المقالات

لا تفخروا بسياسة الغدر

494 00:25:00 2013-06-25

حيدر حسين الاسدي

من يغوص في بحر السياسة ويصارع أمواجها المتلاطمة يشهد بعينة وجها السياسية وكيف يتلاعب السياسيون في إظهاره ، فوجه حسن يطالعنا من خلال وسائل الإعلام فيظهر للرأي العام الجوانب الايجابية وما يرغب أن يتداول الناس عنه ، فهو وجه يظهر المحاسن ويدعي الخدمة ويتبنى التضحيات من اجل الشعب والوطن ، فيما يحاول ان يخفي وجه قذر خائن لا يلتزم بعهود ومواثيق ويتخذ كل الطرق والسبل للظفر بالمكاسب بعيداً عن القيم والمبادئ،وجه يتعامل به مع خصومة السياسيين وهو يفاوضهم على طاولة النقاش ، أنه وجه سائد في واقعنا الحالي وأسلوب اصبح مألوف في أدارة الملفات والتفاوض بين الكتل والاحزاب .ما تسير عليه السياسة العراقية في ظل ساسة يتلاعبون بقواعد اللعبة الديمقراطية يعطي مؤشر خطير لبناء دولة يراد لها ان تشق طريق الرقي الديمقراطي بعد سنوات مريرة من الظلم والاضطهاد ،لكن واقع الحال يشير ببوصلته بعكس الاتجاه ، ذلك الاتجاه الذي ينتهي للانهيار ما لم تصحح المسيرة ويحدث الانقلاب الابيض بطريقة صناديق الانتخاب لاختيار الأفضل القادر عن إحداث التغيير.فالمكر والنقض بالعهود صفه متلازمة اليوم للسياسي العراقي في اغلب الأحيان أنه سلوك يتبعه من يدعي ارتباطه بأحزاب تتبنى أيدلوجية الدين وتعلن تمسكها بقيم السماء والمدرسة المحمدية الأصيلة ، فتلاميذ المدرسة الإسلامية ودعاة الفكر الديني أصبحوا في طليعة المتآمرين على شركاءهم وأوائل المتسابقين على نقض عهودهم وتحولوا الى تجار منصب ومال من اجل لحظات إضافية لمقعد حكمٍ زائل .فهم متوهمون مغرورون يتصورون بعقولهم القاصرة بأن من التزم بالعهود وحفظ الاتفاقات كان الحلقة الأضعف في سباق المفاوضات السياسية وهو يشكل الحكومات المحلية في المحافظات العراقية ، ويعدوه ساذج عندما يدعوا الى تقديم خدمة المجتمع على المصالح الحزبية ، لكنه حين نجح في تقديم الصورة الحقيقية للسياسة المنطقية برهن انه الرابح الأكبر في السباق الى قلب المواطن واستطاع ان يقلب الطاولة ويحقق الإعجاز ويعطي مقدمات لما ستؤول اليه الوقائع بعد أشهر قليلة في السباق البرلماني .فلو كان للخديعة والمكر جدوى لسبقنا إليها أمير المؤمنين "عليه السلام" في صراعه مع معاوية لكنه آبا ورفض وقال (عليه السلام): (وَاللَّهِ مَا مُعَاوِيَةُ بِأَدْهَى مِنِّي، وَلَكِنَّهُ يَغْدِرُ وَيَفْجُرُ، وَلَوْلا كَرَاهِيَةُ الْغَدْرِ لَكُنْتُ مِنْ أَدْهَى النَّاسِ، وَلَكِنْ كُلُّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ، وَكُلُّ فُجَرَةٍ كُفَرَةٌ، وَلِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَ اللَّهِ مَا أُسْتَغْفَلُ بِالْمَكِيدَةِ وَلا أُسْتَغْمَزُ بِالشَّدِيدَةِ).

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك