علي عباس الشطري
ربما لا تعني البعض مفاهيم المرحلة التي تلت سقوط نظام البعث واستحقاقاتها وما ترتب عليها من تضحيات دفعها الشعب العراقي والتي نعيش جزءا كبيرا من تفاعلاتها على الارض اليوم وهو ما يقودني للحديث عن محافظتي المنكوبة المبتلاة باشباه المنظرين المنبطحين امام بغداد بكل ما عنته ورمزت له من استحواذ على القرار وتهميش لها ولابنائها الذين رفعوا اصواتهم عالية بعد مهزلة تشكيل الحكومة المحلية التي ولدت بدورها ميتة تابعة راكعة لقرار المركز الذي ظلمها كثيرا ومجددا بفرضه لعبة اعادة الوجوه القديمة من شباك الاستحقاق الانتخابي, ذي قار التي صوتت وانتفضت لتبعد اركان الحكومة المحلية السابقة لانهم لم يقدموا لها ما كانت تنتظر هاهم اليوم يعودون ليعيدوا نفس المأساة الفرق ان جهتين او قائمتين كانتا تهيمنان على المشهد السابق واليوم هناك اكثر من عشرة احزاب تنتمي لاربعة قوائم الملفت ان أي حزب او كيان لم يجمع منصبين وهو ما يعني ان احدا لن ينبس ببنت شفة حتى مع فساد المنظومة او جزء منها وبعبارة ادق (الكل ياكل ويوصوص) وهو ما اثار حفيظة المواطنين وجعلهم يندمون لانهم وضعوا ثقتهم بمن لايستحقها ظنا منهم ان الخارطة الجديدة ستكون متنوعة ومنوعة وجديدة وعندها برنامج رصين لكن الواضح ان شيئا من هذا لن يحدث ايضا بسبب التكالب على المناصب وسعي كل طرف لشغل مكان في المحافظة او غيرها وهو ما رايناه مع اصرار اتباع حزب الفضيلة على مناصب بعينها ثم قبولهم بمناصب ادنى كمعاون محافظ ذي قار الفني لانهم اصابوا كعكة الديوانية وتسلموا منصب المحافظ فيها ناهيك عن بدر وما حصدته من مغانم فبعد ارتماء وتبعية غير مبررة لحزب الدعوة يعلن امينها العام انه حقق المكاسب بائتلافه مع المالكي وسيحصل على منصب محافظ كربلاء ليتوجه مع الشهرستاني لمباركة الصفقة من هناك ,هذه الجوانب وغيرها جعلت المواطن يرفع صوته معلقا عبر منبر او موقع تواصل اجتماعي وحتى في الشارع الذي انتظر التشكيلة الجديدة وقد استقبل الامر وكأنه مصاب جلل لانه لم يكن يتوقع ان تتسافل الكتل وتصل الى هذه النتيجة البائسة فهناك لغط حول شخصية المحافظ الذي ساومت كتلته كل الاطراف وكانت قد حسمت امرها بعد ان حصلت على من يدفع اكثر والغريب ان الاتفاق والالتزام الاخلاقي لمن يفاوضون باسم الكتلة (التضامن) كثيرا ما كان يردد عبر منبر الجمعة فاين هي الوعود والعهود التي قطعوها لمن كان في الفريق المقابل وقد برروا عدم تحالفهم باشتراطهم مشاركة كتلة دولة القانون لكنهم قبلوا بان يهمش الاحرار والمواطن ولا نعلم لماذا يقبلون بذلك وهل ان هناك وحي او نص يفرض مثل هذه المعادلات يا من تدعون التدين واحترام خيارات الناس . امور كثيرة حصلت وربما اخرى ستحصل لكن النتيجة التي اريد ان اضعها في تصور من يهمهم امر الوطن ومستقبله ان العراقي في ذي قار فقد الثقة بالنظام الديمقراطي والانتخابات كاداة للتغيير لان هناك من يمتلك المال وهو اسلامي حسب ادعائه ليرشي من يدعي انه ينتمي لدين ومذهب وقيم واخلاق ويقبل منه ذلك وهناك من يمتلك السلطة ليفجر ويهدد باحراق كل شيء ثم يدعي انه طعن في الظهر حسب ما اعلنه كمال الساعدي الذي يدعي ان الاتفاق بين القانون والمواطن نقض بسبب عدم التزام الحكيم به وهو ادعاء فارغ وكاذب عموما .. ختاما نقول ان من يعتقد بخلوده وبقائه في السلطة للابد فهو واهم ومع ما رايناه وعشناه خلال الايام الماضية اعتقد ان لا مستقبل للمحافظة بمثل هذه التشكيلة الضعيفة الهزيلة ولمن اسسوا معادلة ظالمة بالالتفاف على خيارات الناس ومنع ممثليهم من تقديم الخدمة لهم عبر المناصب التنفيذية بعد حصولهم على المرتبة الاولى فيها نقول ان هذا لا يمنع الناس من مقتكم وكرهكم وستكرسون هذه الكراهية في نفوسنا اكثر فاكثر, لانكم لم تكونوا صادقين ولا مقنعين وستنتهي بكم السبل قريبا بعد ان تتضح وتفتضح كل اساليبكم غير المشروعة التي تتبجحون بانها استحقاق انتخابي وهو ما لا يصمد اما الواقع اذا عدنا واعطينا كل حزب او تيار ما يستحقه من اصوات ومقاعد .
https://telegram.me/buratha