المقالات

حرب عالمية على الشيعة !!

761 11:17:00 2013-06-25

رياض ابو رغيف

حينما اتصفح المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت الخاصة بالحركات والجماعات الدينية المتطرفة التي بات واضحا هيمنتها على القرار السياسي في المنطقة نتيجة لمتغيرات مايسمى بالربيع العربي !!! تصيبني الدهشة وينتابني الرعب لما اسمعه واقرأه من تحشيد وتعبئة عنيفة وفتاوى تكفير ودعوات قتل وموت احمر تجاه الشيعة تحديدا وحين تسمع مقدمات تلك الفتاوى وتقرأ حيثيات واسباب اصدار احكامهم الشرعية بالقتل !!! تظن اول الامر ان ذاك المفتي وتلك الفتوى انما موجهة ضد اسرائيل و تحشد الناس ضد اليهود الصهاينة .لكن الحقيقة المرة والمؤلمة حين تواصل الاستماع او القراءة لتلك الفتاوي التحريضية تكتشف انها موجهة لطائفة كبيرة وفرقة واسعة من فرق المسلمين وهم الشيعة .

والمشكلة ليست في الفتوى ولا بمن اصدرها فالخلافات والاختلافات العقائدية والفكرية بصورة عامة قد تصل احيانا الى التكفير والتقتيل لدى المتشددين والمتطرفين حتى بين ابناء الفرقة الواحدة او المذهب الواحد لكنها تصبح مشكلة عويصة حين تصبح ظاهرة عامة وثقافة واسعة فاغلب التيارات السياسية الدينية ذات المنهج التكفيري والسمة المتطرفة في بلدان المنطقة من جيراننا المسلمين والعرب اعتلت قياداتها سدة الحكم عن طريق صناديق الانتخابات والاقتراع الديموقراطي وهو بالتاكيد يمثل رأي الشارع بصفة عامة ويؤشر الى عمق تاثير افكار تلك التيارات التكفيرية والمتشددة في اوساط الراي العام لبلدانها ومدى ايمان طبقات واسعة وعريضة منهم بذلك النهج وتلك السياسة .اذا فتكفير الشيعة والسعي الى اسئصالهم اصبح ثقافة عامة ومنهج عمل وفكر ينمو وينتشر بين اوساط الناس واظنني مصيبا حين اقول ان هذه القضية اتسعت وانتشرت واستغلت لاسباب سياسية خاصة بعد سقوط نظام صدام البعثي (الذي يعتبره الاخرون نظام حكم سني ) واعتلاء الاغلبية الشيعية في العراق للحكم فالخطاب الاعلامي الذي أبتدا حينها ولازال يتصاعد يؤشر بما لا يقبل الشك الى تلك الحقيقة البينة .

يعتلي منابر الخطابة رجال متشددون يبتدأون خطبهم بذكر امجاد الدولة الاموية وحضارة الدولة العباسية وفتوحات الدولة العثمانية ثم يذكرون الناس بالدولة الفاطمية الشيعية !!!! ويظهر صلاح الدين الايوبي على فرسه محررا الاسلام من الصفويين الشيعة الكفرة !!!ثم يعرج خطيبهم على القادسية الثانية وبطولات المسلمين ضد الشيعة المجوس الكفرة !!!!وينهي خطبته زعيقا بتكفيرهم و بالتحريض على حز رؤوسهم لانهم اشد خطرا على الاسلام من اليهود !!!

وتستظيف القنوات الفضائية سياسيين واعلاميين متطرفين موتورين تحرك نوازعهم مصالح السلطة والمال لينظروا وياصلوا لكفر طائفة عريضة من ابناء الدين الواحد ويصفوهم باوصاف شتى تعبر عن حقدهم وكرههم ودناءة اخلاقهم ليستثيروا مشاعر العوام البسطاء والناس السذج مساهمين بقصد خبيث وغاية مريضة في زرع ثقافة القتل والتكفير في نفوس من يستمع اليهم .منهج اعتبره ولا اظنني مخطئا منهجا مدروسا بعناية وبتخطيط عالي المستوى للقضاء على ابناء هذا المذهب الاسلامي العريق .

كل ذلك التحريض كان يجد له صدى ورد فعل في كل ارض يسكنها الشيعة ليترجم الى سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وخطف وذبح وتقتيل وانتهاك اعراض وسلب اموال وكل جرائم الدنيا الخسيسة مستهدفة اولئك الابرياء الذين لاذنب لهم الا اتباعهم مذهب ال البيت الكرام (ع ) .حرب شعواء وتحريض مفضوح تقف وراءه اجهزة مخابرات لدول اقليمية وبتمويل كبير وغير مخفي من قيادات سياسية اقليمية وعربية هي ابعد ماتكون عن الاسلام ومنهجيته المعتدلة وفكره القويم وهو دعم صريح ومفضوح لا تخجل العصابات التكفيرية الارهابية من التصريح به علنا وجهارا وهو بطبيعة محاور حركته ودعمه اقرب ما يكون الى حرب عالمية تطهيرية قذرة يستجلب لها طوابير القتلة من كل ارجاء الدنيا لاستهداف الانفس والمقدسات لهذه الفرقة الاسلامية الموحدة يرافق تلك الحرب صمت مطبق وبارد لمنظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولي.

فحين قامت عصابات القاعدة قبل اكثر من عشر سنوات بنسف تمثال بوذا في افغانستان انبرت تلك المؤسسات الى ادانة ذلك العمل الهمجي بقوة وارتفعت الاصوات الدولية بالاستنكار والشجب وتنظيم التظاهرات والمؤتمرات فيما تراهم يتجاهلون الجرائم اليومية والافعال الدنيئة للعصابات التكفيرية المرتكبة ضد الشيعة ومقدساتهم من قتل الانفس واستهداف الرموز الدينية ونبش قبور الصالحين والاولياء وهدم مساجد المسلمين الشيعة كما حصل سابقا في باكستان وافغانستان و العراق والبحرين و السعودية و سوريا ومؤخرا في مصر .

ذلك الصمت الدولي والدعم الاقليمي للتحريض الطائفي تحركه اعتبارات المصالح المشبوهة للقوى العالمية في المنطقة وهو لايبتعد ابدا عن محور واحد يشغل تلك القوى فيها وينطلق من النظر الى موقف الدولة الشيعية الاكبر في العالم وهي الجمهورية الاسلامية تجاه القضايا العالمية والاقليمية والذي يعتبر اشد المواقف واقواها حركة في معارضة اطماع ومصالح امريكا وبريطانيا واسرائيل وحلفاؤها المعروفين من الدول العربية والاقليمية .

منشأ ذلك القلق متاتي من تصورات الاخرين بان ارتباط الشيعة بايران مذهبيا ومرجعيا هو الدافع والحافز الاول لحركة الشيعة في المنطقة سياسيا وهو تصور في نظري خاطيء وقاصر لاعتبارات مهمة وجوهرية منها ان المرجعية الدينية التي يتبعها عوام الشيعة ليست منحصرة بعلماء الدين الايرانيين فحسب بل ان مرجعية النجف والبحرين والسعودية وحتى لبنان لها من الانتشار ما يوازي تلك التي في ايران صحيح ان المبتنيات الفقهية والعقائدية والفكرية هي واحدة وذلك لانها جميعا تستقي فتواها من تراث واحد الا ان المدارس الاستدلالية بين بعضها البعض مختلفة والرؤى الاجتهادية (دينيا واجتماعيا وسياسيا ) متنوعة وهي قد لا تتفق في حكمها الاجتهادي مع بعضها البعض كما هو حاصل في قضية خلافية كقضية (ولاية الفقيه ) مثلا .

هذه النظرة القاصرة تجاه الشيعة وايكال كل دوافع التحركات الشعبية والوطنية للشيعة في بلدانهم الى نوازع الارتباط بايران او الاتهام بالعمالة لايران على ما يشيعه وعاظ الحكم واعلامه له غايات واضحة واسباب مفهومة منه هو استسهال قمع تلك التحركات التحررية والمطالبات الوطنية المشروعة بتهمة الخيانة والارتباط بدولة خارجية ثم تحريض الشارع المؤدلج اصلا بثقافة الاقصاء والقتل والتكفير وتجنيده لضرب تلك الحركات وترهيب الناس وتعبئتهم باتجاه مقاومة المد الشيعي الايراني الصفوي المفترض !!!! ومثل هذا الامر حصل في البحرين والسعودية ومؤخرا في الاحداث الاجرامية الدموية الاخيرة التي وقعت في مصر !!

الساحات السياسية في المنطقة اليوم مفتوحة للتكفيريين على مصراعيها بحرية وحركة القوى المرتبطة بالارهاب والقاعدة تجد لها ملاذات امنة تحت عباءات الملوك والامراء والسلاطين ووعاظهم وثقافات الشعوب تتشكل وفقا للمفاهيم التي تزرعها تلك المدارس التي تعتبر تكفير الشيعة وقتلهم جهاد يدخل صاحبه الجنة وميل القوى العالمية الكبرى بات واضحا من خلال مواقفهم الخجولة وصمتهم وتجاهلهم وعدم ادانتهم لتلك الجرائم التي ترتكب يوميا بحق الشيعة بات واضحا انه متناغم مع قوى التكفير وفتاوي القتل بل انها تساعد على نشر القتل واستشراءه من خلال ما تعلنه من رؤى عوراء لما يجري في المنطقة من صراعات تغض فيه النظر عن تدخلات اقليمية معينة ذات اتجاه طائفي واضح وتدين وتحارب وتمنع اتجاه اخر يحاول ان يحمي نفسه ومقدساته وتراثه وهي في الوقت الذي تحاصر قوى المقاومة الوطنية الشيعية سواءا في ايران او سوريا او البحرين او لبنان او العراق تدعم بالاموال والاسلحة والاعلام القوى الاخرى المعادية للشيعة وهي بذلك تعلن انظمامها الى محور الحرب العالمية المبيتة ضد الشيعة .

وما يهمنا هو تداعيات تلك الحرب العالمية الارهابية ضد الشيعة علينا في العراق فالشيعة في العراق يشكلون اكثر من نصف سكانه وهم كغيرهم من شيعة العالم يتعرضون لذات الحرب التي تشن على هذه الطائفة يوميا في كل ارجاء العالم ويتعرض ابناءها للقتل والذبح والتفجير بداعي تكفيرهم والسعي الى ابادتهم وهم ونتيجة للتبدلات السياسية الجارية في المنطقة والاحداث الجسيمة المحيطة بالعراق يواجهون جبهتين من جبهات هذه المعركة الجبهة الخارجية المتمثلة بالقوى التكفيرية الاقليمية التي لا تخفي سعيها الى نقل حربها الى داخل العراق وابادة الشيعة فيها والجبهة الداخلية المتمثلة بالقوى التكفيرية الارهابية المحلية والمحتضنة من قوى سياسية معروفة ومناطق جغرافية معلومة

وكلا الجبهتين تمثلان خطرا حقيقيا محدقا لابد من التنبه اليه والتهيؤ لمجابهته بتخطيط مدروس وامكانات كبيرة تبتدأ من استثمار عرض مساحة تاثير المرجعيات بين الناس لتعبئة الصفوف ورصها وطرح الخلافات والصراعات الجانبية جانبا وتنبيه الجميع الى عظم الخطر الممتد باذرعه الينا ثم انه ومثلما ان القوى المعادية للشيعة لاتخجل من الاعلان عن مرجعياتها الاقليمية الداعمة لالة القتل والابادة الجماعية علينا نحن كذلك ان لا نستحي من التحالف مع القوى المؤثرة في ميزان حسابات المعارك والحروب بالاتجاه الذي يؤمن حماية امننا وانفسنا ومقدساتنا .

يبقى امر مهم جدا ويجب ان لا نتجاوزه ولا نتخطاه وهو موقف شركائنا في الوطن تجاه مايجري في الداخل والخارج وهو موقف يحتاج الى وضوح وصراحة وشفافية فنحن ورغم كل التقسيمات والمسميات والاعتبارات المفروضة ابناء وطن واحد وتربطنا اواصر كثيرة لايمكن القفز عليها بسهولة الا ان تعرضنا لخطر الابادة والقتل والتقتيل يستدعي منا ان ننظر باتجاه شركائنا نظرة واقعية وجدية وان نفهم منهم بصراحة موقفهم تجاه الاحداث التي حصلت والتي من المتوقع ان تحصل (لاسامح لنا ) ويجب ان لايرضينا جوابا يحتمل التاويل او التفسير او المخاتلة بل لابد ان يسمعوننا جوابا واضحا صريحا بادانة كل القتلة وكل التكفريين ومن كل الانتماءات فالحرب العالمية على الشيعة بدأت واحداثها بالواقع الملموس تتصاعد وعلينا جميعا ان نرتدي لباس الحرب استعدادا لها .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك