المقالات

وسقطت الأقنعة.. رسالة إلى (مثقفي) مصر

734 09:01:00 2013-06-25

د. جواد كاظم البكري جامعة بابل

قبل يومين شاهدت ما لم اقرأ عنه أو اسمع منذ عصر الجاهلية، شاهدت مقطعاً فديوياً يصوّر مجموعة من رعاع مصر بعصيّهم وهم يهاجمون شيخاً شيعياَ سبعينياً أعزل قرب عاصمة (أم الدنيا) في ضاحية زاوية أبو مسلم بمدينة الجيزة ، ذكرتني هذه الحادثة بما تعرض له صحابة رسول الله (ص) من مشركي قريش، فقد عمد المشركون الى اقتحام بيت ياسر بن عامر بن مالك المذحجي أب الصحابي الجليل عمار ابن ياسر، وقتلوه مع زوجته وجروه في أزقة قريش، والكثير غيرهم.هذا الشيخ السبعيني هو حسن شحاته، أحد كبار الشيعة في مصر، كان الألاف من المصريين يحتشدون في مسجده الواقع أمام السفارة الإسرائيلية، ليأتمون بصلاته، وليستمعوا إلى خطبه ومحاضراته، التي طالما صدع فيها بالحق، وطالما فضح فيها الظالمين والمنافقين والفرق المنحرفة، وطالما هاجم فيها الصهاينة أمام سفارتهم عندما يعلو صوته ليصل إليهم، فيتخذون إجراءات الأمن الإحترازية، مرتعدين خوفاً.لقد حمل مجموعة من الحرافيش المصريين البنزين والغاز، والسكاكين والآلات الحادة والأسلحة النارية، واستطاعوا اقتحام منزل مصري مسلم آخر من مذهب مختلف عن مذهبهم، واختطفوا أربعة أشخاص من بينهم الشيخ حسن شحاتة، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح، حتى لقوا حتفهم، ثم مثلوا بجثثهم في الشوارع، في مشهد لا يليق بمصر وبـ(بثورة 25 يناير) التي من المفترض انها اندلعت من أجل الحرية، وليس الطائفية والكراهية، ولكن هذه الحكومة أججت دعاوى التكفير وخطاب الكراهية الديني المقزز الذي ما انفك يتصاعد ويستفحل تحت بصر وسمع النظام وفي حضور رئيسه ومباركته.كنا في الصغر نقرأ كثيراً، وأكثر ما نقرأ لكتاب مصر، وظننا أن ثلاثة أرباع الثقافة العربية في مصر، قرأنا لنجيب محفوظ ومصطفى لطفي المنفلوطي وأحمد شوقي والعقاد وغيرهم الكثير، آمنا بطروحاتهم وتداولنا أفكارهم وضجت مكتباتنا بمؤلفاتهم، كانت بعيده كل البعد عن الطائفية والمذهبية والعنصرية.بعد مشاهدتي لهذه الحادثة المريعة، ظننت أن (مثقفي) مصر سيقيمون الدنيا ولا يقعدوها، سارعت لتصفح المواقع الالكترونية والصحف المصرية، فلم أجد نقداً أو إدانة أو شجب أو إشارة لتلك الحادثة من قبل أي (مثقفٍ) مصري، قبلها بأيام كنت اتابع موضوع اعتصام مجموعة من (المثقفين) المصريين أمام وزارة الثقافة المصرية، وحللته حينها لأحد الصحف العراقية أن هناك معركة بين (المثقفين) المصريين وهي معركة تحرير العقول من نظام يسعى إلى شق الصف، وكم كنت مخطئاً.لم أجد من يدين تلك الحادثه البربرية، أين السيد يس، أين فهمي هويدي، أين نوال السعداوي، أين هيكل، أين جمال الغيطاني، أين كل هؤلاء وغيرهم ممن يدعون العروبة ويتشدقون بالتنظير اليها، أين العقل المصري هل أمسى في مهب الريح بين ليلة وضحاها، كم كان هؤلاء يكذبون على العقل العربي بنظرياتهم وأفكارهم، هل آن الاوان لسقوط الاقنعة عن تلك الوجوه التي ظلت ردحاً من الزمن تسوق الكذبة بعد الاخرى لتوهمنا بأنهم أصحاب حضاره، أين الحضارة المصرية، هل طُمست تحت وحل الهزيمة التي ساقها اليهم الاخوان (المسلمين) الذين ما أن وطئوا السلطة حتى أصبحوا يظاهون أمراء قطر والسعودية بخدمة اميركا واسرائيل، أين (مثقفي) مصر من كل هذا؟لقد سقطت الاقنعة عن كل تلك الوجوه، اسقطتها دماء الشيخ حسن شحاته ورفاقه، الذين ذهبوا ضحية خطاب رأس هرم السلطة (محمد مرسي) عندما وصف الشيعة بالرافضة، ومن ثم توالت ألسن النار من شيوخ الاخوان في كل مسجد من مساجد أرض الكنانه لتعلنها حرباً ليس على من احتل مقدساتنا ولا على من دنس المسجد الاقصى، بل على أبناء جلدتهم، لقد ارضيت اميركا واسرائيل يامرسي، ولكن لتعلم أنك ورقة من أوراقهم، وهذه الورقة في طريقها الى سلة النفايات قريباً...أقرب مما تتصور.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك