مديحة الربيعي
عشر سنوات مضت بعد عام 2003 لم يعرف فيها المواطن العراقي طعم الراحة ولم تخلو ساحات بغداد من السيارات والعبوات المفخخة , ولم يمر على العراقيين صباح الا وأصطبغت الشوارع بدماء الابرياء , وغصت المستشفيات بالجرحى وأزدحمت سرادق العزاء في الأزقة, فما يعيشه البلد هو نتيجة لأسباب عديدة أهمها الصراعات على المناصب والكراسي ,واتباع سياسة التفرد في اتخاذ القرارات وتهميش الشركاء ضمن العملية السياسية, واستخدام الدسائس من اجل الايقاع بالآخر, اسباب عديدة تقود لنتيجة واحدة هي السير نحو الهاوية وان يكون المواطن هو الضحية في وسط دوامة الازمات التي لاتعرف النهاية واصبح الواقع في العراق مشابها لأ وضاع بعض الدول الافريقية التي تعاني من حروب وصراعات واصبح القتل وفقدان الامن جزءا" من حياة مواطنيها ,بالإضافة الى نقص الخدمات وتردي الاوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر, لكن الفرق بين العراق وافريقيا هو الثروات الي تزخر بها ارض العراق , اذ يعيش ابناء هذا البلد على ارض يوجد تحتها اكبر احتياطي من النفط في العالم , وميزانية العراق التي تزداد عاما" بعد آخر خير دليل على ذلك حتى وصلت 120 مليار , وهي الدليل الوحيد على ما يبدو لدى المواطن على اننا نعيش في بلد نفطي, فمردود الواردات النفطية لاينعكس على حياة الناس بل ان المفارقة هي ان العراق لحد الآن يعاني من معضلة الكهرباء, واصبحت الوعود بالقضاء عليها جزءا" من الدعاية الانتخابية التي يلوح بها المسؤولين لشعب يفتقد لأبسط مقومات الحياة, بالاضافة الى الفساد الاداري الذي ينخر مفاصل الدولة اذ وصل الامر لمرحلة التلاعب بأرواح الناس في صفقات اجهزة كشف المتفجرات, وصفقات الخدمات الوهمية التي انتهت بغرق العاصمة بغداد, والقائمة تطول وتطول, ورغم كل ذلك نسمع من يتباكى على بغداد ويذرف دموع التماسيح بدعوى انها ستصبح طعما" سهلا" بأيدي المليشيات وفرق القتل , وكأن الواقع قبل الآن كان على اكمل وجه, من ناحية الخدمات وتحقيق الأمن والانجازات العظيمة! نسي من يتحدث بهذا الحديث ان الموت بالجملة أصبح سمة بارزة ومن يوميات اهالي بغداد والعراقيين جميعا", وان الخدمات تكاد تكون معدومة بسبب الفساد الاداري ومسلسل السرقات الذي تعددت اجزاؤه وفصوله فما اغرب ان يبكي الجلاد على الضحية !لكن هذا البكاء ليس على بغداد بقدر ما هو شعور بالخسارة وبداية النهاية للأستحواذ على المناصب , فكل هذه الاصوات بدأت تعلو بعد تشكيلة مجالس المحافظات الجديدة التي جمعت أغلب مكونات القوى السياسة التي تمثل اطيافا" مختلفة من ابناء الشعب العراقي, ولتمثل بداية شراكة حقيقة لجميع الاطراف , اما من يذرف دموع التماسيح على حال بغداد والعراق ,فقد بدأ يشعر أن زمام الامور بدأ يفلت من يديه , وخيوط اللعبة بدأت تنقطع واحدا" تلو الآخر, لتسدل الستار على سياسة التفرد والتهميش والاقصاء ولتعلن عن بداية سياسية تؤمن بوجود الآخر, وتحتوي جميع مكونات الشعب العراقي
https://telegram.me/buratha