المقالات

وسقطت الأقنعة.. رسالة إلى (مثقفي) مصر

791 09:01:00 2013-06-25

د. جواد كاظم البكري جامعة بابل

قبل يومين شاهدت ما لم اقرأ عنه أو اسمع منذ عصر الجاهلية، شاهدت مقطعاً فديوياً يصوّر مجموعة من رعاع مصر بعصيّهم وهم يهاجمون شيخاً شيعياَ سبعينياً أعزل قرب عاصمة (أم الدنيا) في ضاحية زاوية أبو مسلم بمدينة الجيزة ، ذكرتني هذه الحادثة بما تعرض له صحابة رسول الله (ص) من مشركي قريش، فقد عمد المشركون الى اقتحام بيت ياسر بن عامر بن مالك المذحجي أب الصحابي الجليل عمار ابن ياسر، وقتلوه مع زوجته وجروه في أزقة قريش، والكثير غيرهم.هذا الشيخ السبعيني هو حسن شحاته، أحد كبار الشيعة في مصر، كان الألاف من المصريين يحتشدون في مسجده الواقع أمام السفارة الإسرائيلية، ليأتمون بصلاته، وليستمعوا إلى خطبه ومحاضراته، التي طالما صدع فيها بالحق، وطالما فضح فيها الظالمين والمنافقين والفرق المنحرفة، وطالما هاجم فيها الصهاينة أمام سفارتهم عندما يعلو صوته ليصل إليهم، فيتخذون إجراءات الأمن الإحترازية، مرتعدين خوفاً.لقد حمل مجموعة من الحرافيش المصريين البنزين والغاز، والسكاكين والآلات الحادة والأسلحة النارية، واستطاعوا اقتحام منزل مصري مسلم آخر من مذهب مختلف عن مذهبهم، واختطفوا أربعة أشخاص من بينهم الشيخ حسن شحاتة، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح، حتى لقوا حتفهم، ثم مثلوا بجثثهم في الشوارع، في مشهد لا يليق بمصر وبـ(بثورة 25 يناير) التي من المفترض انها اندلعت من أجل الحرية، وليس الطائفية والكراهية، ولكن هذه الحكومة أججت دعاوى التكفير وخطاب الكراهية الديني المقزز الذي ما انفك يتصاعد ويستفحل تحت بصر وسمع النظام وفي حضور رئيسه ومباركته.كنا في الصغر نقرأ كثيراً، وأكثر ما نقرأ لكتاب مصر، وظننا أن ثلاثة أرباع الثقافة العربية في مصر، قرأنا لنجيب محفوظ ومصطفى لطفي المنفلوطي وأحمد شوقي والعقاد وغيرهم الكثير، آمنا بطروحاتهم وتداولنا أفكارهم وضجت مكتباتنا بمؤلفاتهم، كانت بعيده كل البعد عن الطائفية والمذهبية والعنصرية.بعد مشاهدتي لهذه الحادثة المريعة، ظننت أن (مثقفي) مصر سيقيمون الدنيا ولا يقعدوها، سارعت لتصفح المواقع الالكترونية والصحف المصرية، فلم أجد نقداً أو إدانة أو شجب أو إشارة لتلك الحادثة من قبل أي (مثقفٍ) مصري، قبلها بأيام كنت اتابع موضوع اعتصام مجموعة من (المثقفين) المصريين أمام وزارة الثقافة المصرية، وحللته حينها لأحد الصحف العراقية أن هناك معركة بين (المثقفين) المصريين وهي معركة تحرير العقول من نظام يسعى إلى شق الصف، وكم كنت مخطئاً.لم أجد من يدين تلك الحادثه البربرية، أين السيد يس، أين فهمي هويدي، أين نوال السعداوي، أين هيكل، أين جمال الغيطاني، أين كل هؤلاء وغيرهم ممن يدعون العروبة ويتشدقون بالتنظير اليها، أين العقل المصري هل أمسى في مهب الريح بين ليلة وضحاها، كم كان هؤلاء يكذبون على العقل العربي بنظرياتهم وأفكارهم، هل آن الاوان لسقوط الاقنعة عن تلك الوجوه التي ظلت ردحاً من الزمن تسوق الكذبة بعد الاخرى لتوهمنا بأنهم أصحاب حضاره، أين الحضارة المصرية، هل طُمست تحت وحل الهزيمة التي ساقها اليهم الاخوان (المسلمين) الذين ما أن وطئوا السلطة حتى أصبحوا يظاهون أمراء قطر والسعودية بخدمة اميركا واسرائيل، أين (مثقفي) مصر من كل هذا؟لقد سقطت الاقنعة عن كل تلك الوجوه، اسقطتها دماء الشيخ حسن شحاته ورفاقه، الذين ذهبوا ضحية خطاب رأس هرم السلطة (محمد مرسي) عندما وصف الشيعة بالرافضة، ومن ثم توالت ألسن النار من شيوخ الاخوان في كل مسجد من مساجد أرض الكنانه لتعلنها حرباً ليس على من احتل مقدساتنا ولا على من دنس المسجد الاقصى، بل على أبناء جلدتهم، لقد ارضيت اميركا واسرائيل يامرسي، ولكن لتعلم أنك ورقة من أوراقهم، وهذه الورقة في طريقها الى سلة النفايات قريباً...أقرب مما تتصور.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك