المقالات

الإسلاميون والحكم ٠٠٠٠٠٠التحديات والفرص حزب ألدعوه نموذجاً

597 08:56:00 2013-06-21

محمد حسن الساعدي

بعد أحداث ٢٠٠٣ وتسلم القوى الإسلامية الحكم في العراق ، حتى ظهرت بوادر المشاكل و الإشكالات ، ولعلني اطرح التساؤل ،هل نجاح الإسلاميون في الإداره والحكم ؟!فبعد الحوادث والأزمات الامنية والسياسية الاخيرة التي عصفت بالعراق بدا تصاعد النقد الموجه تجربه الأحزاب الإسلامية بالحكم ، فمنذ أحداث سقوط النظام ،كشفت التجربة الفعلية على ارض الواقع وجود ازمه حكم وضيق أفق لدى الحزب الإسلامي ، ومحاولته السيطرة على الحكم والدولة العراقية على حد سواء ، والملاحظ أن البلدان الديمقراطية تبنى على أساس نظام المؤسسات والشراكة الفعليه لجميع مكونات المجتمع لتكون قائمه على هذا الأساس ، وجميع الانتخابات التي مرت علينا لم تفرز لنا شئ اسمه كاسح أو فائز ،بل أنها أفرزت لنا صعود تيارات أخرى ونزول أخرى ، ومثالي في ذلك انتخابات مجالس المحافظات ٢٠١٣ والتي تعتبر حجر زاويته مهم ،،، إذ أنها أحصت انقلاباً كبيراً تجاه الحزب الواحد ً وكسرت إرادته ، وحطمت طموحاته في البقاء في دفه الحكم ٠ان الاشكالية في فكر هذه الحركات التي ادعت لنفسها بالاسلاميه هي عدم وضوح نظرية الحكم الاسلامية التي يرفعون شعارها ومهما حاول منظّرو هذه الحركات من وضع اطر لنظرية اسلامية للحكم تجدهم يواجهون اشكاليات ومشاكل عدة في تطبيقها او تبرز تيارات منافسه لها تناشد بدورها تطبيق الشريعة الاسلامية بطريقة مغايرة لتعكس حالة من الفوضى الفكرية والسياسية, وما يؤكد ذلك هو هذا التنوع الكبير في الطروحات النظرية للحكم الاسلامي وعليه فالسؤال الكبير لكل هذه الحركات: اي نظام حكم يريدون تطبيقه في حالة الوصول الى السلطة؟بالتأكيد لو نظرنا الى طبيعه الحكم القادم اليوم هو حكم لا يستند على قوانين ودستور يسير البلد وينظم حركه مؤسساته ،بل لا نملك مؤسسات أصلاً ؟!اليوم وفي مراحل بناء الدوله العراقيه يعتبر الاسلام السياسى التسمية الحقيقية لكل الفعاليات السياسية المطروحة وقد ثبت فشلها الذريع فى طرح اى برامج موضوعية تلبى احتياجات الشعوب المسلمة ، بل اكثر من ذلك فهى تستخدم الدين كواجهة سياسية او استخدام الديمقراطية كسلم للصعود الى السلطة وفى كل الحالات فهى تعتبر السلطة غاية فى حد ذاتها وليس وسيلة لتحقيق الحكم العادل ، والتي من أولى أساسياته هي توفير العيش المريح لإنسان كونه إنسان ٠للأسف اصبح الفرد العراقي بلا أي حقوق بل يسحق في أصغر سيطره من سيطرات الأمن التي بدلا من خدمتهم هم يقومون بخدمتها وتنفيذ أوامرها وإلا سيكون مصيره صندوق الهمر !؟نعود لنقول أن أساسيات النظام العادل في أي بلد يجب أن يقوم على أساس المواطنة ، واحترام الإنسان العراقي ، وتوفير وسائل وأدوات الحقوق التي يستند عليها الدستور العراقي والتي من المفروض أن يكون أعلى سلطه في البلاد ، لا عباره عن كراس مكانه درج المكتب ولا يتعرف به إلا وفق أهواء سياسية أو حزبيه صرفه ٠لاسف ، فقد أظهروا تكالبا منقطع النظير على السلطة ومغانمها ، وحبا مفرطا بكراسي الحكم ، واستغراقا في ملذاتهم ، حتى أن من يراقبهم لا يجد فرقا كثيرا بينهم وبين أولئك الذين كنا نصفهم بالديكتاتوريين ، كما لا فرق بينهم وبين القيادات والمسؤولين في باقي دول المنطقة في وقت كنا نأمل منهم أن يكونوا بناة لتجربة ديمقراطية إسلامية في الحكم تشع بنورها على العالم كله، واعتقد لو أن احدهم لو ثنيت له الوسادة لكان فرعونا أو هامانا أو قارونا جديدا ، ولم يقتصر الأمر على ذلك ، بل إن اغلب القوى الإسلامية العراقية لم تستطع خلق ثورة فكرية ونفسية وأخلاقية لدى كوادرها والمنتمين إليها والمحسوبين عليها من المسؤوليين الذين غرقوا في وحل الفساد المالي والادراي بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الدول ٠إن هذه التجربة السلبية للقوى الإسلامية في العراق تحتاج إلى وقفة طويلة وتحليل دقيق لتحديد سبل تجاوزها بشخوص جديدة وخطاب إسلامي جديد لا يقتصر على الخطابات والتي لم تغني ولم تسمن من جوع فحسب ، بل خطاب قادر على خلق ثورة فكر وسلوك لدى من يعمل ويتحرك ضمن إطار هذه القوى حتى يكون قدوة حقيقية للناس في حفظ الأمانة وبناء الدوله العادله واللطف بالناس والنهوض بالمسؤولية وتحقيق العدل السياسي والعدالة الاجتماعية وكما قال الرسول صلى الله عليه وآله : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك