المقالات

لاتكونوا عبيد

544 19:39:00 2013-06-20

علي السيد جعفر

منذ ساعات التغيير الأولى ، نيسان 2003 حتى يومنا هذا والناس في هذه البلاد وخارجها لم تستقر لها رؤية واضحة حول حقيقة ماأقدم عليه بوش " الإبن " وأهميته بإزاحة نظام صدام حسين ، البعض يعزوه لمصالح أميريكية بحتة في المنطقة من باب " قابل جايين على سواد عيونه " وهيَ فعلاً كذلك ، السياسة مجموعة مصالح ليس فيها لسواد العين مكان أو لشعر أشقر موضع ، مايهمني أنا العراقي الخائف المرعوب من حروب النظام وتلصص الرفاق على باب البيت ونوافذه ، إستخلاص منافع وطنية وفرصة تأريخية وفرتها لنا " مصلحة " قوى عظمى لايمكن في وقتها الحيلولة دون فعلها الجبار وهذا ماكان ، لبناء جديد وسليم للدولة ، أستفدنا منها نحن أم لا ، لايمكن لنا العودة .نحن الآن بعد عقد من الزمان ، أمام عملية سياسية هشة تتقاذف كرتها زعامات طائفية تدغدغ مشاعر العامة بخطر شريك الوطن الحالم بعودة سلطان حكمه وآخر وجد نفسه فجأة أمام ماأُعتبر يوماً حق طبيعي له " أكثرية سكانية " بالحكم وحرب أهلية " طائفية " أنخرط الجميع فيها صاحبها موت مجاني يومي وخدمات بائسة وفساد إداري جعلنا نعتلي قمة تصنيف دولي ومصائب أخرى كثيرة ، كل هذا لايجعلنا في حنين العودة " لنا على الأقل " لماكان من نظام حكم والأمان المزعوم تحت خيمته التي تمطر رعباً ، فهي حالات طبيعية تلازم التحولات الكبرى بعد نظام شمولي بنيَ بهرمية مقلوبة لا أساس راسخ فيه وللمواطنة سلم ودرجات ، تلوذ الناس بعده بهويات فرعية حال سقوطه .تصاعدت منذ فترة ليست بالقصيرة " صيحات " لثقافة يراد الترويج لها تنادي بذلك ، حفاظاً منها على مايبدو على ماتبقى منا ، نحن المهددون بالأنقراض بفعل الصراع الأزلي لمذاهب الدين الواحد أو الإرهاق الذي هيَ عليه جراء النكسات الكبيرة التي أصابت العملية برمتها ، " أعيدوا الأمر لأهله " ، من هم ؟ هل هذا خطاب لـ " عاقل " ؟ هل يمكن لنا أن نرضى لأطفالنا حياة عبودية جديدة ؟ إنكم تمنحون بأصواتكم هذه ماليس لكم ، أليس من الأجدى بكم البحث عن طرائق جديدة تدعون الناس إليها ، تقبل الآخر لا وأده ، إلى مواطنة حقيقية لاتجعلهم عناوين لسيادة كل منهم على الآخر ، يمارس كل منهما حقه الطبيعي في معتقده وماآمن به والزهوَ بإرثه الحضاري ، بعيداً عن لغة الإلغاء والتهميش وأحقية كل منهما بحكم الآخر والبطش به ؟ هكذا نهضت أمم حية وتنهض أخريات .

علي السيد جعفر

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هناء الحلي
2013-06-22
اختصرت في موضوعك هذا عقد من الزمن كان فيه تقدماً عكسياً سريعاً نحو الخلف...نحتاج نفض عقولنا وقلوبنا مما علق بهما من حقد اصفر وجروح سوداء ولنفتح نافذة مشرقة نحو الغد ....تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك