المقالات

نظارات المستشارين السوداء

542 01:37:00 2013-06-27

واثق الجابري

السياسة الخاطئة الاستحواذية وضعف تنفيذ مطالب الجماهير الفقيرة المحرومة والفساد والأزمات , وإنفلات أمني وتعدد مواقع القرار وتأخير تشريع قانون الأحزاب وعدم ترسيخ الوعي الانتخابي والديمقراطية ادت إلى التراجع الجماهيري وأبتعادها عن تحمل المسؤولية وفقدان ثقتها حتى بالعملية السياسية, الملايين التي لم تشارك وأدارت ظهرها للعملية الانتخابية , تدق ناقوس الخطر وترفع البطاقة الحمراء والحكومة واجبها ان تتسأل عن السبب وتدفعهم للوطنية .مهمشين في وطنهم لم تصدق لهم الوعود والعهود التي أطلقتها القوى صاحبة القرار, وصوت الاستعلاء والتكابر الذي أطلقها المستشارين بالفوز الانتخابي الساحق والتكهن والقول (سوف ترون النتائج الكبيرة والفوز الساحق)!! والحقائق لم تكن كذلك وظهر التعثر وخسارات كبيرة في المقاعد وأصوات الناخبين، اعتقدوا ان المواطن يرتدي النظارات السوداء مقيد التفكير , لكنه دقق و توصل وأوصل الى النتائج الهزيلة لقوى تمتلك الأمكانيات الحكومية وأستخدام الخطابات الطائفية والوعود ولم يعد يصدق . ائتلاف دولة القانون لايستطيع تشكيل حكومات المحافظات لوحده دون الآخرين إلا التحالف! و نتائج حزب الدعوة اقل بكثير ممن معه في الأئتلاف أو التحالف الوطني و فشل في بعض المحافظات من الحصول على مقعد واحد مما يجعله غير قادر على فرض ما يريده كما السابق، لذلك هرع للتحالف مع القوى الصغيرة كي يقفز كالسابق على منصة رئيس الوزراء في الأنتخابات النيابية القادمة،القوى تدرك تلك الوعود الهلامية والغايات ,وظهرت نبرة جديدة للمستشارين والمقربين وبدلاً من دراسة أسباب الفشل التي لازمتهم فهم يعزون ذلك الى نظام "سانت ليغو "الذي منعهم من إستغلال أصوات القوائم الصغيرة ، ولهذا دفعوا لإلغاء هذا النظام والمطالبة بنظام القائمة المغلقة الذي يؤهل القوائم الكبيرة الاستيلاء على الأصوات الأنتخابية دون حق قانوني لضمان وصول ما تختارهم القائمة على حساب أرادة الناخب , الجائع والفقير والعاطل والمحروم والمتقاعد والأرامل والأيتام والباحثين عن لقمة عيش ودار للسكن وخدمة محترمة لا يصدقون , كيف يشعر بالمواطنة وفي ايّ لحظة تطارده التفجيرات والاغتيالات والإتاوات والضغوط والتهجير,ويرى فشل الحكومة في أكثر المجالات واعتمادها على خلق المشاكل والخلافات ,كيف يشارك و الفساد المالي والإداري في المحافظات الجنوبية والوسط والعاصمة بغداد! كيف يمكن أعادة الثقة و الخدمات بائسة ؟ لا تنفع الخطابات الانشائية ولا استغلال العواطف الطائفية والتحريضية والإساءة للمواطنة و الطائفية بديلها ، وأن الشعب العراقي متعايش منذ آلاف السنين؟ دولة القانون بمستشاريها تحركوا لإيقاف تحالفه مع الحكيم , معتقدين ان التحالف سيقوي المجلس الاعلى وهم خصوم حقيقيين في البرلمان ومنافس قوي على رئاسة الوزراء , وفشلت المحاولات بالتحالف لم يكتب لها النجاح , و في بغداد لم يرضى ائتلاف القانون الاّ منصب المحافظ ولذلك لم يشارك , ودخول متحدون دليل على الشراكة الحقيقية واشراك الجميع في الحكم , خلافات داخل حزب الدعوة للنتائج والمناصب ولم يحصل الاّ على رئاسة مجلس محافظة البصرة وكربلاء محافظ مقرب منهم فقط, وأعترفوا أنهم الخاسر الاكبر في الانتخابات ,وكذلك خلافات مع القوى في داخل ائتلاف القانون للتنافس والشعور بالغبن , درس بليغ من النتائج وإن الشعب العراقي لن يسمح بالأستمرار في مهزلة الوعود ,و الحلول تأتي من خلال تحقيق المطالب الوطنية والابتعاد عن الهيمنة والاستئثار والإيمان بأنه صاحب الحق وليس التحالفات أو الأحزاب أو السياسة الطائفية التي تؤدي إلى الأقتتال والتفرقة بدلاً من التعاون والوحدة الوطنية , وتعزيز المشتركات والخدمة التي تفتقدها المحافظات .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك