جمعة العطواني
اغلبنا ان لم يكن كلنا قد قرا او سمع بحادثة استشهاد سفير الامام الحسين مسلم بن عقيل ، عندما جاء الى الكوفة لياخذ البيعة لسبط الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم ، وجاء يدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، ويجادل بالتي هي احسن ، ويقول للناس قولا حسنا ، ولكن ماذا كان رد فعل بني امية ، تلك الدولة التي تتمظهر بمظهر الاسلام وتمارس سياسة الجاهلية والارهاب ؟ كان رد فعلها ان حاصرت مسلم في احد ازقة الكوفة ، كان زقاقا ضيقا تحيطه البيوت والجدران ، نهايته مغلقة ويقف على الجدران وعلى جانبي الزقاق اجلاف بني امية الذين حفظ لنا التاريخ الاسلامي الشيء الكثير من ارهابهم واستهتارهم بكرامات الناس وتصفية مناوئيهم بالحرب احايانا ، والغيلة احيانا اخرى ،وكانت النهاية المساوية التي يذكرها التاريخ ان تنهش مسلم بن عقيل اوباش السلطة الاموية بالعصي والحجارة ، ومن كل مكان من فوق السطوح ومن داخل الزقاق الضيق ، وهكذا يقتل مسلم شر قتله ويسحل في الاسواق وبيد سلفية ذلك القرن .ويعيد التاريخ نفسه مع شخص يسير على نهج مسلم بن عقيل ليدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ويجادل بالتي هي حسن ، ينتهج نهج ابن بنت رسول الله وسبط النبي الاكرم ، في منطقة تحمل اسم مسلم هي منطقة ( ابومسلم ) في مصر هذه الدولة التي كنا نراهن عيها كثيرا بعد حركة شعب مصر على الظلم والطغيان ، يحملون شعارات (العدل والاسلام ) بقيادة جماعة لطالما تعرضت للظلم والعدوان من قبل نظام كنا نسميه بالظالم .وتمارس سلالة بني امية في العصر الحديث نفس الاسلوب الذي مارسه اسلافهم مع مسلم حيث يحاصر الشيخ الشهيد حسن شحاته في زقاق ضيق وتجتمع عليه عصابة التكفير من كل مكان وتنهال عليه ضربا بالعصي والحجارة ، ويسحل في احد ازقة (ابومسلم) وتقطع اوصاله ويمثل بجسده الشريف .انهم يتبعون الاسلاف حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل .الا ان ماحصل في مصر مع الشيخ حسن شحاته لا يعيد التاريخ والاحداث التي حصلت مع مسلم بن عقيل في الكوفة فحسب ، بل انه يعيد الى الاذهان كيف توراث سلفيوا القرن الحادي والعشرين من سلفيي القرن الهجري الاول سفك الدم وانتهاك الحرمات ، وقتل النفس المحترمة والتمثيل بالقتلى ورسول الانسانية يقول (اياكم والتمثيل ولو بالكلب العقور ) فما بالكم بمن يحمل منهج الاسلام ويدعو الى رضوان ربه ومحبة اهل بيته وولائهم ؟ان ماحصل في زاوية مسلم في جيزة مصر يدل بلا ادنى شك ان الثورة المصرية قد سرقها اعداء الاسلام من بربرية سلفية ، ووهابية مجرمة ، وتحول اخوان مصر الى (خونة ) الاسلام والانسانية من خلال مشاركتهم المباشرة وغير المباشرة في التحريض التخويف مما يسمونه بالمد الشيعي ، ويعدونه الخطر الاكبر على بلادهم ، في الوقت الذي يصف رئيس الاخوان محمد مرسي رئيس الكيان الصهيوني (بالاخ العظيم ) في رسالة وجهها له بعد تسنمه منصب رئيس مصر ! ان دولة الاخوان ستحول شعب مصر الى (خَوَل) وعبيد للاستكبار العالمي وسيضعون اعناق الشعب المصري بيد سلفية وقتلة الانسانية ، وقتلة مشروع الاسلام الاصيل .ان الطريقة الوحشية والبربرية التي ينتهجها سلفية مصر بمعية اخوانهم ( الاخوان المسلمين ) تدل بلا ادنى شك ان الاستكبار العالمي قد نجح وبامتياز في سرقة الصحوة الاسلامية في المنطقة العربية ، من خلال نظرية التخادم بين السلفيين في كل مكان وبين امريكا والغرب واسرائيل ، فالاول يقتل ويسفك الدماء على اساس طائفي ، والثاني يقطف الثمار المتمثلة بالحرب الاهلية وتفكك الدول ، ويشوه سمعة الاسلام في كل مكان
https://telegram.me/buratha