تم وبشكل رسمي افتتاح اول مكتب سياسي لحركة طالبان في الدوحة عاصمة قطر يوم الثلاثاء 18 - 6 – 2013 وبذلك فقد تم الاعلان عن تبني قطري للحركات الاجتثاثية والتكفيرية وبشكل رسمي بعد ان كانت قطر تعمل لسنوات عن ايجاد غطاء اعلامي قوي لتنظيم القاعدة وكل القوى التكفيرية والارهابية .. ولم يعد من اللازم على قطر ان تواصل عملها بشكل سري بعد ان اتضح للقاصي والداني دورها المباشر في تبني و تمويل وتدريب القوى الارهابية في ساحات عديدة من العالم العربي والاسلامي ولعل هناك ساحات اخرى لاعلم لنا بها .
وقبل نحو اسبوعين كانت قطر قد شهدت تجمعا لمختلف قوى التكفير والارهاب تم فيه التباري باشد الوان التطرف والتشدد والتكفير واهدار الدم وكان في مقدمة الركب يوسف القرضاوي الذي يطمح الى توسيع دائرة الفتنة الى اقصى مايستطيع عليه ، حيث تحدث بطريقة استفزازية للمشاعر الدينية وبنبرة مشحونة بالحقد ضد الشيعة داعيا الى اصطفاف مذهبي وطائفي على اوسع مايكون عليه .
هذا المنهج الذي تتبعه قطر في تصدير الفكر الارهابي والتكفيري الى مختلف البلدان ، واثارة القلاقل والتوترات المذهبية والطائفية فيها ، لهو منهج خطر ويمكن ان يعود عليها وتكتوي قطر بناره ، مثلما اكتوت اميركا بنار دعم طالبان والقاعدة واوصلتهم الى الاستئثار بالحكم في افغانستان من عام 1996 الى 2001 وتلقت من جراء ذلك ضربة 11 سبتمبر / ايلول عام 2001 التي هزت العقل الاميركي بقوة ودفعت الاميركان الى تبني نهج واسلوب مغاير للسابق في عملية التعاطي مع قوى التكفير والارهاب بما يمكنها من الانتقام بواسطة هذه القوى العمياء التي لاتبصر الى ابعد من قدمها والانتقام منها ، في عملية تشديد الصراع المذهبي والطائفي ، وبعيد عن الساحة الاميركية ، وهذا مايتكرس بالفعل الان ، وهي المعادلة التي يهم الغرب ان يجدها متكرسة في واقع المسلمين ، ضمن اطار خطة جهنمية تستهدف ايجاد واقع جديد لدى شعوب المنطقة تنبذ العنف ، وتقبل الحوار ، وتتبنى كل مايلقى عليها من مشاريع ترسمها القوى الكبرى .
لقد رات حكومة كابل ان اسراع اميركا في فتح باب التفاوض مع حركة طالبان يعطيها مشروعية اكثر ويبرر لها افعالها وماتقوم به من اعتداءات يومية ، وفي هذا الاطار قالت شكرية باراكزاي عضو البرلمان الافغاني والمعروفة بدفاعها عن حقوق المرأة "اعتقد ان الادارة الاميركية ترتكب خطأ تاريخيا عبر اعطاء شرعية والاعتراف بشبكة ارهابية تقتل يوميا مدنيين افغان ونساء واطفال في افغانستان واماكن اخرى، وايضا اميركيين".
ان قطر هي الاخرى سوف لن تكون بمامن عن استهداف هذه القوى التي لايسيرها عقل او منطق ، خاصة وان شعار بعض نماذجها ( من تمنطق فقد تزندق ) وعندها سوف لايحق لقطر ان تندب حظها ، وعليها ان تقبل بما جنتها بايديها .
ان الدور القطري يستهدف بالاساس جسور تواصل بين هذه القوى والدول الكبرى التي يهمها ان يكون لديها راس خيط يوصلها للحوار مع هذه القوى العمياء التي هي بحاجة الى ترتيب العلاقات معها وجرها عند الضرورة لتحقيق ماتصبوا اليه عبر قنوات الحوار التي لابد منها .
30/5/13623
https://telegram.me/buratha