الباحث والاعلامي : قاسم بلشان التميمي
مصر الكنانة ، مصر يوسف الصديق (ع) ، امة عريقة وعظيمة لها تاريخ مشرف ومشرق ، ولها حضارة موغلة في القدم ، وقد ذكرها القران الكريم في اكثر من موقع بصريح العبارة او بالأشارة ،ونحن كعرب نفتخر بأن مصر جزء من امة العرب . لقد عاشت مصر الكنانة على مر تاريخها الناصع البياض العديد من الاحداث وفي كل مرة تخرج منتصرة مرفوعة الرأس ، واذا ما تركنا التاريخ القديم لمصر والقينا نظرة سريعة على واقعها الحالي ، واقصد واقع ما بعد الثورة الشعبية التي قام بها ابناء مصر والتي اثمرت عن سقوط الدكتاتورية (اللامباركة) ، هذه الثورة التي صنعها ابناء مصر شيوخ وشباب ونساء واطفال ومن مختلف الاديان والطوائف ، هي ثورة تستحق ان نقف لها بكل احترام وتقدير، حيث وصل شعب مصر بثورته هذه الى القمة ولكن وكما يقولون ان الاحتفاظ ب (القمة) اصعب من الوصول اليها ، وهو ما ينطبق على الشعب المصري ، حيث يعيش هذا الشعب الكريم حد فاصل ولحظة تاريخية هي لحظة ان صح التعبير لحظة (القرار الحكيم) ، وحقيقة ان المعول في هذا القرار على الازهر الشريف الذي نتمنى ان يكون وكما عودنا محايدا عادلا منصفا ، ينظر الى الامور ويقدرها خير تقدير، ان الازهر وعلى مر تاريخة المشرف لم يزج نفسه ليكون طرفا لنزاع طائفي او تمييز عنصري ، وما شابه ذلك ، بل على العكس من ذلك تماما نجده دائما .اتمنى من كل قلبي ان تكون مصر كما هي دائما وابدا كبيرة الشأن والتأثير، وان تكون مصر الانسانية لا مصر (الفئوية) ، التي تحدد نفسها ضمن أطار ضيق خدمة لجماعة او فئة ما ! ، وان لا يسمح ابناء الكنانة ببروز بعض اصوات ( النشاز) التي تدعو الى قتل وتهجير هذه الطائفة او تلك او محاربة هذا الدين او ذاك ، اتمنى ان يسير اصحاب القرار السياسي على نهج رسالة امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) الى عامله على مصر مالك ألاشتر ( رض) والتي من ضمن ما جاء فيها (أشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ).اكرر قولي لاصحاب القرار السياسي ان يسيروا وفق هذه الرسالة والوثيقة الاصلاحية العادلة ، اما ما يتعلق بالأزهر الشريف والكنيسة المقدسة في مصر فانا اعتقد ومتيقن انهم يعملون وفق هذه الوثيقة ، لانه وبكل بساطة يملكون عقل كبير وقلب ( أبيض) وكل همهم ( الازهر والكنيسة) هو العمل على وحدة الامة دون النظر الى اللون او الدين او المذهب.
https://telegram.me/buratha