عبد الكريم ابراهيم
الشعب العربي من اكثر شعوب العالم ولعا بالتغيير: السيارة، المنزل، الزوجة. ـ وإن كان الامر الاخير قد لايبوح به البعض حفاظاً على السلم الاسري لكن هو شعور يراود الاحلام كما تحرك الدينار بيد البعض ـ. مع هذا الاندفاع في التغيير فان العربي يسير عكسياً عندما يصل الامر الى الحكام، فهو يريد لهم طول العمر والبقاء اكبر مدة ممكنة كي يتسنى له حفظ اسمائهم وطباعهم وعاداتهم ليستطيع ان ينال بركاتهم ورعايتهم الابوية.إذاً، هناك رغبة تحرك العربي في عدم السعي لتغيير بعض حكامه قد تكون خارجة عن اردته، لانه وُضعَ تحت ضغط التخويف و"البوليسية" القمعية التي تحول دون تحقيق هذه الرغبة. في المقابل يوجد توجه يدعو الى بقاء الحاكم حتى يأخذ الله امانته، بل أه إصرار البعض على جعل الحكم ينتقل في الاسرة نفسها، لان العرب تميل نحو مبدأ التوريث خصوصاً في الزعامات القبيلية التي تجعل من هذا الامر شيئاً مسلماً لا مناص منه. العربي يحب ان يعلق صورة حاكمه المفضل خلف مكتبه او في بيته كي يسلم عليه في الصباح والمساء. ولكن العربي الآخر يعلق صور حاكمه كي يشعر بمأساته ويسأل نفسه: متى اتخلص من هذه الاصنام البشرية؟ ربما يكون العربي من هواة جمع التحف الرئاسية الانتيكات وهو هوس قد يصاب به البعض لدرجة الجنون.هناك نوع مسالم من العرب يخشى التغيير لخوفه من المجهول القادم ويتسلح هذا النوع بمقولة مأثورة التي يتناقلها الاجداد ويرددها بعض وعاظ السلاطين "الشين الذي تعرفه خير من الزين الذي لاتعرفه". ماضي الاجداد وحاضر المتوجس هما من يغذيان ويشدان العربي نحو السير في طريق عدم التغيير ويجعلانه لايفكر الا في الامور العائلية واشباع رغبته من الاشياء ما عدا رغبة التغيير فانها خط احمر لايجور ان يتخطاه العربي حتى في احلامه لانه من المنوعات في عالم يرث الولد اباه بعد وفاته واحيانا يعزله في انقلاب ابيض تحت مسمى التجديد والمعاصرة. يؤيد هذا الرأي بان الشعب العربي جرب التغيير في ربيعه فماذا جنى؟ مقولة يروج لها الكثير من دعاة المهادنة والخنوع متناسين ان التغيير الذي حصل انحرف عن مساره وجنى ثماره الطفيليون. ومع هذا حرك الجمود وجعل من بعض الشعوب تشعر بانها حية وتملك اردتها بيدها.
https://telegram.me/buratha