المقالات

كن أسداً كي لا تكون عقيقة /

545 15:17:00 2013-06-24

حافظ آل بشارة

انتهت عمليات توليد مجالس المحافظات ، بعضها ولد بعملية قيصرية ، بعضها ولادته طبيعية ، بعضها ولد ميتا ، بعضها ولد مشوها له ثلاث آذان واربعة السن وقلبه بين رجليه ، بعضها كان حملا كاذبا فحزنت الممرضات لفقدان الهدية ، ويستحب ان يذبحوا للمولود عقيقة ، اصبحت بعض المحافظات هي العقيقة ، حمل الآباء مواليدهم مع صوت الهلاهل ، انتهى مشهد الولادة بكل مافيه من ضحك على الذقون وبكاء على الاطلال ، وبدأ مشهد التحالفات من اجل تشكيل الحكومات ، يجلس الشركاء وبعضهم وجوههم كالاقنعة الملونة ، وبعضهم يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو الد الخصام ، منهم من يستقبل شركاءه بعينين دامعتين تختصران خبرة طويلة في الاستجداء السياسي ، ولو استثمرت هذه الخبرة في خدمة الناس لما بقي في البلد مظلوم ، وبعد اللف والدوران ينتهي الاتفاق وما تحت الطاولة أبشع مما فوقها فويل لكل همزة لمزة ، بعضهم بارع في عملية شراء البشر ، وليس كل رجل يصلح للبيع ، بامكانك ان تشتري الف خروف وتسوقها ولكنك لا يمكن ان تشتري أسدا واحدا ، سوق النخاسة السياسية بضاعتها رجال كالخراف والشراء على مرحلتين ، قبل الانتخابات صفقات لشراء الناخبين وبعد الانتخابات صفقات لشراء الفائزين والفرق كبير بين الصفقتين ، فرق في البضاعة والسعر والدوافع والنتائج ، ووسط الفوضى يقف فريق من الناس مازالوا يعتقدون بأن لديهم بلدا وشعبا ولديهم واجب مقدس ، ومازالوا يتكلمون بلغة التكليف لا التشريف ، ويعتقدون انهم سيموتون ذات يوم وان بعد الموت حسابا ، لم تتسلل الى قلوبهم خفقة الالحاد العملي ، هؤلاء ارادوا احياء المهنية في السياسة والادارة ، وفي مجالس المحافظات واجهوا النمط القديم من التفكير ومفرداته الشهيرة واهمها اسئلة المتصدي للأمر : كم سيأخذ وليس كم سيعطي ، استغلال الذكاء لا في تطوير الفاشلين بل في افشال الناجحين ، التخطيط الدقيق لاخراج اهل الشرف والكفاءة والنزاهة من ساحة الخدمة ، كيفية تصفية الخصوم الناجحين باساليب في منتهى الدناءة بالكذب والوشاية والتشويه والتسقيط ، كيفية التخلص ممن يريد خدمة الناس لصالح من يريد خدمة نفسه ، كيفية تهميش واقصاء من يحب شعبه لصالح الذي يحب نفسه ، التغني بكل القيم العليا وفعل كل ما ينافيها ، الكائنات الفاسدة لا يمكن اقناعها بأنها فاسدة ، لانها مختومة القلب والسمع والبصر ... المخلصون في مجالس المحافظات أقلية ستجد نفسها مطوقة بالمناوئين من ذوي العيون الحمراء ، سيكثر عدد اكباش الفداء ونحر العقائق احتفاء بالمواليد ، لا يمكن ذبح الأسد عقيقة لمولود جديد ، فهذه وظيفة الخراف فقط . والسؤال دائما : اذا كان الاشرار والفجار واللصوص قادرين دائما على تشكيل عصابات متماسكة متضامنة متعاونة على الاثم والعدوان وهي دائما منتصرة منعمة جاثمة على صدر هذا البلد فلماذا لا يعمل الأخيار والابرار على تشكيل فريقهم متعاونين على البر والتقوى متضامنين لأجل اقامة العدل وخدمة الناس ، والنصر مضمون لهم في الدنيا والآخرة ؟ لماذا يعمل الاشرار بمجموعات ويعمل الاخيار افرادا مشتتين ؟ اليسوا هم الاجدر بالنظم والاتحاد والعاقبة لهم ، اليس العاقبة للمتقين ؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك