المقالات

العرب والتغيير

401 16:17:00 2013-06-24

عبد الكريم ابراهيم

الشعب العربي من اكثر شعوب العالم ولعا بالتغيير: السيارة، المنزل، الزوجة. ـ وإن كان الامر الاخير قد لايبوح به البعض حفاظاً على السلم الاسري لكن هو شعور يراود الاحلام كما تحرك الدينار بيد البعض ـ. مع هذا الاندفاع في التغيير فان العربي يسير عكسياً عندما يصل الامر الى الحكام، فهو يريد لهم طول العمر والبقاء اكبر مدة ممكنة كي يتسنى له حفظ اسمائهم وطباعهم وعاداتهم ليستطيع ان ينال بركاتهم ورعايتهم الابوية.إذاً، هناك رغبة تحرك العربي في عدم السعي لتغيير بعض حكامه قد تكون خارجة عن اردته، لانه وُضعَ تحت ضغط التخويف و"البوليسية" القمعية التي تحول دون تحقيق هذه الرغبة. في المقابل يوجد توجه يدعو الى بقاء الحاكم حتى يأخذ الله امانته، بل أه إصرار البعض على جعل الحكم ينتقل في الاسرة نفسها، لان العرب تميل نحو مبدأ التوريث خصوصاً في الزعامات القبيلية التي تجعل من هذا الامر شيئاً مسلماً لا مناص منه. العربي يحب ان يعلق صورة حاكمه المفضل خلف مكتبه او في بيته كي يسلم عليه في الصباح والمساء. ولكن العربي الآخر يعلق صور حاكمه كي يشعر بمأساته ويسأل نفسه: متى اتخلص من هذه الاصنام البشرية؟ ربما يكون العربي من هواة جمع التحف الرئاسية الانتيكات وهو هوس قد يصاب به البعض لدرجة الجنون.هناك نوع مسالم من العرب يخشى التغيير لخوفه من المجهول القادم ويتسلح هذا النوع بمقولة مأثورة التي يتناقلها الاجداد ويرددها بعض وعاظ السلاطين "الشين الذي تعرفه خير من الزين الذي لاتعرفه". ماضي الاجداد وحاضر المتوجس هما من يغذيان ويشدان العربي نحو السير في طريق عدم التغيير ويجعلانه لايفكر الا في الامور العائلية واشباع رغبته من الاشياء ما عدا رغبة التغيير فانها خط احمر لايجور ان يتخطاه العربي حتى في احلامه لانه من المنوعات في عالم يرث الولد اباه بعد وفاته واحيانا يعزله في انقلاب ابيض تحت مسمى التجديد والمعاصرة. يؤيد هذا الرأي بان الشعب العربي جرب التغيير في ربيعه فماذا جنى؟ مقولة يروج لها الكثير من دعاة المهادنة والخنوع متناسين ان التغيير الذي حصل انحرف عن مساره وجنى ثماره الطفيليون. ومع هذا حرك الجمود وجعل من بعض الشعوب تشعر بانها حية وتملك اردتها بيدها.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك