المقالات

كراسي مؤطرة ونفوس متجبرة

423 09:09:00 2013-06-24

مديحة الربيعي

أول ما يلفت انتباه المواطن العراقي في احاديث المسؤولين الحديث عن مبدأ الشراكة الوطنية والأيمان بضرورة الالتزام بمبدأ الحوار وأشراك الاطراف الأخرى بصنع القرار السياسي , والجلوس على كراسي مؤطرة ومطلية باللون الذهبي لتمثل احد مظاهر الثراء التي على ما يبدو ان الاخ المسؤول قد نسي ان المواطن هو من اوصله لهذا الكرسي وهو صاحب الفضل الأول والاخير في جلوسه عليه , وأنه يجلس عليه اليوم لكنه لن يدوم له للأبد فدوام الحال من المحال, من يستمع للمسؤول وهو يسترسل في حديثه هذا يشعر بالذهول وكأنه يستمع لحديث يتعلق بأحدى البلدان الأوروبية بما فيها من ديمقراطية واحترام التنوع في الاحزاب والعمل بمنطق احترام الاخر وان مصلحة الوطن والمواطن قبل كل شيء, لكن ما ان ينتقل الامر من الكلام الى التطبيق سرعان ماتتغير الرؤى والطروحات وتختفي الشعارات الرنانة ويبدأ سباق المصالح والبحث عن الغنائم , فتصبح المصالح فوق الجميع , ومصلحة المسؤول قبل كل شيء فتغيب لغة المبادئ وتسود لغة المصالح والدسائس وتحاك المؤامرات في دهاليز السياسة المظلمة وتتغير لغة الحوار فيكون الشغل الشاغل للباحثين عن المناصب تهميش الاطراف الأخرى التي حظيت بقبول الشارع و حازت على نسبة من اصوات الناس, وتسقط الاقنعة فتظهر الوجوه الحقيقية لدعاة الديمقراطية والشراكة الوطنية , فحقيقتهم تدل على انهم ليسوا اكثر من تجار باحثين عن الربح على حساب اي شئ وكل شئ, من مبادئ وقيم والتزامات وحقوق الناس ومصالح البلد ,فالمهم هو الحصول على اكبر قدر من المناصب والسعي لتهميش الكتل الاخرى والغاء دورها وتضييق الخناق عليها بحكم الصلاحيات والامكانيات المتوفرة وفق مقولة البقاء للأقوى طبقا" لقانون الغاب حيث تسود القوة وتلغي الفكر والالتزام بالمبادئ نسي من يعمل بهذا المبدأ مقولة لو دامت لغيرك ما وصلت اليك وأن اصحاب النفوس المتجبرة والعقول المتحجرة التي لا تؤمن الا بلغة القوة والتفرد ,ممن يجلسون على الكراسي, ويحثون الخطى على طريق الدكتاتورية لن يكون لهم وجود للأبد فعروش السياسة لن تحتفظ بأصحابها طويلا", وان البقاء ليس للأقوى في عالم البشر , لكن البقاء للأصلح ولمن يضع نصب عينيه مصلحة الناس اولا"

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك