المقالات

العراق وتحديات الخروج من الفصل السابع ...

417 10:48:00 2013-06-22

سعيد البدري

جاءت الجهود التي بذلت سابقا في ضرورة اخراج العراق من احكام الفصل السابع والوصاية الدولية بثمارها, جهود اقل ما نقول عنها انها كانت جبارة وتطلبت ان تزور العمامة الشيعية بكل رمزيتها مصادر القرار الدولي في امريكا واوربا ناهيك عن الكويت صاحبة العلاقة والارتباط المباشر بموضوع اخراج العراق من هذا الفصل وبالرغم من كل التشويش على هذه العمامة المنتمية لمدرسة الجهاد والكفاح المسلح ضد الدكتاتورية وعلى أي معسكر تحسب ومن هم اعدائها في الداخل والخارج الى ان الجهود اثمرت اخيرا وكشفت عن قيمة التحرك واجوائه فلا يخفى على احد من هو الراحل السيد عبد العزيز الحكيم وكيف ينظر له الغرب والشرق من اعداء وحلفاء وكيف تمكن بغضون سنوات قليلة من عمر التجربة العراقية الوليدة ان يفتح ملفات كثيرة منها اخراج العراق من تحت طائلة الوصاية الدولية التي سببها نظام البعث بكل حماقاته واليوم ونحن نعيش الحدث لابد من القول ان جهود العراق كدولة نجحت وكشفت عن قدرة العراقي على قناع المجتمع الدولي بانه قادر على حل الازمات التي اقام بها النظام الصدامي وخرق فيها المواثيق مما انتقص من امنه وسيادته.فخروج العراق من الفصل السابع والذي يرتبط بشكل مباشر بعملية تصويت في مجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة سيعني ان عليه ان يبدا صفحة جديدة في علاقاته وينفتح على العالم الذي ينظر للبلاد على انها بلاد فرص استثمار واقتصاد وعمل مشترك يضمن مصلحة القادمين اليه كما يضمن مصالح شعبه ويتبقى للوصول الى هذه النقطة تحديدا ان تتفهم القوى السياسية العراقية ان عليها اثبات ولائها للوطن والشعب بقدرتها على معالجة الازمات والمشاكل الداخلية التي افتعلت سابقا بينها من جهة وبين العراق كدولة مع بقية جيرانه والمجتمع الدولي. ان هذا المنجز يعد انتصارا للدولة العراقية على مستوى السياسة الخارجية وهو يؤكد بما لايقبل الشك ان التركيز على المشاكل وحلها عبر حوار جاد وبنية الحل لا التعقيد هو المنهج الذي ينبغي التزامه والذي طالما صرح العقلاء واصحاب الرأي بالتاكيد عليه كما حدث مع الكويت تماما وهذا يجب ان يعمم ليشمل الداخل مع الخارج فاعتماد الحوار هو الحل الاكثر فاعلية مع حالة التنوع التي يعيشها العراق وعليه فالتحدي الاكبر الذي ننتظر كسبه هو الوصول الى توافق ووفاق وطني ينهي تلك المرحلة والشروع بمرحلة جديدة يكون فيها العراق بلدا قويا فاعلا على الساحتين الاقليمية والدولية وهذا لن يكون ممكنا ما لم تنتهي حالات التقاطع الداخلي والاحتراب الحزبي التي نراها طاغية على المشهد بكل تفاصيله بين فترة . ان خروج العراق من الفصل السابع سيكون نهاية لجميع التزامته الدولية التي كانت مكبلة لقيامه بدور مستقل وايجابي دون النظر للتاثيرات الاخرى والتي انتجت سابقا علاقات غير متوازنة مع الدول صاحبة القرار في العالم والمنطقة والتي طالما ابتزت العراق نتيجة وضعه تحت الوصاية وعليه فلابد من مواصلة الجهود والدفع باتجاه استكمال السيادة نهائيا لئلا يستمر ضغط هذا الملف على الدولة مطولا وكما اشرت فأن فترة وجيزة متبقية على التصويت لاخراج العراق من احكام هذا الفصل لاتتعدى اسبوع تقريبا أي في السابع والعشرين من حزيران الجاري وحتى مع وجود بوادر وضوء اخضر من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فأننا نحتاج الى التواصل وحسم الامر لئلا يحدث ما لا نريد قطعا . وحتى نصل الى هذا الموعد فتكرار الشكر للمبادرين من الماضيين وفي مقدمتهم عزيز العراق وفقيده الغالي السيد عبد العزيز الحكيم والى الدبلوماسية العراقية ومفاوضيها والى كل من يهمه ان تتحقق النجاحات لخير البلاد والعباد لانهم جميعا شركاء في صناعة مستقبل مشرق جديد للعراق .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك