المقالات

ثمة حاجة لأن يكون بعضنا في المعارضة .. ولكن..!

467 18:55:00 2013-06-20

 

في قراءة عقلائية لمخرجات العمل السياسي وعلى مر التاريخ، فإن ثمة ما يفيد بأن أفضل طريقة لإدارة الأزمات السياسية، هي إحترام الخصوم وإنصافهم، بدلا من محاولات تدميرهم وإنهائهم، ولا يتأتى ذلك إلا بالإستماع لهم أولا، وثم قبولهم كطرف معارض محترم الوجود والإرادة..

ويقينا أن المرحلة الحالية والقادمة، تتطلب معارضة سياسية راقية، لكن ذلك يتطلب أن يدرك من يسلك مسلك المعارضة في العمل السياسي، لماذا ولأجل من يعارض؟..وأن تضع المعارضة أهدافا مرسومة بدقة بعيدا عن إقحام الخاص بالعام، وهي أيضا بحاجة الى أن تتمرن على أساليب العمل المعارض، بدلا من الركون الى الفوضوية..

إن سلوك مسلك المعارضة عمل شجاع بلا ريب، ولكن كما هو معلوم فإن الحد الفاصل بين التهور والشجاعة لا يكاد يرى في أغلب الأحيان..

إن المعارضة يجب أن لا تتحول الى مسلك دائم، بمعنى أن تتحول الى معارضة من أجل المعارضة، ولابد للمعارضين أن يرسموا خارطة لما بعد المعارضة، بمعنى أن يضعوا خططا متكاملة، أو على الأقل خطوطا عامة لما يتوجب عليهم فعله فيما لو احتلوا مواقع من يعارضون..

وفي مسلكهم المعارض، فإن من متطلبات بناء معارضة فاعلة ومقبولة شعبيا أن لا تتطرف في مطالبها، بل أن يكون لهذه المطالب سقف ممكن، صحيح أن المعارضة وكجزء من تكتيكات العمل السياسي ترفع سقوف مطالبها الى حد فوق الممكن، لكن هذا الحد لا يجب أن يكون بعيدا جدا، وبما يصنع مواقف مضادة متشنجة، ويعطي للمقابل فرصة للرفض المبرر..

إن المعارضة النشطة الفاعلة لا تغلق الأبواب بوجه الحلول، وعليها أن تدرك أنه لا توجد مشكلة وليس لها حل، وأن معظم الحلول مرتبطة بالزمن، فما كان مشكلة بالأمس تجاوزه اليوم، وما هو مشكلة اليوم قد يتجاوزه الغد، الزمن وكما يقول الموروث الشعبي أكبر حلال للمشاكل، بعض المشاكل تصبح "عتيقة" فنألفها وتتحول الى جزء من تكويننا، وحتى لو كانت تلك المشكلات عبارة عن أخطاء جسيمة، فأنها تتحول الى "أخطاء واقعية"، أي واقعا معاش..

إن المعارضة البناءة الناجحة هي التي يمكنها أن تزرع تصورا لدى المواطن، بأنها يمكنها أن تنجح فيما تطالب به، وأنها على معرفة بترجيح المصلحة على المفسدة، توحد وتهدف للبناء لا للهدم..وأنها معارضة نسبية لا تحتكر المطلق والحقيقة الكاملة وتدعي المعرفة الشاملة، وأن تؤمن بأنها تخطىء وتصيب، وعندما تخطىء فإنها بذات الشجاعة التي اختارت بها الوقوف في مواقع المعارضة، تتراجع عن أخطائها وبما يعزز مكانتها لدى أنصارها وخصومها على حد سواء..

كلام قبل السلام: الذين يقاومون النار بالنار، يحصدون الرماد.!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك