جواد العطار
سجلت الانتخابات الرئاسية الايرانية التي جرت في الخامس عشر من الشهر الحالي درسا مهما ينبغي ان نتعلم منه ، لانها ثبتت الكثير من المؤشرات الايجابية التي تحتاج الى دراسة وتقييم تنتفع منه تجارب العراق الانتخابية ليس على سبيل المقارنة فقط بل وسيلة اطلاع وفائدة ومحاكاة وتطبيق ، ومما يحسب لذلك النظام ولتلك الانتخابات : اولا - المشاركة الواسعة : التي مثلتها نسبة 72 % من مجموع المقترعين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات ، يؤشر نسبة مرتفعة جدا قياسا بالتجارب الانتخابية الايرانية السابقة ، والتجارب الاقليمية بل واعرق الديمقراطيات حتى العالمية منها . ما يؤكد ثقة الناخب الايراني بمجمل النظام السياسي وشخوصه ومؤسساته ، ورضاه الكامل عنها . ثانيا - التعددية والتنوع : مثلته اتجاهات وتوجهات المرشحين الستة لتولي الرئاسة بين محافظين واصلاحيين ومستقلين ، ليؤكد شفافية العملية الانتخابية بكافة حلقاتها ومراحلها .. وخلوها من اية تدخلات غير قانونية .ثالثا - التداول السلمي الناجح للسلطة : آلية قادها المحافظين الذين مثلهم الرئيس السابق احمدي نجاد لدورتين متتالتين بتنازلهم السلس والديمقراطي للاصلاحيين الممثلين اليوم بروحاني ، بشكل اكد بما لا يقبل الشك ان الخيار والاختيار والقرار هو للشعب؛ ولصناديق الاقتراع فقط .. وليس للزعماء السياسيين او الوسائل غير الشرعية او الدعم والتدخل الجبري .. كما ادعى البعض عن وجود دعم ديني او رسمي او حكومي لجهة المرشح ب مثلا ؛ على حساب باقي المرشحين الستة .رابعا : سلامة نظام الولي الفقيه : وبراءته من اية اتهامات؛ ( غربية وخارجية ) او تدخلات لصالح شخص او تيار معين؛ بوقوفه مراقبا نزيها ومحايدا .. يؤكد نجاح هذا النظام وتأثيره الايجابي على كافة اطراف العملية الانتخابية من ناخبين ومرشحين وهيئات ادارة انتخابية ومراقبة مدنية ، ويفند ما يشاع حوله من سلبيات او تدخله في الانتخابات ، لان النتائج اثبتت ان كل ذلك ليس الا مجرد افتراءات واشاعات لا دليل او اساس لها من الصحة .الفقرات الاربعة اعلاه ، تؤكد ان ايران بخير وتجربتها الاسلامية بخير وتطور ورقي وازدهار.. لانها اختارت طريق الحوار البناء والمثمر بين مكوناتها واجنحتها السياسية والحزبية ، مثلما اختارت طريق التداول السلمي للسلطة وحافظت على نبذ واضح للعنف في الاداء السياسي مع خطاب اعلامي شفاف يستمد قيمه من التأريخ الاسلامي المليء بقصص التسامح؛ وقبول الآخر رغم الاختلاف معه . وذلك بالضبط جل ما نحتاجه في العراق من السياسيين والمواطنين والاحزاب والهيئات الدستورية المستقلة وكافة الوسائل الاعلامية ، محاكاة التجربة او الاستفادة من ايجابياتها حتى نرى استقرارا امنيا وسياسيا وتجربة ديمقراطية قائمة على اسس سليمة وصحيحة تنعم بها اجيال الحاضر .. قبل المستقبل .
https://telegram.me/buratha