لا اعرف لماذا يتحدث الدعاة دائما عن نظرية المؤامرة بينما نجد انهم اول من يتخذها اسلوبا لضرب اعدائه المفترضين ولعل هذا الامر هو شعور بالنقص المفرط بالنفس و حقيقة لا اريد ان اقلب اوراق الماضي واتحدث عن مؤامراتهم ضد اخوتهم في الدين والمذهب ولكني اسوق مثالا بسيطا عما جرى بعد ان اصدر سماحة اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريفة فتوته المشهورة بحرمة الانتماء الى حزب الدعوة , انبرى عدد من الدعاة ليتخذوا جدران قم ومشهد وسائل ليكتبوا ما يشاؤون من كلمات وضيعة غايتها التسقيط فكانت عبارات (( محمد باقر الصدر ابن الدعوة العاق )) تمثل اقصى درجات الانحطاط ودليلا على افلاسهم .
ولذلك لا عجب ان يقوموا بالتجاوز على قادة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي هو عدوهم اللدود الى درجة انهم لا يهاجمون الطاغية المقبور صدام حسين بمثل ما هاجموا المجلس الاعلى وقادته .
واستمر نهج الدعاة على هذه الشاكلة الى ما قبل سقوط الطاغية المقبور صدام حسين بشهر تقريبا عندما رفضوا المشاركة بمؤتمر لندن ووصفوا كل ما شارك فيه انهم عملاء وخونة وشكلوا مع الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث العربي الاشتراكي فرع سوريا ثالثا حاولوا من خلاله النيل من كل الاحزاب العراقية المعارضة وكان في مقدمتهم بالطبع المجلس الاعلى الاسلامي العراقي .
ولولا دعوة شهيد المحراب سماحة اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم رضوان الله تعالى بعد سقوط الصنم لحزب الدعوة والحزب الشيوعي العراقي للمشاركة ونسيان كل المشاكل السابقة لكان الدعاة من الماضي حيث لا قواعد شعبية لديهم في العراق ولا موطأ . ولعمري كانت دعوة شهيد المحراب رضوان الله تعالى عليه بمثابة طوق نجاة لحزب الدعوة الاسلامية فانتهزوا الفرصة من خلال اللسان اللعوب من الدخول الى الشارع العراقي .
وما ان وطأت ارجلهم حتى بدأوا بالتصريحات والمقالات والتثقيف التسقيطي الذي هو اساسا موجود في النظام الداخلي للحزب واخذوا يسابقون الزمن من اجل لملمة شتاتهم ويعودوا مرة اخرى ليناولوا من الحزب الفلاني او من القائد الفلاني .
فكانت مشكلة ابراهيم الجعفري بتمسكه برئاسة الوزراء على الرغم من رفض الكتل السياسية التعامل معه في تشكيل الحكومة بمثابة القشة التي قصمت ظهر حزب الدعوة في اول اختبار له وما ان راوا ان الجعفري سوى يجعلهم بالحضيض حتى سارعوا بعقد اجتماع داخلي وطردوه من رئاسة الحزب في ليلة ظلماء . وانتخبوا نوري المالكي رئيسا لهم بعد ان تسلم منصب رئيس الوزراء واعتبروه الدجاجة التي تبيض ذهبا لهم فازدهر في ولايته الفساد الاداري الذي ينخر في جسد الدولة العراقية حتى اصبح من اوائل الدول في الفساد الاداري .
وخلال ولاية المالكي ظهرت اسماء عديدة لم تكن اصلا معروفة في اوساط المعارضة العراقية او لنقل لم تكن مشهورة ولعلها كانت بالخط الاخير في حزب الدعوة واقصد تنظيم المالكي بالطبع ومن جملة الاسماء التي ظهرت على الساحة هو كمال الساعدي .
كان يعرف نفسه بانه داعية اسلامي نذر نفسه من اجل العراق ومن اجل الاسلام وهذا شيء جميل ولكن المشكلة تكمن في هذا الرجل انه يسقط كل من يعارض افكاره ومنطلقات حزب الدعوة كما يسمونها الدعاة ويتهم الاخرين بانهم يحيكون المؤامرات ضد الحزب . فكانت تصريحاته ضد الاكراد والسنة العرب خير دليل على ذلك حتى انه اختلف مع اعضاء حزب الدعوة واختلف مع المالكي في كثير من القضايا وسبب له احراجا كبيرا على اعتبار انه احد قياديي الدعوة وعضو في دولة القانون
فاختفى لبرهة من الوقت واعتزل التصريحات المسمومة ضد هذه الكتلة او تلك الى ان جاء موعد انتخابات مجالس المحافظات فظهر بعدها وصرح بكلام ليس مستغربا منه حيث قال ان من نكث العهد ومن طعن ائتلاف دولة القانون من الخلف هو المجلس الاعلى ابتدأت في قضية البصرة وكان حديثه هذا تعقيبا على الاتفاق المبرم بين السيد عمار الحكيم ورئيس الوزراء نوري المالكي وكيف ان عقد التحالف انفرط بين الاثنين متهما المجلس بانه هو من نكث بالعهد مستندا على وقائع ودلائل .
وانا حقيقة ابدا من جملة استناد الساعدي على الدلائل والوقائع فاقول له اننا لدينا وقائع ودلائل وبالصوت والصورة ايضا . ولعلي اذكرك بالاتصال الذي حصل بين المفاوضين حول محافظة البصرة وكيف انكم لم تتمكنوا من انتخاب مرشحكم عن المحافظة حيث تم تقديم ثلاثة مرشحين وهم من بدر وحزب الدعوة والمستقلين وعجزتم من انتخاب مرشح لكم
وبداتم تناورون وتكذبون على المجلس وذهبتم من دون علمه واتصلتم بكتلة الاحرار مع العلم انكم ذكرتم لقادة المجلس انكم لا تريدون ان يحصل التيار الصدري اي منصب فرفض السيد عمار الحكيم هذا الامر جملة وتفصيلا وطالب بان يشارك الجميع
لذلك اضطر ائتلاف المواطن ومع قرب انتهاء المهلة القانونية للتصويت على اعلان تحالف البصرة اولا الذي يتكون من 19 عضوا, والذي قدم مرشحا متفقا عليه هو الدكتور ماجد النيصراوي من ائتلاف المواطن...
ومع اختلافكم في الامر تم عقد اجتماع طارئ وعاجل لحسم المحافظات, واصريتم ان يتم الحسم في البصرة اولا ... فقيل لكم انكم لم تعينوا محافظكم في البصرة الى الان فكيف يتم حسمها ؟؟؟!!! قلتم انكم ستقدمون محافظا عن دولة القانون بشكل مركزي وعلى ائتلاف المواطن الالتزام بالتصويت له حتى مع عدم التزام بقية اطراف دولة القانون في البصرة!!!
فقالوا لكم حتى لو التزمنا بذلك فانه لن يحقق النصاب القانوني ابدا خصوصا مع افتراق دولة القانون فيما بينها...بقية التحالفات في مكانها تراوح على امل ان يتم حسم موضوع البصرة... في اثناء هذه الفترة حصلت تحالفات من تحت الطاولة من قبل ائتلاف دولة القانون وبدأتم بالتحرك على الاخوة في الاحرار لكي تستميلونهم لصالحكم وتشكيل مجالس المحافظات بمعزل عن ائتلاف المواطن!!!
ولكن بعد معرفة اللجنة المفاوضة في ائتلاف المواطن بهذه التحركات تم ابلاغ سماحة السيد عمار الحكيم بالامر لكي يتم معرفة دقته من الاستاذ نوري المالكي شخصيا... وفعلا حصل اتصال بين السيد عمار الحكيم وبين الاخ المالكي, تخلل الاتصال بعض العتاب في موضوعة تحرك الاخوة في دولة القانون على بقية الكتل من دون علم ائتلاف المواطن وهذا خلاف الاتفاق
. برر المالكي هذه التحركات بان المواطن اعلن في البصرة تحالف البصرة اولا وتم ترشيح محافظ من المجلس الاعلى وهو خلاف الاتفاق...وكان جواب السيد عمار الحكيم انهم الى الان ملتزمون بالاتفاق السياسي والدكتور ماجد النيصيراوي ملتزم بالاتفاق المركزي وانه لا يمكن ان يتصرف خلاف اتفاقنا,
وقال له السيد عمار الحكيم بالنص: انا عمار الحكيم اضمن لك ان نصوت لمرشحكم ,لكن ارجو الاسراع في تحديده وحسم الصراعات فيما بينكما... وقال له ايضا: ان اي خلاف لما اقوله فانا مسؤول لك عن ذلك واضمنه بضمانتي...
اجاب الاخ المالكي بعد ان انتهت كل الحجج لفض الاتفاق : سيد عمار انا اتكلم معك بصراحة, انا لا استطيع السيطرة على كل الكتل السياسية المنضوية في ائتلاف القانون فكلها كتل طامحة وتريد مواقع والحقيقة انني لا استطيع ان التزم باتفاقنا...
فارجو ان تتم الاتفاقات محليا وليس مركزيا مع الحفاظ على تحالفنا داخل المحافظات ولقد اوصيتهم بان يكون ائتلاف المواطن هو خيارهم الاول, ونحن نبقى اخوة واعزاء ويبقى تحالف دولة القانون والمواطن تحالفا استراتيجيا...
اخبر السيد عمار الحكيم الاخ المالكي باحترامه لقراره وكان بودنا لو بقينا في تحالفنا المركزي لكن بما ان الظروف قاهرة لديكم في ائتلاف القانون فنحن نقدر حجم هذه الضغوط وسنعمل على البقاء على تحالفاتنا محليا في كل محافظة على حدة وطلب المالكي من السيد الحكيم عدم اخبار الامر لاي من قيادات ائتلاف دولة القانون حتى لا يقع في احراج كبير معهم قد يؤدي على انفراط عقد دولة القانون بالكامل
فهذا ما حصل في محافظة البصرة يا عزيزنا كمال الساعدي فكفاك كذبا ولو اردت لاعطيتك المزيد ولا تتصور ان الشعب سيصدقك فحبل الكذب قصيرا جدا فالحقيقة دائما تظهر مهما طال وقت ظهورها وبعدها نقول لعنة الله على الكاذبين .
علي محسن راضي الكربلائي
كربلاء المقدسة
https://telegram.me/buratha