بقلم/ ضياء المحسن
بعد مفاوضات بين الكتل الفائزة في إنتخابات مجالس المحافظات، وتحديدا في العاصمة الإقتصادية للعراق ( البصرة) إستطاعت كتلة المواطن الفوز بمنصب محافظها بشخص الدكتور ماجد النصراوي، الذي صرح بعد توليه منصبه بضرورة تقديم مدراء الدوائر في المحافظة لخطط سنوية يتضمن تقديم خدمات للمواطن البصري، على أن يتم مراجعة تلك الخطط كل ستة أشهر. وقد علق رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير على فوز عمار الحكيم بحكومة البصرة أكبر المحافظات العراقية الغنية بالنفط والغاز بالقول (( بأنه فوز ستراتيجي كبير على رئيس الحكومة نوري المالكي الذي يهيمن على مال وإعلام ومقدرات الدولة منذ ثمان سنوات. وأضاف أنه نصر جيد للحكيم الذي لم يحالفه الحظ سابقاً, وتوقع بلير أن يكون نصر الحكيم المقبل بالضربة الفنية القاضية على زعيم الحزب الحاكم نوري المالكي الذي فشل وحسب قول بلير من تحقيق أي منجز للعراق خلال فترة حكمه التي ناهزت الثمان سنوات. وقال توني بلير إن من أخطاء الحكيم أنه لم يطالب ويتصدى للحكم خلال الفترات السابقة رغم أنه يمتلك أكبر قاعدة جماهيرية بالعراق على العكس من غيره حيث طرقوا أبوابنا وأبواب الولايات المتحدة كثيراً قبل حصولهم على الحكم)). وعندما يتحدث سياسي غربي بمثل هذا الكلام، فهو ينطلق من قراءة تستند بالإضافة رؤية واقعية للمشهد السياسي الى تقارير مخابراتية لما يجري في ذلك البلد.لقد مر العراق طيلة الثمان سنوات الماضية بأصعب الفترات، تمثلت بأزمات سياسية إفتعلها السياسيون المتهالكون على المناصب وامتيازاتها بعيدا عن مصلحة صاحب المصلحة الأولى في هذا وهو المواطن، الذي تحمل المخاطر بمشاركته في الإنتخابات والتصويت لمن يعتقد بأنه سيكون عونا له، وإذا به يقلب له ظهر المجن ويكون عونا عليه! وطرح السيد عمار الحكيم، أثناء الحملة الإنتخابية لمجالس المحافظات برنامج إنتخابي لكل محافظة على حدة لأنها مجالس خدمية لكل محافظة، وحقق نتائج ما يمكن عده إنتصار كبير للتغيير الذي يبحث عنه المواطن الذي سئم الوعود ونقضها من قبل الموجودين على سدة الحكم.تولي إئتلاف الحكيم لمنصب المحافظ في عاصمة العراق الإقتصادية، لن يكون الأول ولن يكون الأخير، وهو ما يحملهم مسؤولية كبيرة لتحقيق ما وعدوا جمهورهم به، وهو بمثابة إنطلاقة لما سيأتي بعد أقل من سنة " وهي الإنتخابات النيابية في 2014" العبرة ليس في الصعود الى القمة، لأن البقاء في القمة أصعب من الصعود وهو ما يأمله جمهور الحكيم الذين إنتخبوه على ضوء ما جاء في برنامجهم الإنتخابي، لكي يجددوا وقوفهم معه عندما يروا كيف طبق ما وعدهم به في إنتخابات مجالس المحافظات، ويعطوه أصواتهم لينقذ العراق من الوقوع في فخ التقسيم الذي تحاول دول كثيرة تقسيمه.
https://telegram.me/buratha