حيدر حسين الاسدي
قدم دولة رئيس الوزراء ومن خلال تشكيل مجالس المحافظات العراقية وسيل الانفراطات في عهوده ومواثيقه التي وقعها مع المواطن والاحرار نهاية حتمية لتجديد ولايته الثالثة في الدورة البرلمانية المقبلة .
فبعد ما كانت الأمور والاتفاقات تتجه لخلق حالة من القوة والثبات للتحالف الوطني لمختلف مكوناته وترسل رسالة قوية ان القوى الأساسية ما زالت متماسكة ومتحدة وتستطيع من تقديم خدمة للمواطن العراقي وتعيد له الأمل في رسم مستقبل جديد بعد عشرة سنوات عجاف فقدنا بها الاستقرار والتطلع .
يحاول دولة الرئيس من خلال سياسة النقض والتسويف والتهميش ، أدارة بلد متعدد الأطياف ومتنوع الاتجاهات لا يملك في قيادته الأغلبية المطلقة والمريحة لتسير أموره وتمرير قراراته ، بل يعتمد في أدارته للحكومة على عامل الزمن وإفرازات الصراعات كمفاتيح للحل ، والاستعداد لخلق أزمات جديدة تضمن له البقاء في الحكم لأطول فترة ممكنة تكون خالية من تقديم الخدمات والارتقاء وتحقيق وعود وضعت في برامج تشكيل حكوماته المتعاقبة والتنصل من الإيفاء بحجج التوتر السياسي والتصعيد الأمني وعدم تعاون الشركاء فيما بينهم .
وحتى لا يطول الكلام ويتشعب سأحدد حديثي في أمر التزام التحالف الوطني على مدى عمر الحكومة الثانية ونقض المالكي للعهود في أول اختبار . لقد كان للواجب الوطني والاستحقاق الانتخابي والتصدي للتحديات الإقليمية والنظرة الإستراتيجية البعيدة دور أساسي ومهم ومحوري لتشكيل حكومة السيد المالكي الثاني حيث وقفت القوى الوطني "الشيعية" ورغم التقاطعات في أطروحاتها وبرامجها ومنهجيتها وحتى مرجعيتها ، متحدة متفقه على ضرورة تولي السيد المالكي لمنصب رئاسة الوزراء للدورة الثانية وقادوا تحركات مكوكية إقليمية ودولية وصراعات خفية بين قوى كبيرة وأجبروا تحالفات سياسية على الرضوخ لقراراتهم والتصويت لصالح هذه الحكومة ولم يتخلوا يوماً من الدفاع عنها والانتقاد البناء لسياستها ومحاربة المافيات وعصابات الفساد التي تنخر في جسدها ليس حباً وعشقاً لشخص "المالكي" أنما حرصاً ودفاعاً عن ما يمثله دولة الرئيس من رمز لسيادة العراق .
ولعل دولة الرئيس يتذكر فليس بعيداً بيننا الفاصل الزمني عن تلك الايام الخوالي عندما تجمعت القوى السياسية في اربيل لتتفق على إسقاط حكومتك وسحب الثقة عنها ، ولا أجدك قد نسيت موقف من رفض وشجب وأدان هذه المحاولات وأعاد التوازن لحكومتك ولم يصوت لصالح أي قرار يزعزع الوضع العراقي ، ولم تنقضي بعد تلك الأيام التي رافقت التصعيد والوعيد والتظاهرات ضدك ووصلت الأمور لطريق مسدود ووقف لجانبك ذلك الأخ الذي لم يتنازل عن مبادئه ولم يترك ما تعاهد عليه وراء ظهره ليجمع الفرقاء ويعيد الشمل ويصلح ذات البين لتعود البلاد الى جادت الصواب والاستقرار، الا ان شكرك وثنائك عليه جاء سريعا وكبيراً عندما نقضت معه العهود وأبعدت عنه استحقاقاته ، وكلت له سيل الاتهامات والطعون فهل هذه السياسة التي تؤمن بها وهل هي صورة الشراكة التي تنادي بها في كل خطاباتك سيدي دولة الرئيس .
لا يمكن ان يدار العراق بسياسة التصعيد وتفقيس الازمات واصطناع الاعداء يا دولة الرئيس ، وأمامك التأريخ بنماذجه حيث فشل معاوية ويزيد والحجاج وحتى صدام من السيطرة والحفاظ على الملك وكسب حب الناس بالقوة والإقصاء .
اقولها وبمرارة وكم تمنيت ان لا أوضع بموقف كهذا وانا انتقد حكومة طالما تمنيتها في بلدي بعد سنين الظلم والجور انك تسير الى المجهول وتخطوا خطوات الفشل وتسرع نحو الهاوية فلا يغرنك المنصب ولا يسعدك من يسدي لك النصح الخاطئ فسرعان ما تجدهم قد رحلوا من حولك وتتحمل وحدك وزر ما يحدث وسوف لن يرحمك التأريخ وسطوره التي لا تمحى .
https://telegram.me/buratha