتفالات بالصمود والتصدي و أناشيد "الله أكبر" و"والله زمن ياسلاحي" و"موطني " وفلسطين عربية فلتسقط الصهيونية..!

وخلال قرن كامل وبعد خروجنا من أسر الأمبراطورية العثمانية لم نستطع التخلص من هذا الأسر!..فمع أن الدولة العثمانية والتي كان الغرب الأستعماري يطلق عليها تسمية "الرجل المريض" قد ماتت، وحلت محلها الجمهورية التركية العلمانية التي خلعت الطربوش ولبست القبعة الغربية، تلك الجمهورية التي أسسها اليهودي أتاتورك ( من يهود الدونمة) ، إلا أن المنطقة العربية لم تستطع التخلص من آثار 500 سنة من ألأحتلال التركي...وتتذكرون أو لعلكم قرأتم أن رئيس وزراء المملكة العراقية عبد المحسن السعدون، والذي ما زلنا نحتفظ له في قلب بغداد بتمثال في شار ع يحمل اسمه، لم يكن يحسن التحدث باللغة العربية أو الكتابة بها مع أنه عربي من أسرة عربية عريقة في لواء المنتفك ـ الناصرية لاحقا ذي قار تاليا..!

الحقيقة أن آثار الأحتلال التركي ليس من السهل إقتلاعها، فهي آثار تغلغلت في عمق ثقافة جزء كبير من شعوب المنطقة، وكان الأتراك وعلى الرغم من غطرستهم وعنادهم وبطشهم، إلا أنهم قرأوا التاريخ جيدا، وفعلوا ما فعله كل المحتلين على مر التاريخ..فلقد دانوا بدين أغلبية السكان، مطوعين المفردة الدينية في خدمة مصالحهم وثقافتهم...

والنتيجة أن العرب تخلوا عن هويتهم الدينية والقومية لصالح الهوية القومية والدينية للمحتل التركي، ولقد كان تخليا بإطار مذهبي بأضيق صوره، إذ أن الغازي التركي كان مجتهدا في تطويع مذهب السكان لصالحه، فتولى الخلافة التي كانت منحصرة بقريش وفقا لنص لا لبس فيه تواتره كل المسلمين،الى صناعة نص جديد يجوز له أن يحكم بأسم الخلافة ألسلامية، هذا الأسم البراق عاطفيا ودينيا.. فتشكيل مذهب جديد بعنوان قديم..!

الغريب في الأمر أن الدولة التركية كانت تتسابق مع الدول الأخرى على الأعتراف بأسرائيل كـ «دولة يهود العالم»..لكن العرب بقوا على الدين التركي...!

كلام قبل السلام: عشية الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى والتي امتدت من العام (1914 - 1919) يعاد رسم خارطة جديدة للمنطقة العربية تتوائم مع المصالح الغربية وتلبي طموحاتها  وتؤمن بقاء وتسيد الدولة العبرية الى الأبد، وبرعاية الدين التركي القديم الجديد ..

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك