المقالات

لماذا افتعلت دولة القانون ازمة ميثاق الشرف ؟؟

620 21:19:00 2013-06-19

عباس المرياني

لا يخفى على احد حالة الإحباط والانكسار والخوف التي غلفت واقع ومستقبل قائمة أئتلاف دولة القانون بعد اعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة والتي اظهرت تراجع كبير في مقبولية القائمة بين اوساط الشعب العراقي خاصة وان الانكسار والتراجع جاء بارقام مخيفة ومفجعة وصلت الى حد خسارة نصف المؤيدين واكثر في بعض المحافظات والقصبات وما زاد الطين بلة وزاد من مشاكل دولة القانون هو حالة التشظي وتوزيع المقاعد على الشركاء الذين مثلوا ارقاما كبيرة بالقياس الى ما حصل عليه دولة القانون فكان ان تعددت مصادر القرار وفقد المالكي هيبته ومركزيته... على خلاف هذا التراجع سجل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي تقدما مذهلا وجاء بأصوات مضاعفة بالقياس الى المشاركة الأخيرة جعلته في صدارة التيارات والكتل والائتلافات فكان هذا التقدم جرس إنذار الى الشركاء والأصدقاء والحلفاء والماسكين والحالمين.وفي موضوع ليس ببعيد عن خسارة دولة القانون لتقدمها هو انها كانت تتحدث بفلسفة الاغلبية في ادارة المحافظات غير ان هذه الأغلبية اطيح بها وتحطمت على صخرة تقارب النتائج بين المكونات الشيعية الثلاث وهي على التوالي المجلس الاعلى الإسلامي وتيار الاحرار ودولة القانون فكان عليها ان تعيد حساباتها وان توطن نفسها للتحالف مع احد المنافسين وقبل ذلك تعهدت بان تجعل المجلس الاعلى منظمة مجتمع مدني .خسارة دولة القانون جعلتها تعيد حساباتها في الإلية الجديدة التي يمكن من خلالها اعادة بعض ما فقدته من جمهور الناخب في محافظات الوسط والجنوب لان خسارتها للجمهور يعني انتهاء زمن السيد نوري المالكي الذي احترق بكامل اوراقه مع خصومه وحلفائه بعد تزايد وتصاعد الازمات وتوضحَ استحالة تحالفه وتوافقه مع العراقية والكرد والصدريين في الانتخابات القادمة عليه فان التشبث بامل الاغلبية من جديد هو الباب الوحيد الذي يمكن الدخول منه ،لكن كيف يمكن الولوج الى باب الاغلبية وقد اقفله المجلس الاعلى بما حصل عليه في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة واحتمالية تزايد اعداد المصوتين لائتلاف المواطن في الانتخابات النيابية المقبلة،هنا تفتقت ذهنية رجالات دولة القانون عن فكرة ميثاق الشرف والطعن من الخلف باعتبار انها مثاليات مهمة لا زالت تجد صداها بين أوساط ابناء الشعب العراقي وستكون مهمة ومؤثرة اكثر اذا ما انطلقت من جهة معروفة بالنزاهة والالتزام بالمواثيق وشرف الكلمة ومن هي الجهة الاكثر التزاما من المجلس الاعلى لهذا وجدها الدعاة فرصة للنيل من المجلس الاعلى والتشويش عليه واعتبارها مادة غنية ببروتينات الشحن والتاثير العاطفي لصالح المالكي وحزبه مع التاكيد على ان دولة القانون تعلم قبل غيرها ان مثل هذه القضية لو اثيرت ضد اي طرف اخر لن تكون مؤثرة كما هي بالنسبة المجلس الاعلى الذي يعتبر اب وراعي للعملية السياسية.لكن حداثة دولة القانون وافتقاده للخبرة لم تمكنه من حبك سيناريو الطعن وميثاق الشرف بصورة جيدة وفضحته مواقفه التي شكل من خلالها مجالس المحافظات فلو كان ائتلاف المواطن قد طعن دولة القانون لما سمح له المشاركة في البصرة وميسان وواسط وحتى بغداد عندما عرضوا عليه منصب المحافظ في وقت لم تمنح دولة القانون اي منصب للمواطن والأحرار في المحافظات التي نجح بتشكيلها خاصة في ذي قار والنجف وكربلاء والحلة بل زاد على ذلك عندما ابتدع بيع وشراء الذمم وهي خصلة رفضها ائتلاف المواطن في عدد من المحافظات.لن تكون كذبة خرق ميثاق الشرف وبدعة وبيع وشراء المقاعد غير تلك القشة التي ستنهي مستقبل دولة القانون لان ايامه تصرمت وانقضى اجلها ولن تنفع معها كل عمليات الترقيع والتجميل.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك