سالم مدلول الحسيني
إذا أردنا أن نتحدث عن شيء فلابد أن نُعرِّفه أولاً لان الحديث عن الشيء فرع معرفته ، وعلى هذا فالخيانة (أوالطعن بالظهر) هي انتهاك أو خرق لعهد مفترض أو الأمانة أو الثقة التي تنتج عن الصراع الأخلاقي والنفسي في العلاقات التي بين الأفراد أو بين المنظمات أو بين الأفراد والمنظمات. ويشتهر الشخص الذي يخون الآخرين بالغادر أو الخائن. ومن هنا فان أي تعدٍ أو انتهاك للعهود أوالامانات أو الثقة يندرج ضمن مفهوم الخيانة ولكن بشكل متفاوت لأن مفهوم الخيانة من المفاهيم المشككة وليست المتواطئة حسب مايعبر عنه المناطقة لأنه يساوق بالتشكيك معنى العدالة فخيانة شعب أو امة اكبر بكثير من خيانة صديق مثلا وذلك لما يترتب عليها من آثار وان كان كلتاهما رذيلة .إن الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع هو اللغط الدائر حول خيانة حسن العيوس وحسين سند من كتلة الأحرار وناصر تركي المتحالف مع كتلة المواطن وخيانة كتلة التضامن التابعة للشيخ الناصري بنقضها العهد الذي أبرمته والوعد الذي قطعته مع كتلة المواطن ، وهي بلا شك خيانة بكل ما للكلمة من معنى ، وتكشف عن عدم اكتمال الإيمان في قلوبهم لقول رسول الله ( ص ) : آية المنافق ثلاث : ( إذا حدَّث كذب ، وإذا اؤتمن خان ، وإذا عاهد أخلف ) ولكن مالنا نحن والحديث عنهم فهم ليسوا من كتلتنا ولا يحملون ثقافة ومشروع شهيد المحراب ( رض ) بما فيهم المدعو ناصر تركي فهو حليف وليس من أبناء تيارنا ، ولكن ـ وللأسف الشديد - يوجد من أبناء التيار من قام بأفعال ساهمت وساعدت إلى حد كبير في الحؤول دون تسنم الأستاذ عزيز كاظم علوان منصب المحافظ ، وإلاَّ فما معنى ان يقول جماعة ممن يفترض أنهم من أبناء التيار (( إن الإصرار على تولي العكيلي منصب المحافظة هو السبب في عدم تحالف الآخرين معنا )) وهم يعلمون ان هذا الكلام يتضمن المعاني التالية :أولها : القدح بسماحة السيد القائد عمار الحكيم ( دام عزُّه ) وردِّ أوامره لأنه هو الذي كلفه بهذا الأمر .ثانيها : تبرئة ساحة الخونة وجعل الكرة في ملعبنا ، أي أننا نحن السبب وليس خيانة الخائنين .ثالثها : نفي وجود مؤامرة من قبل دولة القانون ضد التيار .رابعها : النيل من شخصية الأستاذ عزيز العكيلي من خلال تصويرها شخصية ديكتاتورية تفرض نفسها ورأيها على الجميع ، وهذا بلا ريب ليس بصحيح فان ترشيح العكيلي لمنصب المحافظ - وفضلا عن كونه تكليف من قبل سماحة السيد القائد عمار الحكيم ( دام عزُّه ) - هو مطلب جماهيري .وليتهم وقفوا عند هذا الحد بل اعتبروا أن دعوة الأعضاء المتحالفين معنا إلى الاجتماع في فندق الجنوب بمثابة أسر أي انهم أسرى ، وضياع للتنظيم ، بل الأكثر من ذلك عندما سمع احدهم باكتمال النصاب وقرب التصويت على الأستاذ عزيز العكيلي قال بصريح العبارة ( اجو التضامن خربت ) بل وصفوا خيانة حسن العيوس التي لايختلف عليها اثنان ( بالموقف الشجاع ) الى غير ذلك من مواقف تدمي القلب ويندى لها الجبين ليس هذا أوان كشف النقاب عنها ، وبعد هذا لماذا نصب جام غضبنا على أشخاص خانوا كتلهم وهم ليسوا منا ، بينما لم ننبس ببنت شفة تجاه من خانوا وهم منا إلا اذا اعتبرنا ماذكرنا آنفا من كلام لايرقى إلى درجة الخيانة فبهذه الحالة يجب أن نعيد النظر بالمنظومة الأخلاقية .
https://telegram.me/buratha