سعيد البدري
ربما تناسى البعض ويتناسى مدى الظلم الذي يقع على الدين واهله بوجود علماء وبشكل اصح وادق من يسمون انفسهم علماء الدين في العالمين العربي والاسلامي هؤلاء واقصد الوافدين الجدد الذين جروا الويلات على الامة وشعوبها يدفعهم الطمع برضا الحاكم والجشع والنهم الذي اعتادوا ان يلمسوا من موائد هؤلاء الحكام في اغلب امارات وممالك الخليج المارقة ولعل شرهم الذي عايشنا جزءا كبيرا من تفاصيله وعشنا ردحا طويلا من فصوله يؤكد لنا بما لا يقبل الشك ان مشروع بني صهيون قائم ومتمثل بالفتاوى التي تطلق على طول الخط حتى قبل نجاح الثورة الاسلامية في ايران ولعل جذور التطرف الذي غذته إمبراطوريات الغرب بدسها لافكار غريبة لا تمت لديننا بصلة اتت ثمارها منذ اكثر من قرن بوصول الوهابيين و ال سعود الى الحكم لكن التكتيك الحالي الذي نريد الحديث عنه يعود الى زواج عقد بين السلفيين و اجهزة مخابرات دولية أبرزها CIA:: والموساد منذ ثلاثة عقود تحديدا بعد دخول السوفييت لأفغانستان او ما سمي بنشوء كيان الجهاديين العرب او الأفغان العرب الذين تطوعوا للقتال نيابة عن امريكا والغرب لقتال الزحف الشيوعي هناك والحقيقة ان هذا الزواج استمر ليعبر عن عمقه وقبحه باعتبار الدوائر الغربية الاسلام عدوا مفترضا يمكنها مهاجمته في أي وقت ومكان وهذا نتاج مجمل العملية التي خطط لها منذ العام 1905 أي قبل اكثر من قرن طبعا و انا لا ادعي ان الذين عملوا على انتاج هذا الاسلام الهجين المتمثل باسلام السلفيين والوهابيين كانوا ينتظرون نتائج كالتي تحققت اليوم او انهم رسموا السيناريو الذي يمثل بهذا الشكل بكل تفاصيله لكني اجزم ان الوصول لهذه اللحظة التي يعتبر فيها الاسلام عدوا واجب الحرب كان مطروحا وبقوة في مؤتمرات لوزان وسان ريمو وحتى في اتفاقيات كاتفاق سايكس بيكو ولعل هذا التحالف الخفي المريب اخذ يضرب بقوة في البنية التي يقوم عليها الاسلام قبل وبعد احداث سبتمبر ايلول وما تلاها بسقوط نظام البعث في العراق والعمل بمبدأ الفوضى الخلاقة التي اعتمدتها اجهزة المخابرات الأمريكية ومهدت لها قطعا بسلسلة عمليات في السعودية واليمن وباكستان وافريقيا وحتى اوربا وصولا لمخطط خلق الضد النوعي بعد فشل الكيان الاسرائيلي بحسم حربه مع حزب الله خصوصا بعد حرب تموز العام 2006 والتي حتمت نتائجها قطع الطريق على أي تعاطف شعبي مع هذا الحزب وقياداته وكان المخطط المزعوم الذي اريد له ان يحدث الثوران , هو اعلان ثورات ربيع عربية او هكذا سميت لايجاد كيانات وحكومات نائبة عن الخليجيين في المنطقة مدعومة منهم تفكر بطريقتهم تستقطب الشعوب وتوجهها باتجاه استعداء حزب الله والداعمين له على اساس طائفي وهو ما رايناه عمليا خلال حرب سوريا فحماس مثلا و التي كانت تشكل حليفا انقلب قادتها تحت تاثيرات المال والتسويات والمصالحة وعودة الدعم العروبي وضغوطات الاعلام الذي صور الامور على انها حرب مقدسة تستهدف الوجود السني وحتى مع خطاب حزب الله غير الطائفي الذي يعتبر اعداء اسرائيل اصدقاء له لم يكن هذا كافيا لان السلفيين ومن ورائهم كل القوى التي ذكرناها جيشوا واعدوا العدة ليعودوا في مقدمة المشهد بعد ان اثبتت المقاومة فاعليتها لذلك فهم يخوضون في سوريا اليوم معركة مصير ووجود وبقاء وعدوهم في كل ذلك حزب الله وايران ولولا بعض الاعتبارات لشاهدنا امورا اخرى لايمكن ان تكون الا عمالة مباشرة لاسرائيل وان كانت كذلك لكنها بصورة غير مباشرة .. عموما ان فتاوى من يسمون انفسهم علماء في العالم العربي وتحريضهم على حرب حزب الله واعلانهم الجهاد يعتبر انحدارا كبيرا في وادي الفتنة ورأس الحربة في كل ذلك الانظمة الجديدة التي تتأثر بالمال ومطامع النفوذ فالخليج بحكامه يريد هذا ولايمكن لمرسي وغيره الرفض والا وقعوا في مأزق الحصار ناهيك عن مشاكل الداخل ومع رفضهم فان حروبا داخلية طاحنة ستندلع في بلدانهم وهذا لايعني انهم براء من فكرة محاربة المقاومة بل بالعكس تماما لكن مهمتهم الحالية هي سحب التأييد الشعبي في بلدانهم لحزب الله وانتصاراته ونهجه المقاوم الذي ظهر كبيرا قبل واثناء وبعد حرب تموز يقابل كل ذلك صبر مرير وارتفاع كبير لمراجع الشيعة الذين لم يعلن احدهم جهادا او يدعو للقتال او الاقتتال حرصا منهم على وحدة الكلمة وحرمة الدماء الا في حال الدفاع عن النفس وهذا يعني حتما انهم لا زالوا يتخذون طريق الوحدة ومحاربة من يشق عصا المسلمين منهجا والفرق بين الموقفين يثبت مدى تمسك كل فريق بمتبنياته و اننا مقبلون على خطوات تصعيد ومسلسلات تخوين ينبغي الحذر منها وعلى مجاهدي حزب الله وقياداتهم ان يكونوا كما عهدناهم رجال مواقف ومبدئية لا تغيرها المطامح ولهم نقول لقد اثبتم مرة اخرى انكم كبار والقادم هو استهدافكم من الداخل وممارسة ضغوط سياسية واعلامية تستهدف مبدأكم هذه , لذلك فنحن معكم ليس لانكم اقوياء في مواجهة مخططات الكيان الاسرائيلي والغرب بل لانكم تمثلون الحق في هذه المواجهة الذي استخدم الدين ومن يسمون انفسهم علماء وحكومات فاجرة مثيرة للفتنة وكل شذاذ الارض في الدفاع عن قضيتكم التي ضحيتهم بكل شيء من اجلها ولانكم تحتاجون من يقف معكم لبيان احقيتكم فنحن معكم نبارك خطواتكم ونتمنى ان ترفع هذه الغمة وتخطىء سهام اتباع الشيطان وتخرجون منتصرين في هذه المواجهة التي ستمنحكم القوة والثقة لمواجهة اعداء الله واعدائكم .اما معسكر النفاق والفتنة فمصيرهم المحتوم سيكون الاندحار والهزيمة وسينتهي قريبا وقريبا جدا انشاء الله ( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ) .
https://telegram.me/buratha